^ ليس لدينا أكثر من وطن، وليس لدينا أكثر من شعب، فإذا كان هذا هو الحال فمن الواجب علينا إذن أن نحافظ على وطننا وعلى وحدة شعبنا، وأن نبذل كل جهودنا في السير نحو هذا الهدف الكبير، دون الإصغاء أو التوقف عند الأصوات النشاز، تلك الأصوات التي لا تريد الخير للبحرين. من يحب البحرين يعمل لأجلها وفي سبيلها، وأن يبذل الغالي والنفيس لتظل صامدة في وجه كل التحديات، من يحب البحرين يجب أن يحبها أكثر من نفسه وأهله وعشيرته وقومه، لأن بقاء الوطن بقاء كل شيء فوقه، وسقوطه يعني سقوط كل شيء من عليه، من يحب البحرين يجب أن يحبها من باب أنها مأواه الأول والأخير، فهي حاضنته التي أكل من زرعها وتدثر تحت سمائها، وما دون ذلك فليس للإنسان قيمة دون أن يحترم أمه.. والبحرين أمنا جميعاً. نحن ضد كل صوت يريد أن يحرق الوطن، وضد كل إنسان يريد أن يسقط الوطن ليبقى وحده يعيش على أنقاضه، فالوطن لا يمكن أن ينتعش إلا بناسه، فإذا كان من يعيش فيه لا يريدون له أن يقف ولو ليوم واحد، فكيف يريدون له بعد ذلك أن يحتضنهم؟ كيف يمكن لنا أن نسكن في أرض محروقة؟ كيف لنا أن نعيش أعداء مدى الزمان؟ كيف أصبحنا نفكر في أنفسنا على حساب الوطن؟ كيف أصبح كل همنا اللحظة وليس المستقبل؟ قلتها من قبل؛ أن الأزمة السياسية في البلاد لابد أن يأتيها يوم من الأيام، فتجد لها حلاً بالكامل، لكن ما هو واجب علينا اليوم هو الحفاظ على وحدتنا الوطنية والاحتفاظ بتوازننا وبحرينيتنا، فالسياسة لها رجالها ولها ظروفها المحلية والإقليمية، أما وحدتنا فليس لها سوى إرادتنا وقناعاتنا بأهميتها، أما الوطن فله الله ولو من باب (للكعبة ربٌ يحميها). إن الاعتداء على وحدتنا ونسيجنا وتاريخنا ومستقبلنا هو اعتداء على كل البحرينيين، فعقلاء الوطن رغم صمتهم فإنهم يضجون بفعل ضجيج المجانين، وفي اعتقادي فإن صمتهم ستكون له حدود وله مواقيت، وبعد ذلك وحين يدبّ الرعب والخوف في نفوسهم، مخافة خسران كل شيء، فليس هنالك من سبيل سوى الوقوف في وجوه أولئك المجانين وزجرهم. كل البحرينيين تعبوا جراء الأحداث السياسية وإفرازاتها، وكلهم يبحثون عن بصيص أمل للخروج من عنق الزجاجة، فلا التاجر ولا الموظف ولا الطالب ولا أي فرد من أفراد أبناء وطني مستقر بسبب العاصفة السياسية، ومع الأسف هنالك في المقابل من يصر على إشعال كامل الوطن، وهناك أطراف سياسية ليس لها من همٍّ سوى تأزيم الأمور وتعقيدها، لأن تلك الأطراف لا تعيش إلا في أجواء الفتنة والتناحر والفوضى، ويكدرها جو الحب والوحدة والتآخي، ولهذا فهي مخلوقات طفيلية بامتياز لا تتكاثر إلا في الأزمات السياسية ولا تعيش إلا على موائدها القذرة. إذا كان هنالك صنف من الناس (وهم قلة بطبيعة الحال) لا يريدون خيراً لهذا الوطن، فيجب على العقلاء والمثقفين والمتعلمين وعلى عموم المجتمع البحريني ألا ينساق خلفهم وخلف إرادتهم وشهواتهم وشعاراتهم، فالله عرف بالعقل يا شعب البحرين.
في البحرين.. ما هو الفرق بين العاقل والمجنون؟
28 مايو 2012