عرضت الفرقة المسرحية المدرسية الإماراتية مسرحيتها «حكيم القرية» المستوحاة من أحد أعمال الروائي العالمي تولستوي، وذلك على خشبة مسرح الصالة الثقافية بالمنامة، في اليوم الثاني لمهرجان المسرح المدرسي الخليجي الخامس المقام في مملكة البحرين، حيث تفاعل الجمهور مع مجريات المسرحية وأحداثها التي أخرجها المخرج الإماراتي خليفة سالم التخلوفة بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم لشئون التعليم والمناهج د. عبدالله يوسف المطوع وعدد من المسؤولين بالوزارة وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة.قصة المسرحية تدور حول فلاح بسيط يحب الخير للغير ويتصف بكرمه وجوده يتحول فجأة إلى بخيل يحب المال وينسى معنى العطاء ومن ثم يعود لطبيعته بعد التغلب على الشيطان الذي يخدعه، شخصية يؤديها الطالب راشد عبدالله راشد وتغلب على صعوبتها وعلى ربكة المسرح، فهو معتاد على الخشبة وحائز على عدة جوائز في هذا المجال منها جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي العام 2011 وجائزة أفضل إخراج في نفس المهرجان للعام 2012.بعد المشهد الأول عانى راشد من صداع حاد جعله يسقط في الكواليس ليقوم بسرعة ويتحدى ألمه ويقف أمام الجمهور الكبير دون أن يشعر أحد بمعاناته. هذا الموقف يبين مدى مهارته وبراعته وإصراره وحبه للمسرح والجمهور، وقد شجعه على ذلك والده الفنان عبدالله راشد، ونخبة من المخرجين الذين تعامل معهم في مسيرته الفنية منذ بدايتها في العام 2003. اجتهاد راشد وشغفه بالمسرح لم يقفا عائقاً أمام دراسته، فهو طالب مجد ومثابر يقضي يومه بين الدراسة والتدريبات وينظم وقته بعدل بين الأمرين وإن كان يميل لدراسته دون شك، حيث أكد أنه سيخفف من نشاطه المسرحي في العام القادم ليركز على معدله الدراسي خصوصاً وأنه سيكون عام تخرجه. الشيطان هو الذي صور الشر خيراً للفلاح، وأدى دوره عبدالله علي بتمرين وتدريب شخصي مكنه من إقناع المخرج لتقمص هذه الشخصية المتلونة الصعبة، وقال «الحمد لله وفقت في العمل». وأضاف «أحب التمثيل وبدأت بممارسته منذ عامين وقد شجعني عليه أهلي وزملائي، كما إنني عضو في جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، ما ساعدني على إجادة الدور والقدرة على هذا التحول والتلون».تميز دور عبدالله بتحوله بين الخير والشر، فكان يمثل الخير أمام الفلاح ليقنعه بالامتناع عن العطاء وحب المال، ويمثل الشر عند كبير الشياطين الذي هدد بمعاقبته في حال لم يقنع الفلاح بالشر. ابن الفلاح كان له الفضل في إعادة والده الفلاح إلى رشده وكرمه وجوده وقاده إلى الصواب، فبراءة الأطفال دائما تفوق الشر وتحث على الخير فطرياً. الطفل محمد عبدالله راشد هو من لعب هذا الدور وساعده في ذلك ملامحه البريئة وشجاعته وجرأته في الوقوف على خشبة المسرح، فهو يملك جرأة كافية جعلته يقدم مقطعاً تمثيلياً في الشارع العام دون أي تخطيط مسبق وذلك عندما شجعه والده وأحد المخرجين الذين تعامل معهم من خلال دورة دخلها لتعلم فنون التمثيل والمسرح، وهذا ما جعله يتغلب على خوفه وتوتره حتى فاز بجائزتين في عرضين سابقين له في مهرجان الطفل بدولة الإمارات العربية المتحدة.وبهذا العرض المثير تفوق الخير على الشر، وقال حوله الفنان البحريني يوسف بوهلول «إنه عرض بسيط وجميل من جميع النواحي، قدم قصة بسيطة توضح الصراع الأزلي بين الخير والشر وتغلب الخير في نهاية الأمر». وأضاف «أمتعني وشدني أداء الطلبة المتميز والرائع وإبداعهم هو الذي أوصل فكرة المسرحية للجمهور بطريقة مشوقة وجذابة». وأشار إلى أن هذا المهرجان يعتبر عرساً مسرحياً خليجياً رائعاً يدعم الفن والمسرح والفكر والفرجة المسرحية الجميلة. وشكر بوهلول وزارة التربية والتعليم وجميع القائمين على المهرجان، وتمنى لجميع الوفود التوفيق والنجاح.
Variety
طلبة الإمارات يجسّدون صراع الخير والشرّ في عرض يخطف الأبصار
28 مايو 2012