بقلم- برناديت بالنتين:أدت سلسلة من عمليات إرساء العقود الإنشائية خلال الأشهر الأولى من العام الجاري إلى نشر موجة من التفاؤل في قطاع العقارات بإمارة دبي. وطبقا لوحدة البيانات بمجلة ميد فانه تم خلال الربع الأول من 2012 إرساء عقود إنشائية على مقاولين تصل قيمتها الإجمالية إلى 1.6 مليار دولار، مقارنة بمبلغ 1.3 مليار دولار لنفس الفترة من العام الماضي. وحسب تقديرات المجلة، فإنه بحلول نهاية الربع الثاني من العام الجاري، سيرتفع المبلغ إلى حوالي 4 مليارات دولار مقارنة بمبلغ 2.1 مليار دولار للستة أشهر الأولى من 2011، أي بنسبة زيادة قدرها 56%. ومع هذا فانه من السابق لأوانه القول بأن الأيام الصعبة لهذا القطاع قد ولت نهائياً.هيمنة الشركات المحليةيشير أحد كبار المقاولين في دبي قائلاً: "لا تزال الأسعار هابطة والمقاولون يقبلون بأقل الأسعار حتى يتمكنوا من توفير السيولة اللازمة لدفع أجور العمال”. وعلى الرغم من التحسن الحاصل خلال الأشهر القليلة الماضية، لا زالت عملية إرساء العقود أبطأ مما كانت عليه في الأشهر الستة الأولى من 2009 والعام 2010 عندما وصلت القيمة الإجمالية إلى 5.7 مليار دولار و 4.7 مليار دولار على التوالي. ويرى المقاولون أن هذه الصورة تعكس سوقا صعبة وشديدة التنافسية، إذ تفسح المجال لهيمنة الشركات المحلية. وفي هذا الشأن يقول المدير الإقليمي لإحدى شركات المقاولات الدولية: "لم يعد في إمكاننا منافسة المقاولين المحليين في بناء ناطحات السحاب، ومن ثم لم يترك أمامنا إلا تلك الأعمال الصعبة والمليئة بالتحديات حيث نستطيع إدخال خبرات جديدة إلا أن مثل هذه الأعمال قليلة في الوقت الحاضر”. ومن المؤكد أن المقاولين المحليين مهيمنون على السوق حتى الآن، إذ إن أحد أكبر العقود التي أرسيت في دبي العام الجاري تمثلت في صفقة بقيمة 515 مليون دولار لتطوير موقع فندق متروبوليتان على شارع الشيخ زايد. وتحتل مجموعة "الحبتور لايتون” موقع الشركة المهيمنة في سوق الإنشاءات في دبي خلال الأعوام الأخيرة، بعد أن ساهمت في إقامة مشروعات مثل برج العرب، فندق شاطيء الجميرة، فندق شانغريلا دبي، ومجمع سوق مدينة الجميرة للضيافة و التسوق. ولكن عند الإعلان عن أحدث عمليات إرساء العقود في فبراير، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة، لاوري فوير أن تنويع المشروعات والانتقال إلى مناطق جغرافية جديدة مهمة جدا للنمو في المستقبل. وأضاف فوير: "بينما يشكل مشروع بناء فندق قصر الحبتور في دبي مشروعاً مهماً، فإن النمو القادم لشركتنا سيعتمد على مشروعات البنية التحتية الكبيرة التي تنفذ في أسواق تقع خارج الإمارات، وخاصة قطر والسعودية”. روح التفاؤل في السوقيرى بعض المراقبين أن التطورات الأخيرة تمثل بداية للتحسن في الأعمال ذات العلاقة بالضيافة والفندقة، إذ ستساهم في بث روح التفاؤل من جديد في سوق الإنشاءات. وفي هذا الخصوص يعلق العضو المنتدب بأحدى شركات المقاولات الدولية قائلاً: "نشعر بأن هناك المزيد من الأنشطة القادمة في دبي، حيث أن حجم السيولة يسير نحو الارتفاع .. إننا نعد في الوقت الحاضر تصميماً هندسياً لفندق يقع على الساحل في دبي ليس هناك شك في أن فرصاً أكبر تتوفر لقطاع الضيافة والفندقة في الوقت الحاضر”.من جانب آخر، يعتبر قطاع المواصلات مجالاً آخر من المجالات التي تشهد زيادة في عمليات إرساء العقود خلال العام الجاري. ويتم في الوقت الحاضر دراسة عطاءات لمشروع بقيمة 109 مليون دولار لإنشاء حظيرة طائرات لمجموعة الإمارات بالعمل مع شركة المقاولات القبرصية جوانو أند باراسكفايدس، علاوة على أن نفس الشركة القبرصية قدمت عطاء لإنشاء المرحلة الأولى من مشروع مدينة الطيران بمطار جبل علي بقيمة 272 مليون دولار و المزمع أن تحتضن معرض دبي للطيران العام 2013. وتشكل مشروعات توسعة المطارات والموانئ أولوية للحكومة الإماراتية. وكانت مجلة "ميد” ذكرت في فبراير الماضي أن شركة المقاولات الإماراتية "ألك” اختيرت لإقامة مبنى جمارك بقيمة 850 مليون دولار في مطار دبي الدولي. وباستثناء مشروعات المطارات والموانئ لم تخصص أية أموال حتى الآن لمشروعات أخرى في مجال المواصلات، إلا أن المراقبين يشيرون إلى أن تطوير شبكة مترو دبي سيظل سياسة مستمرة لدى الإمارة. ويضيف هؤلاء أنه من المؤمل أن تتوفر الأموال بعد العام 2017 عندما يكون المشروع قد غطى كل تكاليفه منذ افتتاحه العام 2009.