قالت صحيفة واشنطن بوست إن توجّه المحافظات السنية الرئيسية في العراق نحو النظام الاتحادي يثير شبح الانقسام الطائفي بين المناطق السنية والشيعية والكردية، وسط مخاوف من تأجيجها بسبب ما قد يستجد في سورية.وأشارت اليوم الأحد إلى أن مدينة تكريت -التي تعتبر عاصمة محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية- غدت بعد تسع سنوات من سقوط ابنها الرئيس الراحل صدام حسين، مكانا يعج بمشاعر السخط والإقصاء من قبل الحكومة المركزية التي تهيمن عليها الطائفة الشيعية.كما أن التوترات الطائفية تأججت -والكلام للصحيفة- في هذه المحافظة وأماكن أخرى في العراق بفعل الثورة التي تشهدها سورية، لا سيما وأنها تحظى بدعم في أوساط السنة، في حين أن الحكومة العراقية تحاشت بحذر دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي.وتلفت واشنطن بوست إلى أن الأحقاد تجاه الحكومة العراقية قد جاشت في محافظة صلاح الدين منذ فترة طويلة، ولكن سلسلة الخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية والقوات الأمنية في الأشهر الأخيرة أعادت تلك الأحقاد إلى الواجهة، وهو ما يهدد التعايش الطائفي في العراق في وقت حرج بالنسبة للمنطقة ككل.ويقول سكان المحافظة والمناطق السنية القريبة إنهم مستهدفون من حيث الاعتقالات وإقالة العشرات ممن يتهمون بصلتهم بالنظام السابق نهاية العام الماضي.كما أن تمثيلهم السياسي في بغداد أخذ يضعف في ظل إقدام رئيس الحكومة نوري المالكي -الذي يقود الكتلة الشيعية- على تهميش كتلة العراقية التي صوت لها السنة في انتخابات 2010.ووسط تفاقم الانقسام الطائفي، دعا مسؤولون محليون العام الماضي إلى إجراء استفتاء على النظام الفدرالي لمحافظة صلاح الدين، الأمر الذي يمنح المحافظة سيطرة على ميزانيتها وأمنها، وهو ما طالبت به محافظة ديالى.وتنقل واشنطن بوست عن الشيخ محمد حسين الجبور -أحد وجهاء القبائل المحلية- شكواه من تعرض الآلاف للإقالة من العمل ومن تعامل القوات الأمنية مع السكان بطريقة مجحفة.ومن جانبه يقول أكاديمي من جامعة تكريت "الناس يعتقدون أنهم -إذا ما طبق النظام الاتحادي- سيحتفظون بأعمالهم ويشعرون بمزيد من الحرية، ويتخلصون من الاعتقالات ومن نفوذ الحكومة المركزية في محافظتهم".وتعليقا على المطالبة بتطبيق النظام الاتحادي، قال دبلوماسي غربي في بغداد -اشترط عدم الكشف عن اسمه- "إن أكثر ما يخشاه الجميع هو أن يروا البلاد مقسمة طائفيا".ويحذر الخبير في الشؤون العراقية ريدار فيسر من أن يؤدي الوضع في سورية إلى مزيد من الاستقطاب الطائفي، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية أبدت تأييدها للمعارضة البحرينية، في حين نأت بنفسها عن المعارضة السورية.ويبدي المسؤولون العراقيون قلقهم بشأن ما سيحدث في سورية إذا ما سقط الأسد وحلت محله قيادة سنية.فقد قال وزير الخارجية هوشيار زيباري "إذا جاء نظام إسلامي (في سورية) يحاول أن يدعم المحافظات السنية المجاورة في العراق، فستكون هناك مواجهة طائفية".