كتبت – إيمان الخاجة:حولت نساء صنعتهن المنزلية والتقليدية، واستفدن من معرفتهن بعدد من الأمور المنزلية كالطبخ والتفصيل وصناعة البخور ، ليترجموها في مشاريع تسترزق من خلالها لتشكل لهن مدخولاً يعشن منه، ويصرفن على أبنائهن ويعلن أسرهن، فلم تعد قلة الوظائف عائقاً يحول دون استغلال أيديهن والكشف عن طاقاتهن ليخرجن بمنتجات جميلة. التقت الوطن بإبداعات نسائية عديدة في معرض "زبرة العروس” الذي أقيم الأسبوع الماضي في فندق موفنبك بتنظيم وإشراف طاقات نسائية وشبابية وكانت هذه اللقاءات التي تبين إصرار النساء على الإبداع والرغبة في الابتكار وإن كان ذلك بأبسط الموارد. تقول مصممة الأزياء الشابة مريم المرباطي القائمة على معرض زبرة العروس: الهدف من هذا المعرض هو إبراز كل المواهب البحرينية، وإنعاش الاقتصاد البحريني بعد الأزمة التي مرت بها البلاد، ويحتوي المعرض كل ما تحتاجه المرأة العصرية من ملابس وإكسسوارات وعبايات ومكياج وعطور وكل احتياجاتها، ولله الحمد الإقبال كبير على المعرض ولقيت ترحيباً من الكثير للحضور والمشاركة أيضاً، ولم يقتصر المعرض على أركان البيع بل خصصنا ركناً خاصاً للجمعيات والجهات الشبابية التطوعية، فمن الجميل أن يجد الشباب من يدعمهم وأنا كوني شابة لابد أن أدعمهم بما أستطيع لتشجيع الناس فهذه الجهود تعمل من أجل البلد.وتعتبر المرباطي هي أيضاً شابة بحرينية بدأت العمل على مشروعها الخاص في تصميم الأزياء بعد إنهاء دراستها الجامعية في إيطاليا، حيث تقوم بتصميم الملابس حسب رغبة الزبونة واحتياجها وذوقها وما يناسبها ويناسب عمرها والمناسبة، وتفضل إدخال الأشكال والتصاميم التقليدية لتدمج بين الحديث والموضة واللبس البحريني التقليدي.إبداعات من المنزلفي المقابل بدأت الشابة فاطمة أنور مشروعها في عمل الحلويات من المنزل، فهي مازالت لا تعمل ولم تجد للوظيفة باباً تطرقه، فتقول: كنت أعمل الحلويات للأهل والأصدقاء وفي التجمعات العائلية والمناسبات، فلقيت التشجيع الكبير وجاءت الفكرة من أهلي الذين دعموني بتحويل هذا الحب للطبخ إلى مشروع أشغل نفسي به وأكسب رزقي، وها أنا في هذا العمل منذ حوالي سنة وأكثر، شاركت في المعارض وأصبحت لي زبائني الخاصة الذين دائماً ما يشجعوني على المواصلة، أقوم بعمل الكب كيك بنكهات الفانيلا، الكاكاو، الأوريو، الفستق، الجزر، التمر، حلوى الرهش، إلى جانب حلوى البخور والبسبوسة والجيز كيك والخبيص، وأقوم بعمل تشكيلات خاصة من عجينة المرزبان للمناسبات الخاصة، فلدي كب كيك كبير لحفلات الزواج والقرقاعون والعيد الوطني وكل المناسبات إلى جانب أشكال خاصة بالولادة. وترى أن إقبال الزبائن يتركز على الكب كيك وحلوى البخور والجيز كيك، وخاصة في مناسبات العيد الذي تكثر فيه الطلبات إلى أعلى حد، وهي تجهز الطلب حسب فكرة الزبون والثيم الخاص بهم، وتستلهم أفكارها مما تراه وما يحيط بها، كما تدخل على الإنترنت لتتعرف على الجديد في عالم الحلويات والأشكال الخاصة بالتزيين، وتستخدم الوسائل الحديثة ومنها البلاك بيري للتسويق لنفسها وهو أكثر وأفضل طريقة إلى حد الآن، وبسبب كثرة الطلبات تستعين بأختها ووالدتها في مساعدتها، وتجد فاطمة أن الأدوات الخاصة بالحلويات وتحديداً الكب الكيك غير متوافرة إلا في محلات معينة وتكون بأسعار غالية مما يضطرها إلى رفع سعر الحلويات، وتفكر في متابعة الجديد وإضافة أصناف جديدة وأن تملك مخبزها الخاص مستقبلاً. المنتجات البحرينية الأصليةأما ربة المنزل ليلى إبراهيم (أم عيسى) فتقوم بعمل البهارات البحرينية المخلوطة والأجار والبخور بجميع الأنواع، دفعتها الحاجة إلى الحصول على مصدر رزق تعيش منه هي وأبناؤها، وكانت تعرف كيفية عمل البهارات والأجار من والدتها رحمها الله وتعلمت صناعة البخور من إحدى جاراتها، فامتهنت العمل والحرفة منذ 6 سنوات، ولله الحمد فهو يشكل مصدراً ولو قليلاً للرزق إلا أنه يستر الحال، وسجلت أم عيسى مع الأسر المنتجة حيث تمكنت من المشاركة في المعارض معهم واستخدام مصنع الرحى في سترة لتعليب البهارات، حيث تشتري العلب والمواد الخاصة بعمل البهارات وتقوم بنفسها بصناعتهم وتعبئته في العلب في المصنع ووضع الملصق الخاص به. وحول منتجاتها تقول: أعمل البزار البحريني، السنوت، اليلان، الكركم، الفلفل الأسود، خلطة الحار السبايسي، الدقوس، الأجار البحريني، أجار البمبر والمنجا والباذنجان والليمون وغيرهم، ولله الحمد لدي زبائني المعروفون وتكثر الطلبات في موسم شهر رمضان المبارك، أما البخور فأعمل البخور البحريني المطيب على ياسمين وورد وعطورات فرنسية، والعود على الياوي والورد والياسمين والرازجي والفل، وهناك زبائن يرغبن بالبخور البحريني المصنوع من المنزل أكثر من الجاهز.ستسعى ليلى إذا سنحت لها الفرصة ووجدت الدعم بتطوير نفسها ومنتجاتها، فالأغراض التي تحتاجها وتشتريها لصناعة البهارات والأجار ارتفعت أسعارها بشكل كبير، مما يضطرها إلى رفع أسعار منتجاتنا وهذا يؤثر على إقبال الزبائن ولكن ليس باليد حيلة، نتمنى أن تخفض الأسعار في السوق ويجدون الدعم لذلك.شغل الفراغ وكسب الرزقوبالمثل بدأت الشابة ربة المنزل وفاء الدوي إخراج إبداعاتها إلي الناس لتحول فنها في صناعة الحلويات والعصائر المبتكرة إلى مشروع مبسط يشغل وقتها ويشكل لها مصدراً للرزق، فتقول: لدي الحلويات بشكل عملي وخصوصاً الكب كيك الكاكو والمخملي الأحمر والفانيلا والجزر بالكريمة والجيز كيك والبراونيز إلى جانب المشروبات الباردة بنكهة السفن آب والريد بول، والحلويات المصاصة والتفاح المغطى بالحلاوة، بالإضافة إلى تغليف الهدايا بشكل مميز ومبتكر، وبدأت الموضوع منذ 6 شهور تقريباً وكوني أحب الطبخ لقيت التشجيع من الأهل ببدء المشروع، وأدخلت أمور اً مضافة حتى لا أتفرد بالكب كيك كونه منتشراً، وأستخدم الفيس بوك والتويتر والبلاك بيري للتسويق لنفسي، حيث إني لا أشارك في المعارض دائماً بسبب ارتفاع أسعار الإيجار بها أحياناً والكب كيك لا يمكنني رفع سعره بشكل كبير ومهما كان فلم أستطع جني ربح من المشاركة، منتجات موجودة في المنزل ويمكن لأي زبون أن يطلبها في أي وقت فهي متوافرة وأفكر بتجهيز كميات جديدة ومعينة للحفلات والمناسبات وإضافة أنواع جديدة من الحلويات، وأفكر بتطوير نفسي ودخول دورات في الخارج أتعلم منها أكثر. الطفل الملكيفي المقابل أدخلت باقي النساء إبداعاتهن لتعرضهن في محلات خاصة حتى تكون متوافرة للزبائن دائماً، دلال الحمادي تقوم بعمل الأطقم الخاصة الكاملة للولادة والتي تشمل جميع احتياجات الأم والمولود، وبأشكال مميزة وخاصة تحمل اسم الطفل، تقول: بدأت عملي من يناير 2010، ولله الحمد لدي زبائني من البحرين ومن الخليج خاصة أننا الوحيدون في الخليج من نقوم بمثل هذه الأمور، حيث نقوم بعمل طقم الطفل من المفرش الخاص به لحمله، الأغراض الخاصة به من مهادات، شناط، السرير، بعدها قمنا بصنع أغراض الأم الوالد من ملحف السرير، الملابس، كل ما تحتاجه فترة ما بعد الولادة، وتكون جميعها بتصميم موحد للأم والطفل.وتضيف الحمادي قائلة: لدينا نوعان من الثيمات، هناك الملكي وهناك الشخصيات الخاصة، التصميم الملكي هو من ابتكارنا وهو تصاميم بها نقوش ولكنها مخصصة للطفل، أما ثيم الشخصيات فيرجع إلى الشخصيات الكرتونية التي يفضلها الناس، وكلن له ذوقه في الثيم المفضل له، ونعمل على الأخذ بذوق الزبونة ومساعدتها، فبعضهن تأتي وتكون أول ولادة لها فلا تعرف ما تحتاجه من أغراض وماذا تفعل، وكم عدد القطع التي تحتاجها فنقوم بمساعدتها، وأحياناً تجلب بعض الزبونات شكلاً معيناً لتصميم تريده فنقوم بعمله لها، ونعمل على مساعدة الزبونة في الاختيار حسب شخصيتها وذوقها، حيث مازال اللون الوردي والأزرق مستخدماً ولكن ظهرت ألوان أخرى اتجهت النساء ويرغبن في الخروج عن المألوف، وهناك تصاميم تكون للبنت والولد وحتى اللون للاثنين، ونكتفي في هذا الحالة بعدم وضع الاسم.وتستلهم دلال أشكالها وتصاميمها من الموضة الدارجة ومن أذواق الزبونة، وهي تحب تجربة الجديد وتتجه للجرأة أحياناً والبعد عن الأمور التقليدية كقماش الدانتيل والشلش المتعارف عليه للمرأة الوالد، حيث تقوم بتصميم الشكل ومتابعة الإنجاز للأغراض. فن العبايات وسحرهاوفي نفس الكفة بدأت فائقة جناحي بتصميم عباياتها بنفسها بحيث تذهب إلى المحل وتخبره بما ترغب، ثم فكرت بالاستفادة من إبداعها وزيادة التصاميم ليكون لديها محل خاص تعرض به عباياتها، شاركت في عدد من المعارض في البحرين ومعظمها خارج البحرين، كما تقوم بعمل العباية لنفسها أولاً لترى شكلها ومدى ملاءمتها قبل أن تعرضها على الزبونة.وحول عملها تقول: منذ 2010 بدأت مشروعي في عمل العبايات للزبونات، أقوم بعمل التصاميم بنفسي اضبطها للزبونة في التفصيل وملاءمتها للجسم ورغبتها في العباية سواء للعمل أو المناسبات والألوان التي ترغب بها، أقوم بنفسي أعمل في التطريز والدانتيل وفصوص السوارفسكي، وممكن الدمج بين عدد منهم حسب رغبة الزبونة واختيارها لقطع القماش من الكريب السعودي والحرير والشيفون، أسعى لتلبية طلباتهن في موديل العباية من ناحية الشكل والتصميم، ومنذ 6 شهور بدأت بزيادة الأمر من خلال جلب عدد من الأحذية من تركيا وأفكر بفتح سجل منفصل لهم بعد أن أرى مدى الإقبال عليهم إذ ركزت حالياً على الأحذية ذات الكعب العالي وسأجلب الأحذية المسطحة قريباً.
Bahrain
نســــاء البحريـــن يحولـــــن خبراتهــــن إلى مشاريـــع حياتيـــة
28 مايو 2012