^ لم يكتب حاصد جوائز المصداقية ونشر السلام عن المؤذن البنغالي الذي قطع لسانه، لم يذكر المنظر المروّع الذي كان فيه الأجانب يدفعون دفعاً من سيارة الإسعاف وهم مكبلون الأيدي ودماؤهم تنزف، وكان المجرمون حولهم يصفقون ويهتفون عندما نزلوا إلى ساحة مستشفى السلمانية خلال فترة المؤامرة الانقلابية، ولم يكتب عن رياض شيخ الذي مات حرقاً عندما حاصره المجرمون بقنابل المولوتوف، ولم يكتب عن الشرطي الذي تم دهسه بالسيارة والذي ظهر شريطه على القنوات الفضائية، لم يكتب أي شيء عما تعرض له الأجانب على يد المليشيات المجرمة التي فند مقالاته للدفاع عنهم وسماهم المناضلين. أما اليوم فهو يكتب وبالخط العريض “آسيويون يحترقون ويسقطون” كتب هذا المقال ليس حباً ورحمة فيهم بل ليخاطب منظمات حقوق الإنسان، ونذكر الفقرة التي كتب المقال لأجلها “والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: أين حقوق الإنسان؟ لأن هؤلاء بشر ولهم حقوق ولعل ما ذكره أحد المفكرين الخليجيين في إحدى كتاباته يشرح جانباً من واقع الحال، وهو أن سكوت الوافدين عن حقوقهم نابع من رغبتهم في الحفاظ على استمرار عملهم في ضوء تجاهل الدول المرسلة لحقوق مواطنيها.. وذلك حرصاً على استمرار إرسال عمالتها الفائضة والرخيصة إلى دول المنطقة” ويتابع “مازال أمامنا الكثير لتحقيقه لضمان حقوق الإنسان، ليس فقط للمواطنين، وإنما لكل من يعيش في بلادنا”. وسنبين هنا للعالم من هم الذين ينتهكون حقوق العمالة الوافدة، وذلك كما جاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي يطالب صاحب المقال وتطالب جمعيته بتنفيذه، حين يفيد ملخص هذا التقرير أنه “تم استهداف السكان من الرعايا الأجانب في البحرين بهجمات عنيفة منها إصابات جسدية وإتلاف الممتلكات وخسائر اقتصادية وسلب حرية التنقل والحرمان من الرعاية الطبية والتعرض للهجوم في أماكنهم ودور عبادتهم كما تم أثناء التظاهرات رفع شعارات وهتافات مناهضة للعمالة الوافدة، كما أمسك المتظاهرون بلافتات كتب عليها يا مرتزقة يا قتلة لقد حان رحيلكم” وقد ذكر التقرير بأن أربعة أجانب لقوا مصرعهم على يد المتظاهرين بينما أصيب 88 آخرون منهم، كما إن تلك الهجمات ضد الأجانب خلقت خوفاً لديهم نتج عنه مغادرة العديد منهم لمنازلهم واللجوء للعيش في أماكن الإيواء، ومنهم من خاف مغادرة منازلهم أو الذهاب إلى أعمالهم أو إلى دور العبادة”. سنذهب إلى أبعد من ذلك؛ إلى أحداث التسعينات وعندما قضى 7 عمال في حريق المطعم الذي قامت بحرقه المليشيات الإرهابية ثم قاموا بإغلاق الباب عليهم، وكذلك العائلة الهندية المكونة من الأب “كيه فيه بولوس” والأم “ألياما” وابنهما “سانديب” 10 سنوات وصديقه الطفل “جايا براكاش” 11 عاماً، الذين لقوا حتفهم في التسعينات إثر الحادث الإرهابي الذي أدى إلى إحراق المحل التجاري تحت شقتهم بالمنامة بعد استنشاقهم للدخان، وهذا الحادث مثبت في المحاضر، والتي لن يتطرق إليها حاصد جوائز السلام والمصداقية في أي من تقاريره ولا مقالاته الموجهة إلى المنظمات الأجنبية ولا إلى السفارات الدولية، كما يكتب اليوم في مقالاته عن حادث حريق نتج عنه وفاة عمال أجانب، وذلك حين وجد أنه يمكن من خلاله تحريض المجتمع الدولي على مملكة البحرين، وذلك بعد فشل المجموعة الإرهابية في أثبات صحة تقاريرها ضد البحرين في مجلس حقوق الإنسان، أنه حاصد الجوائز الذي يتباكى على عمال ماتوا قضاء وقدراً، ويشطب أسماء ضحايا الحوادث الإرهابية الذين قتلوا عمداً وغدراً.
حاصد الجوائز يتجاهل من ماتوا غدراً
04 يونيو 2012