القاهرة - (وكالات): ذكرت مصادر طبية أن شخصين قتلا أحدهما جندي وأُصيب 370 في المواجهات التي جرت أمس بين متظاهرين معارضين للحكم العسكري وبين قوات الجيش في القاهرة التي حاولت فض اعتصام المتظاهرين في محيط وزارة الدفاع في حي العباسية بالقاهرة حيث تتصاعد حدة التوترات مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري جولتها الأُولى أواخر مايو الجاري. وأعلن المجلس العسكري أمس فرض حظر التجول في منطقة العباسية والمنطقة المحيطة بوزارة الدفاع بعد الاشتباكات العنيفة بين الجيش والمتظاهرين المناهضين للمجلس.وذكر مصدر عسكري أنه تم اعتقال 170 شخصا متورطا في «أحداث العباسية» مشيراً إلى أن "الشرطة العسكرية استخدمت الأعيرة التحذيرية وقنابل الغاز لتفريق المعتصمين المتظاهرين ضد العسكر أمام وزارة الدفاع في العباسية”.وقال عضو المجلس العسكري اللواء مختار الملا في بيان تلاه عبر التلفزيون إنه "اعتباراً من ظهر أمس بدأت عناصر غير مسؤولة في اقتحام السياج الأمني ورشق أفراد القوات المسلحة بالحجارة وقنابل المولوتوف مما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم فقد اضطرت القوات إلى مطاردة العناصر وفض هذا التجمع وتأمين المنطقة”.وأضاف "لذا قرر المجلس الأعلى الآتي حظر التجول في ميدان العباسية ومحيط وزارة الدفاع والشوارع المؤدية إليه اعتباراً من 11 مساء أمس إلى السابعة صباح اليوم واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات يكفلها القانون حيال من يخالف ذلك”. وشدد البيان على أن "القوات المسلحة سوف تتصدى بكل حزم وحسم لكل من يحاول مخالفة ذلك”.وقد بدأت المواجهات عندما ألقى المتظاهرون الحجارة على قوات الجيش التي ردت بدورها برشقهم بالحجارة كما استخدمت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.وشهدت المنطقة المحيطة بالوزارة عمليات كر وفر ومطاردة للمتظاهرين في الشوارع القريبة حيث سُمع دوي إطلاق نار كثيف.وأكدت مصادر أمنية أن الجيش أطلق أعيرة تحذيرية لمحاولة تفريق المتظاهرين.كما عرض التلفزيون المصري صوراً لجنود مصابين يحملهم زملاء لهم.من جهة أخرى تجمع آلاف آخرون من المتظاهرين في هدوء في ميدان التحرير، وسط العاصمة، كما جرت تظاهرة في الإسكندرية، ثاني مدن البلاد ومعقل الإخوان والسلفيين، كما ذكرت تقارير أن تظاهرات خرجت في محافظة السويس تدعو لوقف إراقة دماء المصريين. ووجه الجيش تحذيراً صارماً وغير مسبوق من أي محاولة قد يقوم بها المتظاهرون للاقتراب من وزارة الدفاع مؤكداً أنهم سيتحملون مسؤولية ما يمكن أن يحدث.وجاء التحذير بعد الاشتباكات التي وقعت الأربعاء الماضي بين متظاهرين كانوا يعتصمون قرب وزارة الدفاع ومهاجمين مجهولين تقول السلطات إنهم من أهالي حي العباسية عن سقوط 20 قتيلاً بحسب مصادر طبية.وتأتي الصدامات قبل 3 أسابيع من أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011. وتُجرى الجولة الأُولى لهذه الانتخابات في 23-24 مايو المقبل.وكانت أحزاب وحركات سياسية عدة من بينها جماعة الإخوان المسلمين، أكبر قوة سياسية في البلاد، دعت إلى التظاهر في ميدان التحرير بينما وجهت حركات شبابية من بينها حركة 6 أبريل التي شاركت في إطلاق الانتفاضة ضد حسني مبارك العام الماضي، دعوة إلى ما اسمته "جمعة الزحف” باتجاه وزارة الدفاع وأعلنت عن تنظيم مسيرة إلى مقر الوزارة من مسجد النور المجاور.