قال الباحث التراثي محمد جمال، إن الحكاية الشعبية ذاكرة الأجيال وحاضنة التراث البحريني وعاداته وتقاليده العربية الأصيلة المتوارثة جيلاً بعد جيل. وأكد لدى مشاركته بفعاليات مهرجان التراث العشرين "حكايات شعبية.. بحر.. بر.. مدينة” الذي تنظمه وزارة الثقافة برعاية جلالة الملك المفدى، أهمية إطلاع جيل الشباب الصاعد على التراث البحريني، لاكتشاف ثروة القيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية وغير المادية والفنون التشكيلية والموسيقية التي مارسها الآباء والأجداد.ودعا جمال إلى أهمية حفظ هذه الثروة من الاندثار والنسيان، وقال "أنا سعيد أن أرى اليوم اهتمام شبابنا بالتراث الوطني، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الإنسانية عبارة عن سلسلة متواصلة من الحلقات التاريخية”. وتحدث عن الحكاية الشعبية وأهميتها في نقل مختلف الأحداث الماضية للأجيال الحالية، لأخذ الحكمة والعبرة منها، و«كيف كان آباؤنا يتعاملون مع مختلف ظروف الحياة المعيشية طلباً للقمة العيش، وكيفية معالجتهم للأمراض بالفطرة وباستخدام أبسط المعدات من أعشاب وكي بالنار”. وأضفت مشاركة فلسطين بالفعالية جواً تراثياً جميلاً، نقلت زوار المهرجان إلى الأجواء الفلسطينية التراثية القديمة، بتقديم عروض للفرقة الشعبية الفلسطينية "الدبكة”، وعروض للأزياء الفلسطينية والمنتجات الفلسطينية.وتضمنت المشاركة إقامة مقهى الأدب عبر جلسة للشاعر الفلسطيني محمد السلوادي، الذي قدم مجموعة من الزجل الشعبي الفلسطيني، وعرض للعرس والزفة الفلسطينية، ومشاركة الحكواتية دنيس أسعد التي حكت مجموعة من قصص التراث الفلسطيني وقصص الأطفال.وتخللت فعاليات مهرجان التراث المسرحية التراثية "فسيجرة” باللغتين العربية والإنجليزية، وتتحدث عن صياد السمك وحياته البسيطة الهادئة مع زوجته وابنته حمدة، وعندما تتوفى زوجته رفيقة دربه ويتزوج من جارته الأرملة المتسلطة التي تعذب حمدة، إلى أن تتعرف حمدة على السمكة "فسيجرة” وتحقق لها كل أمنياتها وتتزوج من ابن السلطان. واستمع الأطفال إلى مجموعة من "الحزاوي” البحرينية القديمة روتها الفاضلة أم حسن، وأعادت بيئة المدينة للزوار إلى أيام الماضي بعرض غرفة تجهيز العروس و«الدزة” وليلة الحنة وليلة العرس والصباحية والجربة. وكانت البيئة البحرية من نصيب فرقة قلالي للفنون الشعبية، حيث شاركت بتقديم مجموعة أغانٍ قديمة وأخرى بحرية، واطلع الزوار على ما تضمنه السوق الشعبي من معروضات للحرف والأعمال اليدوية التي كان يزاولها البحرينيون قديماً، مثل صناعة الفخار والسلال والخزف والمداد والنسيج وصناعة الصناديق المبيتة والرسم على ورق الكرب وصناعة الجبس والملابس والألعاب الشعبية، وصناعة المكابس والتحف والصف والتناك والحلوى والبهارات وماء اللقاح.