قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن مملكة البحرين كفلت حرية ممارسة الشعائر الدينية لمختلف الأديان عبر تاريخها الطويل، وإن التنوع الديني والثقافي جعل منها دولة منفتحة على مختلف الحضارات والثقافات الأخرى مما جعل من علاقاتها بباقي الدول في العالم علاقات طيبة مبنية على الاحترام والثقة والتعاون وعزز من مكانتها في الأوساط العالمية.أشاد عاهل البلاد المفدى، خلال استقباله في قصر الصافرية أمس لقسوس الكنائس في مملكة البحرين والتي تمثل 16 كنيسة للسلام على جلالته وتقديم الشكر والامتنان على الحرية والأمن والأمان الذي تتمتع بها الكنائس في البحرين، بالجهود التي يبذلها أصحاب القداسة قسوس الكنائس في مملكة البحرين ودعوتهم إلى التعاون البناء من أجل تحقيق التعايش السلمي بين جميع الأديان السمحة، مؤكداً أهمية الدور الذي يقوم به القسوس في نشر التوعية وتفعيل مبادئ المحبة والتسامح والتعاون بين الجميع.ورحب جلالته بالجميع، مؤكداً اعتزازه بجهودهم الطيبة، متمنياً للجميع كل التوفيق والسداد فيما يسعون إليه من عمل يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة والحرص على تأكيد السماحة فيما بين الأديان السماوية والابتعاد عن التشدد والغلو.وأوضح جلالة الملك المفدى أن مملكة البحرين تقدر جميع الأديان وأننا سعداء بتعدد الأديان في مجتمعنا البحريني في ظل الاحترام الذي نكنه للجميع، ونعيش معاً في البحرين كأسرة واحدة.وأكد اهتمام البحرين وحرصها الدائم على توفير الحياة الكريمة وأفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين عليها، مشيراً إلى أن البحرين مستمرة في عملية الإصلاح والتنمية والسير بخطوات ثابتة نحو التقدم من أجل تحقيق كل ما في الخير للبحرين وأهلها والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.بارك الله في صناع السلاموخلال اللقاء ألقى راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في مملكة البحرين قداسة جيم هاريسون كلمة نيابة عن الحضور قال فيها "بصفتكم ملكاً توليتم شؤون الحكم في مملكة البحرين منذ عام 1999 وحتى الوقت الحاضر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبوركتم كذلك من سيدنا عيسى عليه السلام.وأضاف "أنا (قداسة جيم هاريسون) أتشرف بصفتي كبير القسوس في أبرشية التجمع الكنسي الناطق باللغة الإنجليزية في الكنيسة الإنجيلية الوطنية والممثل عن الكنيسة الإصلاحية في أمريكا وكلاهما لديهما علاقة أزلية مع الحكام والرعية في مملكة البحرين. ونؤكد لجلالتكم عظيم امتناننا لجلالتكم وللعائلة المالكة الكريمة وشعب البحرين خصوصاً وقد تفضلتم علينا بتيسير عملنا هنا في بلادكم منذ أكثر من مائة عام منذ وصول د.صمويل زويمر في عام 1893م وبصحبته فريق من المبشرين الأمريكان الذين قاموا بتأسيس مستشفى الإرسالية الأمريكية ومدرسة الإرسالية الأمريكية (المعروفة الآن باسم مدرسة الرجاء) والكنيسة الإنجيلية الوطنية. وقد ورد في إنجيل (متى) أننا تلقينا تفويضاً خاصاً من سيدنا عيسى عليه السلام الذي قال: (بارك الله في صناع السلام)”.وأشار إلى أنه حضر أوائل المبشرين منذ أكثر من مائة عام مضت وجلبوا معهم الأمل والمعرفة والشفاء من الرب سبحانه وتعالى لأهالي البحرين. وبالمثل فإننا نرى أنفسنا اليوم كذلك صناعاً للسلام ونتشرف بالتفويض الإلهي الذي حصلنا عليه وبالتالي نتقدم بكل تواضع بعرض خدماتنا على جلالتكم المفدى وخدماتنا من أجل مصلحة شعب البحرين كذلك بصفتنا سفراء نيابة عن سيدنا عيسى عليه السلام الذي أوكل إلينا أمر رعاية الكنيسة وتوصيل رسالة المصالحة.وأضاف "وامتثالاً لأمر الله تعالى كما ورد في حديث القديس (بولوس) الذي نطالعه في سفر (تيموثي 2:1:4) حينما قال: إنني أحضكم الآن أولاً وقبل كل شيء أن تتوجهوا بالدعاء والصلوات والتوسلات والشكر نيابة عن الجميع ونيابة عن الملوك وجميع من تولوا السلطة أن ينعم الله علينا بالأمان والسلام في حياتنا حتى يتسنى لنا أن نحيا حياة ربانية مقدسة. وهذا شيء طيب يرضي الله المخلص الذي يريد تخليص جميع الناس وحتى يتسنى للناس أن يعلموا الحق). إننا ملتزمون بالدعاء بكل إخلاص وبشكل منتظم من أجل جلالة الملك المفدى. ونحن حريصون ومدركون تماماً بأن أيامنا هذه تفرض علينا تحديات صعبة جداً وبأن جلالتكم بصفتكم ملكاً على هذه البلاد وجميع المسؤولين هنا لا تحتاجون لأي شيء أكثر من الحكمة الربانية الخاصة في إدارة حكم هذه البلاد بالكيفية التي ترضي الله سبحانه وتعالى والطريقة التي تجلب بركات عظيمة على جميع الناس”.وقال جيم هاريسون "بالطبع فإننا نشعر بالحزن حيال التوترات التي حصلت في بلادكم خلال العام الماضي ونتطلع للسلام والرخاء والعدالة والحق أن يعم في هذه البلاد. ونؤكد لجلالتكم أننا ندعو ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى من أجل مصلحة كل الناس بمن فيهم الضالون الذين ارتكبوا تصرفات وأفعال خاطئة خلال تلك الأوقات العصيبة”.وأضاف "ونؤكد لجلالتكم المفدى دعاءنا وتضرعاتنا الخاصة من أجل جلالتكم المفدى ونسأل الرب أن يمنح جلالتكم الحكمة العظيمة في التغلب على كافة التحديات والصعاب التي ربما تواجه جلالتكم عند التعامل مع التوترات واتخاذ القرارات الهامة اللازمة مستقبلاً. وإننا على ثقة ويقين تأمين في أن جلالتكم بعون الله ورعايته ستتمكنون من قيادة شعبكم الوفي بنجاح نحو الغد المشرق والحياة الكريمة للجميع. وإننا إن شاء الله تعالى سنسخر كل أوقاتنا للدعاء والتضرع من أجل أن يعم السلام والرخاء في ربوع مملكة البحرين والتشافي التام والمصالحة بين جميع المواطنين. بارككم الله وحفظ لنا جلالتكم المفدى والعائلة المالكة الكريمة وجميع المسؤولين في مملكة البحرين ويمنحكم الله الحكمة والقوة. ونؤكد لجلالتكم المفدى استمرارية دعائنا وصلواتنا من أجل جلالتكم المفدى”.وقدم قسوس الكنائس في ختام اللقاء هدية تذكارية إلى جلالة الملك المفدى عبارة عن سفينة منوهين بأنها ترمز إلى البحرين التي تضم في مجتمعها مختلف الأديان والثقافات بقيادة جلالة الملك المفدى.