كتب - هشام الشيخ:دعا عضو مجلس إدارة جمعية القلب الخليجية، ورئيس جمعية القلب السعودية الباحث الدكتور خالد الحبيب المراكز الصحية والمستشفيات في مملكة البحرين ودول الخليج، إلى المشاركة في الدراسات العلمية التي تجريها جمعية القلب الخليجية، موضحاً أن أكثر ما يعاني منه القطاع الصحي في دول مجلس التعاون هو بقاء العديد من الأسئلة الطبية دون إجابة نظراً لقلة الدراسات العلمية المحلية والإقليمية حول الأمراض الأكثر انتشاراً بين دول الخليج. وأكد الحبيب أهمية التعاون بين الجمعيات العلمية، وتفعيل دورها ووضع يدها بيد المؤسسات الحكومية، حيث إن كل ما يستطيعه الباحث والعالم هو القيام بدراسة علمية وتقديم نتائجها إلى صاحب القرار التنفيذي، المطالب بدوره بالتعاون لتغيير واقع المشاكل الصحية في دول الخليج العربية.وكشف رئيس جمعية القلب السعودية في حديث ل«الوطن” أن الجمعية تعكف حالياً على تنفيذ دراسة علمية، تبحث أمراض ضعف عضلة القلب في دول الخليج ويشرف عليها د. كاظم سليمان من سلطنة عمان. وبين أن إحدى أهم وآخر الدراسات التي أنجزتها الجمعية على مستوى الخليج، كانت حول "جلطات القلب الحادة”، وأجريت في الفترة 2008-2010، وشملت 6 دول خليجية، ونشرت نتائجها في مجلات عالمية بينها مجلة "سيركيوليشن” أكبر مجلة عالمية في مجال القلب، موضحاً أن من بين نتائج الدراسة إثبات التأثير السلبي لنبات "القات” على جلطات القلب الحادة، حيث إن هناك استخداماً واسعاً للقات بين أبناء المناطق الجنوبية للمملكة العربية السعودية واليمن.كما أكدت الدراسة أن أبناء الدول الخليجية العربية يصابون بأمراض الذبحات الصدرية والقلب في عمر يقل بعشر سنوات عن الدول الغربية، بسبب الارتفاع الشديد للإصابة بالسكري الذي تصل نسبة المصابين به من بين مرضى جلطات القلب الحادة في بعض دول الخليج إلى 40-50%، إضافة إلى دور أمراض الضغط وزيادة الكولسترول.وأشار إلى أن الدراسات التي تجريها جمعية القلب الخليجية تمثل التعاون الحقيقي الأول بين الدول العربية في مجال الدراسات العلمية، حيث أجرت عدة دراسات خلال 6 سنوات الأخيرة نشرت في دوريات علمية محلية ودولية، قام بها بالكامل خبراء عرب. وأشار الحبيب إلى عدة عوامل تحتاج إلى معالجة جادة لوضع حد للزيادة الكبيرة في أمراض القلب والسكري والضغط والكولسترول في دول الخليج العربية، منها ضرورة تهيئة المدن الخليجية لتسهيل عملية ممارسة الرياضة، حيث إن معظم المدن الخليجية تمتلئ بمجمعات التسوق التجارية، التي تتيح المشي لزوارها لكنها في الوقت نفسه تحتوي على الكثير من المطاعم، خصوصاً مطاعم الوجبات السريعة، التي تعوض السعرات الحرارية التي فقدها المتسوق من خلال المشي مما يلغي الفائدة الصحية التي حصل عليها.وقال الباحث إن بعض الشركات الخاصة في عدة الدول بدأت تلزم الموظفين بقضاء جزء محدد من دوام العمل في أماكن خصصتها لممارسة التمارين الرياضية (جيم)، تماماً مثل العمل الرئيس، حيث لا عذر لأحد في التغيب عنه، وهذا النظام مفيد في حالات الموظفين أصحاب الدوام الطويل جداً الذين يتعذرون بعدم وجود وقت لممارسة الرياضة، لافتاً إلى أن هذا الإجراء مطبق في إحدى الشركات الكبرى في السعودية.وأكد رئيس جمعية القلب السعودية أن معالجة مثل هذه الأمور لا يتم فقط من خلال سن القوانين، إنما من خلال المعالجة الثقافية لخلق مجتمع يمارس جميع أفراده رياضة المشي، موضحاً أن ذلك يتأتى من خلال توفير مكان آمن للمشي، بعيداً عن عوادم السيارات، فلا يتصور أن يخرج شخص للمشي ليحافظ على صحته من أمراض القلب، فيفاجأ بإصابته بالربو.وأضاف الحبيب: يجب ألا يمتد الزحف العمراني إلى الشواطئ، ويجب الأخذ في الاعتبار الأجواء في بعض الدول الخليجية التي تكثر فيها الأتربة والغبار، بحيث يتم تصميم المدن لتأمين مساحات خضراء في قلبها. وأكد أهمية التشديد في منع التدخين بالقانون مثلما هو الحال في البحرين والكويت، وبعض المناطق في السعودية، داعياً إلى تعميم منعه في الأماكن العامة في جميع دول الخليج، ومراقبة تنفيذ ذلك.