\القاهرة - (وكالات): ارتفعت حصيلة الاشتباكات التي وقعت أمس في القاهرة بالقرب من مقر وزارة الدفاع بين متظاهرين مناهضين للمجلس العسكري ومدنيين آخرين مناوئين لهم إلى 20 قتيلاً وعشرات الجرحى ما دفع الجيش إلى الإعلان عن استعداده لترك السلطة مبكراً بعد ارتفاع وتيرة التوتر السياسي في البلاد.وفي محاولة لامتصاص الانتقادات الموجهة للمجلس العسكري، الذي يحكم البلاد منذ إسقاط حسني مبارك في 11 فبراير العام الماضي، أعلن رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان خلال اجتماع مع ممثلي عدد من الأحزاب السياسية أن المجلس العسكري «يبحث تسليم السلطة في 24» مايو الجاري إذا انتخب الرئيس خلال الجولة الأُولى للانتخابات المقرر إجراؤها في 23-24 من الشهر نفسه. غير أن احتمال فوز أحد المرشحين للرئاسة في الجولة الأُولى يبدو غير مرجح حتى الآن، بحسب المحللين السياسيين الذين يتوقعون أن يتم حسم الأمر بعد الجولة الثانية للانتخابات التي ستجرى في 16-17 يونيو المقبل.وهاجم أشخاص غير معروفي الهوية متظاهرين يعتصمون بالقرب من مقر وزارة الدفاع منذ السبت الماضي احتجاجاً على إدارة المجلس العسكري الحاكم للبلاد، ما أدى إلى اندلاع صدامات عنيفة أوقعت 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، بحسب أطباء في المستشفى الميداني الذي أقيم قرب موقع المواجهات. إلا أن وزارة الصحة لم تؤكد حتى الآن إلا سقوط 9 قتلى. وتبادل الطرفان لعدة ساعات التراشق بالحجارة وبالزجاجات الحارقة بينما تعرض أشخاص كانوا ينزفون بشدة للضرب بعصي حديدية كما سمع أصوات طلقات نارية.وانتشرت قوات الجيش والشرطة وأقامت حزاماً أمنياً للفصل بين الفريقين في حي العباسية بالقرب من مقر وزارة الدفاع. وعاد الهدوء نسبياً في وقت لاحق، بعد أن نظم العديد من الحركات والأحزاب السياسية مسيرات إلى الموقع الذي يعتصم به المتظاهرون للتأكيد على حقهم في الاعتصام والتظاهر السلمي ورفض العنف الذي تعرضوا له.ويعتصم متظاهرون من مؤيدي مرشح الرئاسة السلفي حازم أبو إسماعيل قرب مقر وزارة الدفاع منذ السبت الماضي وانضم اليهم خلال الأيام الأخيرة أعضاء من الحركات الشبابية المطالبة بإنهاء حكم المجلس العسكري. وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية أعلنت استبعاد أبو إسماعيل من السباق الرئاسي مؤكدة أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية وبالتالي فإن ترشحه مخالف للشروط المنصوص عليها في القانون وهي ألا يكون المرشح أو زوجته أو أي من والديه حمل جنسية أجنبية في أي وقت. وقرر 4 من مرشحي الانتخابات الرئاسية المصرية هما الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبوالفتوح ومرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي واليساريان حمدين صباحي وخالد علي تعليق حملاتهم الانتخابية إثر الأحداث. واعتبر الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وهو أحد أوفر المرشحين لانتخابات الرئاسة حظاً أن «ما يحدث في العباسية من إراقة لدماء المصريين وترويع للآمنين أكبر دليل على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية وفقاً للتوقيتات المحددة بدون أي تباطؤ أو تأخير». وأعلن حزب الحرية والعدالة مقاطعة اجتماع بين المجلس العسكري وممثلي الأحزاب السياسية بسبب «الأحداث الدامية» في العباسية.