متابعة - إبراهيم الزياني: أكد تقرير مصور بثته قناة العربية، مساء أمس، أن أطفالاً وشباباً مراهقين ينتهجون “العنف المؤدلج” ويحرقون الممتلكات العامة والخاصة ويروعون المواطنين، يقومون بأعمال تخريبية مقابل مبالغ مالية، ويتم تهديد بعضهم بالاعتداء إن امتنع عن المشاركة، مشيراً إلى تعرض إحدى الدوريات لما يقارب 40 زجاجة حارقة “مولوتوف” مقابل طلقتي غاز مسيل للدموع لتفريق المخربين. وقالت “العربية” إن جولتها مع العنف المؤدلج وصلت إلى أزقة الموت التي ينشط فيها شباب راديكالي لا يتوانى عن حرق الممتلكات وترويع المواطنين، وتطرق التقرير إلى حالات واقعية وقعت ضحية لتحريض المنابر الدينية، وزج المحرضون بهم في أعمال العنف. ووثق التقرير، العمل الإرهابي الذي طال منزل المواطنة رانيا، حيث ورد في بداية التعليق المصاحب للتقرير “لنتعرف على دوافع مجموعات تنتهج العنف للتعبير، وخلال وجودنا في منطقة البلاد القديم، وهي إحدى المناطق الراديكالية الشيعية التي تشهد أعمال عنف مستمرة، انفجرت قنبلة محلية الصنع تستهدف رجال الأمن عادةً، لكن هذه المرة كانت أكبر حجماً، ليصل مدى تأثيرها للمنازل القريبة”. وبين التقرير الإصابة التي تعرضت لها رانيا وابنها كاظم، من شظايا الزجاج المتناثر في غرفة الابن جراء انفجار القنبلة. وظهرت رانيا وابنها في التقرير بعد التفجير مباشرة وهما في حالة هلع وخوف ومتأثرين من إصاباتهما، وقالت رانيا “انفجر السلندر داخل بيتي (...) ماذا رموا في منزلي قنبلة”. استنجدت برجال الأمن لإنقاذ بناتها الصغار اللاتي بقين في المنزل لوحدهن بعد التفجير. وعرض التقرير اعترافات الجناة، أحدهم يبلغ 18 عاماً سرد مجريات العملية “كنت جالساً في الحديقة، وأتاني “أكبر” -أحد المشاركين في العملية-، وقال لدينا إسطوانة غاز “سلندر” سنفجرها، وذهبت معهم بصحبة حسين جمعة وحسين إبراهيم وصادق الذين حملوا “السلندر”، وكنت أحمل الإطارات “التواير” بمعية بقية الشباب، وذهبنا للشارع الرئيس ووضعنا “السلندر” والإطارات، ورمى صادق الزجاجة الحارقة “المولوتوف” وفجر “السلندر”. كما عرض اعتراف أحد المشاركين في العملية والذي بين “بعد صلاة الجماعة مباشرة، وبعد تلقي الخطب التي كان يلقيها الخطباء، يؤكدون أننا مظلومون، ويدعوننا للتعبير عن مظلوميتنا، ومع حديثه قال إن حرق الإطارات شيء سلمي”. فيما اعترف ثالث المشاركين (18 سنة)، وتهمته الحرق الجنائي “بدأت بعمليات الحرق الجنائي بعد تحريضٍ من عبدالجليل السنكيس الذي كان يمولني بالأموال والأدوات “الإطارات والبترول” وأي شيء احتاجه كان يوفره لي”. وأوضح التقرير أن “هذه الحوادث سبقتها دعوات تحريضية مختلفة، ندوات وتسجيلات مرئية بعضها عرض عبر قنوات تلفزيونية، وبعضها عبر مواقع إلكترونية”. ورافقت كاميرا العربية، إحدى دوريات مكافحة الشغب بمنطقة بوقوة، خلال قيامها باقتحام وكر -بيت مهجور- وهو عبارة عن مصنع مصغر، لتصنيع “المولوتوف” والقنابل محلية الصنع، لاستخدامها في الأعمال التخريبية والإرهابية. واحتوى المنزل على ما يقارب 50 زجاجة حارقة وإسطوانة غاز، وما يقارب 50 كمامة غاز. وعقب ذلك يظهر التقرير مشاهد لمخربين وهم يقومون برمي رجال الأمن بالزجاجات الحارقة، وقطع الطرق بالإطارات، وصاحب ذلك مقطع صوتي لمحمد حبيب الصفاف “المقداد” وهو يقول في ندوة تحريضية “أنا ألومه إذا حرق له تاير “إطار”؟ لا والله لا يلام”، كما عرض التحريض الخارجي لأتباع الولي الفقيه مثل المعمم هادي المدرسي وهو يحث المخربين على الاستمرار في أعمالهم “لا تتراجعوا عن مواقفكم”. وتعرض التقرير لظاهرة قيام بعض المخربين بارتداء الأكفان قبل الشروع في أعمالهم، مبيناً “أنها ثقافة راديكالية تعني الاستعداد للموت، والهجوم بقصد إزهاق أرواح الآخرين”. وأوضح أنه “عنف ممكن أن يعود بالضرر على المتشددين أنفسهم”، مستشهداً في نفس الوقت بحادثة إحراق أحد المخربين لزميله عن طريق الخطأ، مما تسبب بموته. وتمضي المشاهد، ليتساءل مقدم التقرير “ما لذي يدفع شباباً مراهقين لانتهاج العنف كأداة للتعبير؟ مالذي يدفعهم لغلق الشوارع وحرقها وحرق إشارات المرور والسيارات وتحطيم مصابيح الإنارة، وقذف المارة ورجال الأمن بالنار؟”. وأتت الإجابة في التقرير من قبل منتهجي العنف أنفسهم، حيث قال أحدهم “يدفعون لنا 15 أو 30 ديناراً للخروج مع مجموعة من الشباب لإحراق الإطارات، مبينين لنا أنها وسيلة ضغط على الحكومة”. فيما كشف آخر تعرضه لعمليات تهديد للوقوع في مثل هذه الأعمال، حيث قال “كانوا يقولون لنا إذا لم تخرج سيأتي شباب أكبر منك يهددوني بالضرب،. واضطررت للخروج”. وأضاف “سألتهم: من أجل من أخرج؟ قال: من أجل مشيمع حتى لا يعتقلوه”. فيما أكد ثالث عمليات التهديد من قبل المعارضة المتشددين، حيث أوضح “كانوا يشجعوني على الأعمال التخريبية، وعندما رفضت -القيام بمثل هذه الأعمال-، قام بتهديدي بإشعال سيارتي وإحراق منزلي”. وتمكن مراسل “العربية” من التحدث لشابين قررا ترك المجاميع المتشددة وعدم ممارسة العنف والأعمال غير القانونية، بعد اعتقالهما أكثر من مرة. وشرح الأول طريقة عمل هذه المجاميع “كل ليلة أحد نستلم ما يقارب 20 ديناراً كإكرامية -للقيام بأعمال عنف وتخريب-، ويستلم رئيس مجموعتنا حوالي 50 أو 100 دينار لشراء الحاجيات مثل “رش” للكتابة على الجدران والإطارات والبنزين وأشياء كثيرة”. كما أشار إلى أن التنظيم في منطقته متصل بثلاث مناطق “المالكية وكرزكان ودمستان”. مبيناً أن لكل مجموعة رئيساً ينسق مع باقي رؤساء المجموعات، مهمتهم قيادة وتحريك المجموعة وتوزيع الأدوار. وسأله مراسل “العربية” محمد العرب حول التصرف الذي يتخذونه في حال رفض أحدهم المشاركة في مثل هذه الأعمال، رد الشاب “نحن كنا نستهدف الأشخاص الذين لا يشاركوننا، أو من ينصحونا بعدم القيام بمثل هذه الأعمال، وحتى بعض الشباب كانوا يقومون برميهم بالمولوتوف”. وأكد الشاب حصولهم على فتاوى بجواز قتل رجال الأمن “حسن مشيمع كان يقول لنا حتى لو رميت أو أحرقت رجال الأمن، وحتى لو تعرض لأي إصابات، فإذا لم تضره هو سيضرك، وإذا لم تقتله هو سيقتلك”. فيما أكد الثاني أن المحرضين “كانوا يقولون لنا إن ما نقوم به عملية جهاد، إن من يمسكون الحكم يعتبرون أن دم الشيعة حلال للسنة، وإذا لم تقوموا بقتلهم سيصبح دمكم حلالاً لهم”. مشيراً إلى تلقيهم فتاوى لقتل رجال الأمن ومن يعتنقون المذهب السني “كانوا يقولون إذا أتتك فرصة لقتل شرطي أمامك أو من يأتي لمنعك من قتله، فاقتله قبل أن يقتلك، لأن دمك حلال عنده”. ولفت العرب في تقريره إلى أن “المتشددين السابقين يعزفون عن الحديث لوسائل الإعلام، خوفاً من العقاب وحالات الاعتداء عليهم وعلى ذويهم”. وهو ما شرحه شابان من حالات تهديد واعتداء عليهم، حيث قالوا “كانوا يعرضونا للتهديد عبر إرسال جوابات في البيت، كما خربوا وكسروا سيارتي، وقالوا لي لو لم تخرج معنا سنخرب كل ما تملكه، ولن نتركك تعيش في المنطقة”، وتابعوا “قالوا لي إننا نريدك أن تهاجر من هذه المنطقة، لأنك إذا لم تهاجر سنهدم بيتكم عليكم، أنت بأهلك، ونحن لا نريد أن نضر أهلك، فأخرج من المنطقة لمصلحتك، وإذا خرجنا -في أعمالهم التخريبية- لا نريد أن نراك في الشارع، لأننا إذا رأيناك ستموت على يدنا”. واستعرض التقرير، التطور الجديد في تكتيكات العنف والقنابل محلية الصنع، والمصنعة من مواد يمكن الحصول عليها بسهولة. وعرض التقرير مشاهد لعمليات تفجير تستهدف رجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة، كما عرض أجزاء القنبلة التي استهدفت رجال الأمن في بني جمرة وأوقعت عدة إصابات بينهم، وعلق عليها أحد المتخصصين “القنبلة عبارة عن إسطوانة غاز متوسطة الحجم يتم تعبئتها بغاز سريع الاشتعال وأوكسجين بحيث يسفر عن جو متفجر، كما احتوت القنبلة على جهاز للتفجير عن بعد”، مبيناً أن “الأدوات التي استخدمت متوفرة في الأسواق، إذ تشكل جزءاً من متطلبات حياتنا الاستهلاكية اليومية، ويتم تحويرها -من قبل منتهجي العنف- لاستخدامها كأدوات قاتلة”. واستطاعت “العربية” الدخول مع دورية فاعلة لمكافحة الشغب داخل تجمعات تخريبية تنتهج العنف، وتحدث مقدم التقرير “جولتنا مع العنف المؤدلج وصلت أزقة الموت التي ينشط فيها شباب راديكالي لا يتوانى عن حرق الممتلكات وترويع المواطنين”. وتحدث مقدم التقرير مع أحد المواطنين الذي تعرضت سيارته للحرق، حيث رد عليه “خله يحرق، اللي بسويه يسويه”. كما وثق رمي أحد المنازل بزجاجة حارق “المولوتوف”، مما أدى لحرق جهاز التكييف فيه. وفي أثناء تعامل الدورية الراجلة مع المخربين، حاور العرب قائد القوة، إذ بين تعرضهم في العملية لما يقارب 40 زجاجة حارقة “مولوتوف” مقابل طلقتي غاز مسيل للدموع لتفريقهم، مؤكداً تعاملهم بأقل قوة ممكنة لتفريق المجموعة. وأوضح معد التقرير أن “كثيراً من هؤلاء الشباب ينتهي إلى قبضة الأمن”، عارضاً صوراً لبعض الشباب المراهقين بعد القبض عليهم، إذ صور القبض على الشباب تبين أنه يبلغ 18 سنة وفي يده زجاجة حارقة استعداداً لرميها على رجال الأمن، وأوضح الشاب أنه يسكن بمنطقة أخرى لكنه يقوم بزيارة أحد أقاربه. ونفى الشاب تعرضه لأي عملية ضرب من قبل رجال الأمن، معتبراً أن ما قام به ليس من حرية التعبير عن الرأي. فيما أجهش آخر بالبكاء وسط محاولة من قائد القوة لتهدئته وطمأنته. وقال الشاب إنه مهتم بمستقبله ويطمح بإكمال دراسته. وفي سؤاله عمن حرضه للخروج في مسيرات الخارجة عن القانون قال “أشاهد مقاطع الفيديو على الإنترنت، وأحببت أن أقوم بنفس ما يقومون به”. كما عرض التقرير عملية القبض على طفل يخرج لمهاجمة رجال الأمن يومياً بالزجاجات الحارقة مقابل دينار واحد، في مشهدٍ يبين استغلال الأطفال في الأعمال التخريبية. وفي صورة تعكس مدى اهتمام وزارة الداخلية وحرصها على توعية الأطفال والشباب المغرر بهم، وتجسيداً لمفهوم الشراكة الاجتماعية التي تنتهجها. قامت القوة بأخذ الطفل لمنزله لتسليمه لذويه، وبعد خروج والده حاول ضرب ابنه بعد أن حذره سابقاً من عدم الاشتراك بمثل هذه العمليات، إلا أن قائد القوة تدخل وقدم لوالده نصائح بالمحافظة على أبنائهم وتوعيتهم ومراقبتهم. وعرض التقرير مشاهد مصورة لمحاولة استخدام الإرهابيين أسلحة خفيفة محلية الصنع، للاعتداء على رجال الأمن، حيث أظهر قاعدة صواريخ صغيرة يتم استخدامها لقذف مواد متفجرة، إضافةً لطفايات الحريق التي يتم تحويلها إلى قواذف وتستخدم فيها السهام والرماح وتصيب على مدى 100 متر أو أكثر. وتطرق التقرير للاعتداء الوحشي الذي تعرض له خالد السردي في جامعة البحرين، مما تسبب له بخمسة كسور بالرأس والفك، إضافة لكسر مضاعفٍ في الذراع. وبين السردي مدى معاناته على الرغم من صدور حكمٍ على 2 من الجناة بالسجن 5 سنوات. وشرح السردي طريقة الاعتداء عليه “تمت محاصرتي من قبل مجموعة كبيرة من طلبة في الجامعة وخارجها، إذ تم اقتحام الجامعة من دوار مجلس التعاون، وكانوا يحملون الأسلحة البيضاء، وانهالوا علي بالضرب بعدما وجدوني أعزلاً، الأمر الذي تسببت لي بإصابات كثيرة وعاهة مستديمة”. وقال “لم يتوقف الضرب حتى بعد أن وضعوني على نقالة سيارة الإسعاف، وشعرت بالأمان عندما دخلت السيارة وأغلقوا الأبواب، متوقعاً أني سأصل للمستشفى، لكني تفاجأت من الممرضة التي يجب عليها أن تعالجني بدأت تقول لي يا بلطجي يا مرتزق ماذا تفعل في البحرين؟ وهذا كان صدمة لي”. وتابع “شعرت أنه اليوم الأخير لي”. وعن كيفية معرفة الجناة، أوضح السردي أنه “تعرف على شخص من الفيديو -الاعتداء- كان زميلاً لي لـ3 سنوات في الثانوية، و3 سنوات بالجامعة”. كما سجل التقرير الاعتداء على المواطنة “زهراء” في منطقة الديه من قبل الإرهابيين بسيخٍ حديدي استقر في رأسها، وذلك أثناء عودتها من العمل ومصادفة مرورها في منطقة تشهد أحداث عنف شبه يومية، إذ اخترق السيخ جمجمتها في إصابة مباشرة وخطيرة، كان السبب في وفاتها في ما بعد. وعرض التقرير آخر كلماتها التي قالتها قبل أن تغمض عينيها للمرة الأخيرة. حيث شرحت تفاصيل الاعتداء عليها “نزلت من الحافلة قاصدةً البيت، وعندما اقتربت من البيت شعرت بألمٍ في رأسي، وشاهدت حديدة في رأسي، وكان الشباب يستفزون الشرطة، وكنت خائفة منهم، إذ كانوا يرمون الحجارة والحديد -الأسياخ-، وكانوا قريبين مني بشكلٍ كبير” مبينة أنها تعرضت للسيخ برمية يد.