كتبت - عايدة البلوشي: لا تخلو شاشة التلفزيون أو صفحات الجرائد والمجلات من الإعلان عن عمليات التجميل، إذ أصبح ممكناً نفخ الشفة بالسيليكون أو حقنة «خايدروجين» و»اكرايليك»، وتصغير الفم وشفط الدهون، ما يدفع الكثيرين لانتظار دورهم لإجراء العملية. فهل الرغبة في تحسين الشكل السبب الوحيد لإجراء عمليات التجميل؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟! وهل آثار عمليات التجميل جميعها إيجابية أم أن هناك آثاراً جسمية ونفسية غير صحية؟ ثم ما هو حكم الشرع بشأنها؟. تشير الشابة سارة علي إلى أنها ومنذ الصغر كانت تعاني من حجم أنفها، حتى بدأت التفكير بإجراء عملية لتصغير الأنف، إلا أنه كانت تنتابها مخاوف كثيرة أهمها الآثار الناجمة عن العملية، ونسبة نجاحها. وبعد استشارة أطباء وأشخاص مجربين، ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، أجرت العملية قبل عامين، وأصبح الفرق واضحاً بين الأمس واليوم، ولم تجد آثاراً جانبية للعملية. من جانبها تؤكد الشابة مريم حمد أن عمليات التجميل تساعد بعض الفتيات على إعادة بناء الثقة بالنفس، مشيرة إلى وجود حالات تكون فيها الفتاة في وضع محرج بسبب الحجم غير الطبيعي للأنف أو الفم وخلافه، ما يتطلب عملية جراحية تجميلية، تشعر الفتاة بالاطمئنان.من ناحيته يرفض الشاب سمير عبدالله إجراء عمليات التجميل، معتقداً أنها موضة جاءتنا من الغرب، عدا تلك التي تجرى كعلاج لآثار حادث أو حروق. ويضيف: أن العمليات التي تهدف إلى تغيير الشكل، تقليد غربي وخروج على العادات والقيم الإسلامية واعتراض على خلق الله تعالى. لكن للأسف انتشرت هذه العمليات، وحتى الشباب بدؤوا بالبحث عنها، غير أن الفتيات أكثر ميلاً لها. تغيير خلق الله لا يجوز من جهته يؤكد الشيخ عبد الناصر آل محمود أن الواجب الشرعي يؤكد أن الإنسان يلجأ إلى عمليات التجميل من باب العلاج وليس من باب تغيير شكله، فهو محرم شرعاً، لافتاً إلى أن هناك فرقاً بين عمليات التجميل العلاجية وعمليات التجميل الجمالية، التي هي دعوة شيطانية واعتراض على خلق الله تعالى، فمن يريد تغيير شكله دون أسباب وجيهة يعترض على الله عز وجل، لذلك يكون أكثر عرضة للأمراض. ويشدد آل محمود على ضرورة حماية المجتمع من هذه العمليات، ببيان خطورتها، وتعزيز الوازع الديني، حيث يقول تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم?، ومعرفة الحكم الشرعي، فمثل هذه العمليات تترك آثاراً صحية سلبية. ويشير آل محمود إلى وجود أسباب كثيرة تدفع الناس للعمليات التجميلية، يأتي في مقدمتها ما تبثه المسلسلات والأفلام، حين تدفع بالإنسان للمقارنة بين واقعه وما يشاهده في شاشة التلفاز، ومن الأسباب أيضاً ضعف الوازع الديني وتقليد الغرب دون تبين النتائج وهي طامة كبرى،. كذلك للبيئة والأصدقاء والتربية دور كبير في اللجوء إلى مثل هذه العمليات التجميلية بغرض تغيير الشكل والصورة.