^  البحرين لا تقبل الإساءة إلى حكام الدول وإن اختلفت معهم ومعها، فهي وقادتها منذ أول العهد ودائماً أهل “ذرابة وسنع”، ولا تأتي منهم الكلمة الناقصة فليس لها مكان بينهم، لذا لا يمكن أن يذكروا الآخرين بسوء وإن كان بينهم ما يستوجب الخصام والقطيعة. فلا يمكن مثلاً أن نقول هنا في هذه الأرض الطيبة “يسقط نجاد” رغم كل ما أتانا ويأتينا من أمور غير مريحة من إيران ورغم تدخلها بشكل أو بآخر في حياتنا، بل إننا لم نقله حتى ونحن “زعلانين” من زيارته غير المنطقية لجزيرة أبو موسى، أرض الإمارات الشقيقة التي تحتلها إيران. سقت هذه المقدمة لعل السوسة (فضائية العالم الإيرانية) تشعر بوقعه السيئ عليها فتراجع سياستها تجاه البحرين وتجاه قائدها حيث دأبت هذه القناة ضمن نشرات الأخبار الرئيسة والموجزة، وما يسبقهما من أخبار مصورة على اختيار المقاطع التي يرتفع الصوت فيها منادياً بالتسقيط، تقتطعها من الأفلام التي يتم إرسالها إليها من الداخل، مساهمة بذلك “يا زعم بطريقة ذكية” في دعم تلك المجموعات المناوئة للسلطة في البحرين، حيث الواضح أنها تعتبر الآخرين دون مستوى الذكاء لأنها في النهاية تحاول أن تقنع نفسها أنها إنما اختارت -وبطريق الصدفة- مقاطع من أخبار يتم تداولها! ترى ما الذي يمكن أن يحدث لو أن تلفزيون البحرين اختار مقاطع من هذا القبيل تنادي بإسقاط الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وظل يكرر بثها في مقدمة وخاتمة كل نشرة إخبارية؟ وماذا لو طبق هذا الأمر على الرئيس السوري بشار الأسد الذي هو اليوم صاحب السهم الأعلى في بورصة إيران؟ الجواب الأكيد هو قول إيران إن هذا (لا يجوز) وأنه نوع من العداء وأنه إهانة لرئيسها أو لحليفها، وقد ترفع ضد البحرين قضية في المحافل الدولية ولعلها تزيد من جرعة مهاجمة البحرين إعلامياً بل لعلها تفكر حتى في ارتكاب حماقات أخرى. ليس من اللائق أبداً اقتطاع تلك الأجزاء المسيئة لعاهل البلاد واعتبار ذلك أمراً عادياً أو أنه مجرد صدفة حيث الصدفة لا تكون يومياً وحيث الصدفة لا تكون في مختلف نشرات الأخبار، فالبحرين ليست في حالة حرب مع إيران كي يحق لتلك الفضائية التجاوز، كما إنه ينبغي من أي فضائية تدعي الموضوعية ألا تقف إلى جانب ضد جانب وإلا اعتبرت مساندة لأحدهما. من حق أي فضائية أن تختار ما تشاء من مقاطع تدخلها ضمن “التويتر” الذي يتقدم نشراتها الإخبارية وتختتم بها، ولكن ليس من اللائق أن تختار اللقطات التي يمكن أن تسيء إلى الآخرين، فليس من المقبول مثلاً أن يختار تلفزيون البحرين مقاطع يتم بثها يومياً تبين مقدار الوحشية التي يتم بها سحق أي مظاهرات مناوئة للحكم في إيران وهي كثيرة أو مقاطع لعمليات الإعدام غير الإنسانية التي تتم في هذا البلد (الجار)، وبالمقابل ليس من المقبول أن تختار فضائية العالم المقاطع التي تسيء إلى رمز بلادنا وشعار عزتها. ما تقوم به تلك السوسة ليس فيه ذكاء وهو أمر سهل ولكننا في البحرين لا نعتمده أسلوباً لأنه ليس من أخلاقنا، فثوابتنا لا تسمح لنا الإساءة إلى الآخرين أو جرحهم، عدا أن الأعراف والدبلوماسية لا تسمح بمثل هذه الأمور وإلا تشوهت العلاقات بين الدول وصارت كل دولة “تنغز” على الأخرى بطريقتها. سهل أن نقول “يسقط نجاد” أو يسقط فلان الذي هو له مكانة سياسية أو دينية في إيران، لكننا لا نقبل على أنفسنا السير في هذا الطريق لأنه لا يمت لأخلاقنا بصلة.