لا أجد تفسيراً لأهمية محاولة كسب ود ما تسمي نفسها “الوفاق” وقبولها للدخول في حوار وطني، هذا على الأقل ما نلتمسه ونقرأه في المشهد السياسي من خلال الكيفية التي تتعامل فيها الدولة مع اتباع الولي الفقيه.ألم تتضح حقيقة الوفاق بعد؟ ومن يقودها؟ وإلى أين هم سائرون وماذا يريدون؟ كل الحقائق والبراهين وما حدث منذ مؤامرة فبراير 2011 إلى يومنا هذا يدل ويؤكد بأننا نتعامل مع فئة تقودها جهة خارجية وتسيرها وفق برنامج ممنهج وصولاً إلى تحقيق الهدف الأكبر “إقامة دولة الفقيه في البحرين”. فهل تفلح سياسة الحلم والتنازلات اللامحدودة؟ أصبح الشعب بكل مكوناته في كفة، والوفاق في كفة أخرى. البحرين كلها تسعى للخروج من النفق المظلم “الأزمة ومخلفاتها المؤسفة”، لكن الوفاق تعمل على العكس. هناك فرق شاسع بين الكفتين ولا يمكن لهذين الطرفين المتضادين في الكم والهدف أن يلتقيا. المسافة بينهما كبُعد السماء عن الأرض؟ لكننا نعي أن أهل الفاتح الممثل للشعب البحريني بكل أطيافه ومذاهبه يرفض رفضاً باتاً وضع يده في يد من خان الوطن ومازال يطعنه في كل ساعة ودقيقة على مرأى ومسمع العالم. أمر غريب ومعيب جداً والاستغراب كبير من فئة تدعي الوطنية والحضارية في الوقت الذي تحرق فيه البلد وتقتل كل شيء جميل فيه. فهل تعيد الدولة النظر في موقفها وحساباتها مع الحركة الانقلابية التي لا تريد خيراً للبحرين؟ الإصلاحالشارع البحريني انشق إلى نصفين وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، صف وهو قلة قليلة يريد الإسقاط ومازال يعمل من أجله ويعلنه في الشوارع والمنابر الإعلامية والدينية، وصف آخر يريد الإصلاح ومازال يحاول الوصول إليه.مواقع الخلل والفساد كثيرة سواء في القطاع العام أو الخاص، نشاهد البعض منها في مناقشات المجلس النيابي وينقل لنا البعض من هنا وهناك صوراً معاشة في مختلف مواقع العمل. هذا إذا تكلمنا عن الفساد الإداري والمالي الناتج عن سوء إدارة أو شراكة في إدارته. الأهم من ذلك الأشخاص المسؤولون عن هذا الفساد، الغالبية منهم معينون من قبل الدولة التي منحتهم المسؤولية والثقة ليسوا جديرين بها. وهنا تجدر الإشارة إلى قصد وأهمية ما قالته الزميلة سوسن الشاعر في ختام برنامجها التلفزيوني الأسبوع الماضي، الدولة بحاجة إلى مراجعة سياستها في التعيين بكل المناصب التنفيذية والتشريعية والقضائية. والأمثلة كثيرة ومعروفة، فكم من كفاءات وطنية تم إقصاؤها أو إزاحتها من منصبها أو تهميشها بوظائف أقل بكثير مما تستحقه. وكم من نماذج عُينت في مراكز قوة ليست جديرة بالثقة ولا بالمسؤولية. لنأتي في نهاية المطاف ونلوم أنفسنا لماذا نحن متأخرون؟