القاهرة - (وكالات) : أعلن التلفزيون المصري الرسمي وفاة البابا شنودة الثالث رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن عمر يناهز الـ 88 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض. وقد أُجبر على إلغاء عظته الأسبوع الماضي بسبب مشاكل صحية.وأعلن المقر البابوي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الحداد على رحيل البابا شنودة الثالث.وقال بيان صادر عن الكنيسة إن «مراسم الدفن ستبدأ عقب الانتهاء من الترتيبات الرسمية ووصول أساقفة وبطاركة الكنيسة والأبرشيات في بلاد المهجر»، مُعبِّرة «للشعب القبطي وللمصريين عن حزنها لرحيل بطريرك من أعظم بطاركة الكنيسة». وأعلن المجمع المقدس وهو أعلى هيئة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفاة قداسة البابا.والبابا شنودة الثالث هو البابا الـ 117 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وتولى مسؤوليتها منذ عام 1971م خلفاً للبابا السابق كيرلس السادس. وولد البابا شنودة في قرية سلام بمحافظة أسيوط جنوب مصر وتوفيت والدته بعد ولادته بسبب حمى النفاس. وقال البابا كثيراً في حياته إن جارات مسلمات لأسرته أرضعنه بعد وفاة والدته. وخدم البابا شنودة -الذي حمل في الأصل اسم نظير جيد روفائيل- في القوات المسلحة المصرية برتبة ضابط احتياط.ويتلقى من يحملون رتبة ضابط احتياط في الجيش المصري تعليماً مدنياً ثم يحصلون على تدريب خاص خلال خدمتهم العسكرية الإلزامية بينما يتلقى الضباط العاملون تعليمهم العالي في الكليات العسكرية. وعمل البابا شنودة صحافياً وكان يقرض الشعر وكانت ثقافته الإسلامية واسعة. ودرس البابا شنودة في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول وحصل على درجة في التاريخ عام 1947م. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية وتخرج فيها وعمل مدرساً للتاريخ. وحضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي وعمل مدرساً بها أيضاً.وعمل خادماً بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمنطقة مسرة في القاهرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الأنبا أنطونيوس بحي شبرا في القاهرة في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين. وتم ترسيمه راهباً باسم أنطونيوس السرياني عام 1954م ومن عام 1956 إلى عام 1962م عاش حياة الوحدة في مغارة. وبعد سنة من رهبنته تم ترسيمه قساً. وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959م. وتم ترسيمه أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية في 30 من سبتمبر 1962م.وعندما توفي البابا كيرلس في 1971م أُختير شنودة للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة ليصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة. وقرر الرئيس الراحل أنور السادات تحديد إقامة البابا شنودة في نطاق إجراءات ضد معارضيه في سبتمبر عام 1981م. وكانت العلاقة بينه وبين السادات توترت لرفضه معاهدة السلام مع إسرائيل بسبب إجراءات إسرائيل في مدينة القدس وعلى خلفية حوادث طائفية. وظلت علاقات البابا شنودة بالرئيس السابق حسني مبارك وحكوماته طيبة، ورفض البابا مشاركة الأقباط في الانتفاضة التي أسقطت مبارك لكنه بارك نجاح الانتفاضة التي شارك فيها مسيحيون بالمخالفة لموقفه.