رأى سياسيون في تزامن تحذير أمين عام الوفاق علي سلمان من زلزال في المنطقة حال قيام الكنفدرالية الخليجية ووصف مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تواجد قوات درع الجزيرة في البحرين بـ«الاحتلال”، تناغماً لا يدع مجالاً للشك بتلقي "الوفاق” أوامرهم من طهران وينفذونها بكل دقة.وقال السياسيون إن "الفاصل الزمني بين هجوم سلمان على الكنفدرالية الخليجية ووصفها بالخطر، ووصف عبداللهيان التواجد العسكري لدرع الجزيرة بالاحتلال هو يوم”، مشيرين إلى أن "هذا الشاهد على تبعية الوفاق لإيران ليس الأول أو الأخير لكنه الأحدث”.ودللوا على رؤيتهم بـ«تزامن التصعيد والترهيب الديني من مرجعية الوفاق آية الله عيسى قاسم مع تصعيد مماثل من على منابر طهران لزعزعة أمن البحرين، إضافة لالتزام الوفاق الصمت حيال مجازر ضد الإنسانية في سوريا جراء موقف طهران المساند للنظام، وانتظار الوفاق موقف إيران قبل أن تدين استشهاد فلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي، وهو موقف عروبي إنساني ليس بحاجة تخويل من أحد”.وأضافوا أن "القنوات الإعلامية الإيرانية أيضاً تعد مثالاً حياً، إذ إنه في اليوم الذي اتفق فيه وفاقيون على ارتداء الزي الأسود لما قالوا إنه دعم لمعارض مضرب عن الطعام، ارتدى إعلاميو قناة العالم الزي الأسود”.مغالطات أمين الوفاقوكان أمين عام الوفاق علي سلمان قد هاجم خطوة الاتحاد الخليجي قبل يومين، في تصريح معتاد منه، حيث خرج ينتقد تلك الخطوة ويعلن رفضها في تحد تام للإرادة الشعبية البحرينية والخليجية، والتي تسعى للمزيد من التقارب فيما بين دول المجلس.ووصل الخوف بعلي سلمان أقصى درجاته، حيث لم يميز أحياناً بين الاتحاد بين دول المجلس وبين الشقيقة المملكة العربية السعودية، حيث قال في خطبته الماضية في التجمع الذي دعت إليه الوفاق ولم يحضره سوى عدد قليل إن "أي اتحاد مع المملكة العربية السعودية أو أي خطوة أخرى دون استفتاء شعبي فهو باطل”، متناسياً أن شعب البحرين ينتظر تلك اللحظات التاريخية وأعلن عن موافقته عليها بأكمله. واستدرك سلمان في خطبته لاحقاً خطأ ما قاله، ليشير إلى أن جمعية الوفاق " مع فكرة تطوير مجلس التعاون” واضعاً ما أسماها " شرطين أساسيين”، متناسياً أنه ليس سوى رئيس جمعية سياسية لها شعبية متناقصة وليس ملك إحدى تلك الدول.وطالب بأن "يكون هذا القرار جماعي لكل الدول”، وأضاف نقطة " استفتاء أبناء الشعب في هذا الخيار”، في اختطاف لخيارات المواطنين والتحدث باسمهم كعادة الجمعية سابقاً في مواقفها وإطلاقها للعديد من الوثائق والتصريحات متجاهلة باقي مكونات الشعب.واستكمل سلمان حديثه ليقول بأن " النظام في البحرين لا يمتلك بأن يقوم بالاتحاد مع أي دولة أخرى أياً كانت بدون تفويض من الشعب، وهو قرار لن نعترف به، وهو قرار باطل، ومن حق الشعب أن يقاومه” في تحريض لما تبقى من أتباعه بالمزيد من أعمال العنف والتخريب خصوصاً مع مضي دول المجلس قدماً في خطواتها الاتحادية، مدعومة بموافقة جميع الشعوب الخليجية.وترجم علي سلمان الخوف الإيراني من الاتحاد في تصريحاته بأن "فكرة إلحاق البحرين بالسعودية - مع ما نكنه من احترام - في اتحاد ثنائي بدون الرجوع إلى شعب البحرين، وتحويلها من مملكة إلى إمارة فإن ذلك يضع البحرين في مهب الريح، ويضع المنطقة في دائرة الزلزال، ولا يوافق على ذلك وطنيٌ شريف مخلص لمصلحة البحرين ومصلحة السعودية ومصلحة استقرار هذه المنطقة” ليعود مرة أخرى في التحدث باسم الشعب، وتصنيفه للمواطنين كما يحلو له. تطابق مع ولاية الفقيهوبينت تصريحات أمين عام الوفاق مدى توافقها مع التصريحات الإيرانية التي تحذر من تحول دول المجلس إلى أي شكل من أشكال الاتحاد، حيث سيقوض ذلك مشروع ولاية الفقيه الرامي إلى السيطرة على الدول العربية انطلاقاً من البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. ولم ينس علي سلمان الإشارة إلى قوات درع الجزيرة ورفض وجودها على أرض المملكة، بعد إفشالها لمحاولات اختطاف البحرين وتسليمها إلى ولاية الفقيه في طهران، حيث قال: " لا معنى لبقاء قوات درع الجزيرة، فهو يستمر بالإضرار بالبحرين”، في إشارة منه إلى عدم إمكانية تنفيذ الأجندات الإيرانية مع وجود تلك القوات الرادعة لهم. واستبق علي سلمان هذه المرة التصريحات الإيرانية الداعية إلى خروج قوات درع الجزيرة من مملكة البحرين حيث قال: " وندعو هذه القوات إلى مغادرة أرض البحرين، وأن تكون المملكة العربية السعودية جزءاً من الحل لا جزء من المشكلة” وهو تماماً ما قاله مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبدالليهان أمس، حيث وصف تواجد قوات درع الجزيرة على أراضي مملكة البحرين "باستمرار الاحتلال السعودي لهذه البلد” في تعد سافر منه على شؤون البحرين، وهو ما نددت به المملكة سابقاً ورفضته رفضاً قاطعاً، بالإضافة إلى الرفض الشعبي لتلك التصريحات. وجاءت تصريحات عبداللهيان بعد خطبة علي سلمان في تبادل للأدوار فيما بينهما، حيث أعاد الأول تدخله في شؤون المملكة وقال إن " القرار المتسرع للسعودية في إرسال قوات عسكرية إلىي البحرين تحت غطاء مزيف يحمل اسم ‘قوات درع الجزيرة’ سلب فرصة العمل السياسي من الحكومة البحرينية”، على الرغم من أن دخول القوات الخليجية جاء بطلب من حكومة البحرين الشرعية، ووفقاً لاتفاقات موقعة مسبقاً بين دول مجلس التعاون في الدفاع المشترك. وبين في تكملة حديثه أن دخول قوات درع الجزيرة " أفضى إلى تعرض الأمن الإقليمي إلى التهديد أو الخطر” في إشارة منه إلى أن طهران لم تستطع إكمال مسيرتها نحو إدراج المملكة تحت غطاء عباءة الولي الفقيه، حيث شكل تواجد القوات على أرض البحرين كابوساً لطهران. التطابق الكبير بين تصريحات علي سلمان والمسؤول الإيراني، وإطلاقها في أوقات متقاربة تظهر مدى التعاون الإيراني – الوفاقي ، وتقدم دليلاً دامغاً آخر على أن الوفاق ليست سوى " ألعوبة” بيد طهران لمحاولة السيطرة على المملكة وباقي دول المجلس تمهيداً لضمها لولاية الفقيه في طهران. دليل دامغ على التبعيةوتعليقاً على هذا التزامن في خطاب سلمان وعبداللهيان قال عضو كتلة الأصالة الإسلامية الشيخ عبدالحليم مراد، إن "سلمان في خطابه أمس الأول أثبت مجدداً مخاوفنا من أن الوفاق تمثل تهديداً لأمن البحرين وهويتها المرتبطة ارتباطاً مصيرياً بمجلس التعاون الخليجي”، مؤكداً أنه "لا يوجد بحريني أو عربي شريف يرفض هذا الاتحاد”.وقال إن رئيس الوفاق في خطابه أمس الأول أثبت مجدداً مخاوفنا من أن الوفاق تمثل تهديداً لأمن البحرين وهويتها المرتبطة ارتباطاً مصيرياً بمجلس التعاون الخليجي، حيث هدد رئيس الوفاق البحرين والمنطقة برمتها، بأنها ستكون في مهب الريح ودائرة الزلزال إذا ما قامت بالاتحاد مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وادعى أنه لا يوجد وطني شريف يوافق على هذا الاتحاد إلا إذا تم بتفويض شعبي..!وقال مراد "نحن نقول له إنه لا يوجد بحريني أو عربي شريف يرفض هذا الاتحاد، فالاتحاد حلم شعوب مجلس التعاون برمتها، وليس فقط حلم الشعبين البحريني السعودي، ومن يرفضه فإنه في الحقيقة لا يشعر بالانتماء لهذه المنطقة. فالشعب قال كلمته بالفعل ولا يحق لرئيس الوفاق التحدث باسم شعب البحرين العربي المسلم الذي يعتز بهويته وأشقائه في مجلس التعاون وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية حفظها الله”.وأضاف مراد "المؤكد أن رئيس الوفاق لا يتحدث من تلقاء نفسه، فهو أداة في يد قيادته سواء أكانت المرشد الإيراني أو وكيله في البحرين، خاصة وأنه يناقض نفسه، فمرة يهدد بالاستعانة بإيران عندما دخلت قوات درع الجزيرة ويصفها بقوات الاحتلال، ومرة يقول إن السعودية العمود الفقري لمجلس التعاون، والآن يهدد ويتوعد بالويل والثبور، ويصف الاتحاد قبل أن يقوم بأنه باطل، وأن السعودية جزء من المشكلة!. وأوضح مراد أن الذي يرفض الاتحاد هم الإيرانيون والأمريكان وهم أعداء البحرين والمنطقة بأسرها، لذا فإعلان رئيس الوفاق الصريح بما يحمل في نفسه على السعودية والبحرين ومجلس التعاون فضح حقيقة توجهاته بلا مواربة، وهذه نقطة مفصلية، فرئيس الوفاق يتبنى نفس موقف قيادات إيران ومعمميها الرافضين للاتحاد وهجومهم الواضح على درع الجزيرة الذي أفشل عليهم مخطط الفتنة، ولا ضير في هذا ولا عجب، فهم قياداته ويسير على دربهم ليس فقط في هذه القضية بل في كل القضايا المصيرية التي تواجه المنطقة، خاصةً الثورة السورية التي تجاهلها رئيس الوفاق رغم مرور عام على تفجرها، ولم يقم ولو مرة واحدة بتأييدها أو شجب ذبح الأبرياء في سوريا الحبيبة، فكيف له القيام بهذا وهو يؤيد القتل والذبح إذا جاء من أبناء طائفته وارتكبه جيش إيران وحرسها الثوري وعملاؤها في سوريا وغيرها، ثم يجيء ويتغنى عن الديمقراطية وحقوق الإنسان دون ذرة خجل!. مختتماً مراد بالتحذير من سعي الوفاق لإلحاق البحرين بدولة ولاية الفقيه وسلخها من أشقائها في مجلس التعاون. ومن جانبه قال النائب السابق ناصر الفضالة أن وجود قوات درع الجزيرة في البحرين ليس احتلالاً، مؤكداً أن تزامن التصريحات الإيرانية مع تصريحات علي سلمان دليل دامغ آخر على تبعية الأخير لطهران، وأن الوفاق ليست سوى منفذاً للأجندات الإيرانية، مبيناً أن أمين عام الجمعية لا يخفي تبعيته لإيران، حيث عندما دخلت القوات درع الجزيرة قال بأنه سيطلب دخول القوات الإيرانية كحماية للشيعة حسب زعمه، مشدداً على أن الاتحاد الخليجي يقوض المشروع الإيراني، مطالباً الدولة باتخاذ الإجراءات القانونية للحفاظ على سيادة المملكة.وأضاف الفضالة أن الرد على عبداللهيان يكون عن طريق الاتفاقات الخليجية الموقعة بين دول المجلس، مشيراً إلى أن اختطاف الجزر الإماراتية الثلاث هو الاحتلال الذي يجب إنهاؤه.وأكد الفضالة أن علي سلمان وطهران على تناغم تام في التصريحات، مبيناً أن أمين عام الوفاق أعطى تصريحاته ليقولها قبل المسؤول الإيراني وذلك لتبادل الأدوار فيما بينهما، مبيناً أنه يحاول إدخال البحرين تحت ظل ولاية الفقيه. وشدد على أن الحركة الانقلابية الفاشلة التي يقودها علي سلمان مرفوضة من قبل شعب البحرين، وأنه مازال يعيش في وهم الزعامة التي يتمناها ولذلك مازال يتحدث باسم الشعب حيث رفضه للدخول في الاتحاد الخليجي وتهديده للسعودية دليل على ذلك. وبين الفضالة أن القوات الخليجية جاءت من خلال اتفاقية دول مجلس التعاون للدفاع المشترك، وطلب من حكومة وشعب مملكة البحرين البحرين، وهي لم تحتك بأي مواطن، مشيراً إلى أن الإرادة الشعبية تطالب بوجود قاعدة دائمة لتلك القوات في المملكة. ونوه إلى أن ما يحدث على الأرض من مسيرات غير مرخصة وتصعيد جاء بأوامر من ولاية الفقيه. وأكد الفضالة أنه ليس من حق المسؤول الإيراني أو علي سلمان التحدث باسم شعب البحرين وفرض الأجندات الخارجية على شعبها، مبيناً أن الاتحاد الخليجي يفشل المشروع الإيراني الرامي إلى أن تكون المملكة الولاية رقم 14 لدى ولاية الفقيه، مشدداً على أن البحرينيين يتشرفون بوجود قوات درع الجزيرة على أراضيهم حيث يبين مدى التعاون الخليجي. وأوضح الفضالة أن علي سلمان مع مرجعه الأعلى عيسى قاسم يحاولون جر المملكة إلى ما يسعون إليه، مبيناً أن شعب البحرين لم يخرج في مسيرة 9 مارس التي جاءت بأوامر إيرانية، وإنما شارك فيها فقط من يتبع ولاية الفقيه، خصوصاً بعد إضفاء القدسية عليها. وطالب الفضالة الدولة بوضع حد تجاه تلك التجاوزات الخارجية أو الداخلية، مبيناً أن على حكومة مملكة البحرين الحفاظ على السيادة والعمل بدولة المؤسسات والقانون، وتطبيقه على المسيئين للمملكة الذين يحاولون اختطافها للخارج.
سياسيون:تناغم وفاقي إيراني باستهداف «درع الجزيرة» في البحرين
15 أبريل 2012