عواصم - (وكالات): قال مسؤولون بمطار القاهرة الدولي إن السفير السعودي لدى مصر أحمد عبد العزيز قطان عاد إلى القاهرة أمس بعد نحو أسبوع من استدعائه للتشاور في نزاع دبلوماسي نادر بين البلدين، فيما تعهدت المملكة بالتزامها تقديم 2.7 مليار دولار كمساعدات اقتصادية لدعم الأوضاع المالية المتدهورة في مصر.وتم استدعاء السفير السعودي رداً على مظاهرات في شوارع بالقاهرة احتجاجاً على اعتقال محام مصري في المملكة.وقالت السفارة السعودية في بيان في وقت سابق إن السفير السعودي سيعود إلى القاهرة في وقت لاحق. وأرسلت مصر وفداً برلمانياً كبيراً إلى الرياض سعياً لحل أسوأ أزمة تواجه علاقات البلدين منذ عشرات السنين. وصرح قطَّان للصحافيين لدى وصوله مطار القاهرة أنه «عاد تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، لافتاً إلى أنه سيباشر مهام عمله بالسفارة اعتباراً من اليوم.واعتبر قطان أن ما حدث «سحابة سوداء عابرة، ومرت على خير».وأضاف «رب ضارة نافعة، فقد عكست مشاعر الشعب المصري الحبيب تجاه شقيقه السعودي».وقد بحث وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، ونظيره السعودي سعود الفيصل، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.وقالت الإذاعة المصرية «إن الوزيرين بحثا في اتصال هاتفي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، كما بحثا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك».من جهته، أعلن وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف أن المملكة ملتزمة بتقديم حزمة المساعدات التي أعلنت عنها إلى مصر والبالغة 2.7 مليارات دولار.وقال العساف في تصريح للصحافيين عقب اختتام اجتماع وزراء المالية في دول الخليج الذي عقد في الرياض إن «المملكة العربية السعودية أعلنت عن تقديم 500 مليون دولار دعما للاقتصاد المصري».وأوضح «أن المملكة قامت بالتنسيق مع الجهات المعنية في مصر لتنفيذ حزمة المساعدات التي أقرت سابقاً»، مشيراً إلى أنه التقى مؤخراً مع وزيرة التعاون الدولي المصرية الدكتورة فايزة أبو النجا ومحافظ البنك المركزي المصري، مؤكداً على أنه «يتم الآن تنفيذ هذه الحزمة وهي في طريقها للتنفيذ».من جانبه، قال رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور محمد سعد الكتاتني إنهم «لن يتدخلوا في قضية المتهم المصري أحمد الجيزاوي المتهم بمحاولة إدخال مواد طبية ممنوعة إلى السعودية»، فيما وصف القضاء فيها بأنه «عادل». ونقلت صحيفة «عكاظ» عن الكتاتني قوله إن «علاقة المملكة العربية السعودية ومصر أقوى من كل التداعيات وهي علاقات تاريخية ومتينة وأقوى من كل التحديات والزوابع».وأضاف في حوار مع الصحيفة «أن العلاقات بين البلدين ستعود كما كانت وربما أفضل، لأن الشعب المصري يقدر الشعب السعودي والعكس صحيح تماماً، والمملكة العربية السعودية وقادتها لهم مكانة كبيرة لدى الشعب المصري وللمملكة أيادٍ بيضاء في دعم مصر واستقرارها».وأوضح الكتاتني، الذي ترأس وفداً شعبياً مصرياً قام بزيارة المملكة ، أن مجلس الشعب المصري لن يتدخل في قضية الجيزاوي المتهم بتهريب حبوب مخدرة إلى المملكة.وتابع «نثق بعدالة القضاء السعودي، ولن نتدخل في هذه القضية، أملنا فقط تسريع إجراءات التحقيق وإحالة المتهم إلى المحاكمة ليقول القضاء السعودي كلمته الفاصلة في هذا الأمر».ونفى الكتاتني أن يكون الوفد المصري ناقش أثناء الزيارة قضية الجيزاوي، وقال «لم نتطرق لهذا الأمر مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، الزيارة رمزية، ورمزيتها، وعددها وتنوع المشاركين فيها تقدير للمملكة حكومة وشعباً، وسنترك تفاصيل قضية الجيزاوي للجهات المعنية بها في البلدين للنظر فيها وحسمها بالطرق المناسبة».ولم يستبعد الكتاتني «وجود أصابع خارجية في المنطقة تقف وراء الأحداث التي وقعت في القاهرة أمام سفارة الرياض».وأكد أن»المملكة ومصر أكبر قوتين ودولتين في المنطقة، مشيراً إلى أنهما قادرتان على قيادة المنطقة إلى مستقبل مشرق تصل إلى قوة مؤثرة على المستوى الدولي». وغادر قطان غادر القاهرة الأحد الماضي بناءً على قرار السلطات السعودية باستدعائه للتشاور على خلفية مظاهرات اندلعت بمحيط السفارة السعودية بالقاهرة والقنصليتين السعوديتين بمحافظتي الإسكندرية والسويس وجَّه خلالها المتظاهرون انتقادات للمملكة بسبب توقيف المحامي المصري أحمد الجيزاوي.
International
السفير السعـودي في القاهــرة.. والرياض ملتزمة بـ 2.7 مليار دولار مساعدات لمصر
28 مايو 2012