أعلنت حكومة نوري المالكي التي هجرت آلاف الأطباء العراقيين لدوافع سياسية وطائفية أمس السبت أن العراق تعاقد مع وزارة الصحة الهندية على استقدام 150 طبيبا و1000 ممرضة للعمل في المستشفيات العراقية لسد النقص في المنشآت الطبية والصحية في البلاد.ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تكشف حالة الانتكاسة التي يعيشها العراق في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية في ظل الحكومة الطائفية المدعومه من إيران، وذالك بعد أن بلغ العراق في فترة متأخرة من القرن الماضي مستوى يباهي به العالم خاصة على في القطاع الصحي بما وفره من إمكانيات مادية وبشرية له.وقال مصدر في وزارة الصحة العراقية إن "الوكيل الإداري لوزارة الصحة الدكتور خميس السعد أنهى زيارة الى الهند على رأس وفد ضم مدير دائرة العيادات الطبية الشعبية ومعاون المفتش العام في الوزارة وتم الاتفاق مع وزارة الصحة الهندية على تزويد المؤسسات الصحية العراقية بـ150 من أطباء التخدير و1000 من الممرضات لمعالجة النقص في هذه الاختصاصات".

آلاف الأطباء العراقيين هجروا لأسباب سياسية

وبينما تبدو المستشفيات العراقية اليوم شبه فارغة، ولم تعد قادرة على تلبية الحاجات المتزايدة للمرضى بسبب النقص المتزايد في عدد الأطباء، ويزداد العمل فيها صعوبة، تشير تقديرات عراقية إلى أن الآلاف من الأطباء العراقيين هجروا من العراق لأسباب سياسية، ويمارسون اليوم مهنتهم في مختلف الاختصاصات الطبية في إنجلترا وأمريكا واستراليا والدول الاسكندينافية.وتكشف هذه التقديرات عن أن أحد مستشفيات السويد يعمل به 48 طبيبا عراقيا من أصل 150 طبيب يعمل في المستشفى المذكور.وتشير دراسة أجرتها الباحثة العراقية شذى الجبوري في سنة 2011، إلى أن مجموع الأطباء العراقيين في المملكة المتحدة هو 5 آلاف طبيب، وأن 3 آلاف و800 طبيب منهم يقيمون في لندن فقط!ويبلغ عدد الأطباء العراقيين المُسجّلين في وزارة الصحة البريطانية ألف و900 طبيب يعملون ضمن اختصاصاتهم العلمية الدقيقة، وهذا يعني أن الأطباء الآخرين الذين يتجاوز عددهم الثلاثة آلاف طبيب ينتظرون فرص عمل جديدة لهم في بلد يحتاج إلى عدد كبير من الأطباء وفي مختلف الاختصاصات.وتقول مصادر عراقية إن الأطباء العراقيين في عهد حكومة نوري المالكي المدعوم من إيران، كثيرا ما يتعرضون للابتزاز والتهديدات بالقتل في بلادهم إذا توفي المريض.

الاحتلال والحكومة الطائفية حولا العراق من دولة متقدمه إلى دولة الجهل

ويعلق محلل عراقي عارف بواقع بلده اليوم بعد تجربته المريرة مع الاحتلال الأمريكي الإيراني والحكومة الطائفية إن العراق "تحول في ليلة و ضحاها، من دولة مؤسسات، و مراكز بحوث، و جامعات عملاقة، إلى دولة مليشيات وتكتلات وأحزاب لها بداية وليس لها نهاية، ومن شعب واع راق محترم، إلى شعب مُهمش مشرد منبوذ متسول".ويضيف هذا المحلل قائلا "لقد تحول العراق مع نهاية القرن الماضي و بداية القرن الحالي القرن الواحد والعشرين من دولة علم وعلوم وعلماء وتقدم ورقي ونهضة علمية وصناعية وعمرانية وصحية.. إلى دولة تخلف وحرمان وفقر ورذيلة وشعوذة ومشعوذين".ومنذ احتلال العراق ووصول حكومة نوري المالكي الطائفية، دخلت المجتمع العراقي تقاليد وأعرافا جديدة لم يعهدها من قبل وعلى رأسها "دفع الطبيب ديّة قتل" إذا صادف أن فارقَ مُصاب بطلق ناري الحياة متأثراً بجراحه، ولم يفلح الطبيب في إنقاذه مر خارج عن نطاقه.وقد تعرّض عشرات الأطباء العراقيين إلى الضرب والإهانة الأمر الذي دفعهم إلى التفكير في الهجرة إلى بلدان لجوء تضمن لهم كرامتهم وحقهم في العيش الرغيد.وتشير تقارير عراقية إلى أن العديد من الأسباب الأخرى تحرّض الأطباء العراقيين على الهجرة الاختيارية منها الفساد الإداري، وتفشّي الرشوة والمحسوبية حتى في الجوانب الطبية الخطيرة، إذ يمكن تقديم أفضل الخدمات للمريض إذا كان منتسباً لهذه الجهة السياسية أو تلك، بينما يمكن لمريض مصاب بالعلة ذاتها أن يفارق الحياة لأنه لا ينتمي إلى هذا الطرف السياسي أو ذاك.