قامت سيدة صينية تدعى إيفا وو، بتحويل رماد جثة ابنها الذي توفي منذ عام ونصف العام، بعد معاناة طويلة مع مرض السلطان إلى قطعة ألماس، ترتديها أينما ذهبت لتشعر بدفء وجوده إلى جوارها، وذلك بمساعدة شركة "ألغوردانزا"، الأولى من نوعها في هونغ كونغ، التي تعمل في مجال الماس التذكاري، ومقرها الرئيسي سويسرا. وأبقت إيفا كل ما يخص ابنها "كورنالد"، الذي توفي في السابعة عشر من عمره في غرفته كما هي، فهي مطلقة ووحيدة وابنها كان أقرب شخص لها، لذا حرصت أن يكون هكذا بعد موته، وقررت تحويل رماد جثته إلى قطعة ألماس على شكل صليب.وتؤكد إيفا أنها تشعر حالياً بان ابنها مازال حياً إلى جوارها 100 في المائة، وترى في هذا الصليب وجه ابنها المبتسم دائماً وشخصيته اللطيفة.وتقول إيفا: "رغم معاناته ابني مع المرض، إلا انه ظل متفائلاً حتى في آخر أيام حياته وكان يطمئنني قائلاً: أعرف ما يحدث في جسمي، ولا أخشى الموت وأعرف إلى أين سأذهب بعد الموت، لأني أحمل المسيح داخل قلبي."ويقول سكوت فونغ مؤسس شركة "ألغوردانزا،" إن شركته الأولى من نوعها في هونغ كونغ، التي تقوم بتصنيع قطع الماس التذكارية من رماد المتوفين، مضيفا أنه لم يكن يخطط لمزاولة هذا النشاط حتى توفيت عمته عام 2007، حيث أدرك التكاليف المرتفعة لمراسم الدفن في هونغ كونغ.وتعني كلمة ألغوردانزا، "ذكرى" باللغة الرومانية.ويقول فونغ: "طريقة تحويل الرماد إلى الماس مباشرة وواضحة، حيث نرسل نحو 200 غرام من بقايا الجثة المحروقة إلى مختبرنا في سويسرا، ويتم تنقية الكربون من الرماد بدرجة 99 في المائة، وتحويله إلى قطعة غرافيت أسود حريري، تُعرض إلى درجة حرارة مرتفعة في ماكينات خاصة."وتابع: "وبعد تسع ساعات تخرج قطعة ماس صناعية مائلة إلى اللون الأزرق غير الملحوظ، بأحجام متفاوتة تبدأ من ربع قيراط إلى قيراطين، وفقاً للتكلفة التي تبدأ من ثلاثة آلاف دولار وتصل حتى37 ألف دولار، أي أقل من تكلفة الدفن في هونغ كونغ التي تتراوح بين ألفين، و200 ألف دولار، وفقاً للمستوى الاجتماعي. وأضاف فونغ: "نقطة مهمة يجب أخذها في الاعتبار، هي ندرة الأراضي الشاغرة في هونغ كونغ، بما فيها الأراضي المخصصة للمقابر، ما دفع الحكومة إلى حظر دفن الجثث أكثر من 6 أعوام، بعدها يتم إخراج الجثة وحرقها، أما الماس فيدوم للأبد."وتطرق سكوت إلى عدم تقبل المجتمع الصيني لفكرته في البداية قائلاً إن "العادات الصينية التقليدية، تحرم التجارة في الموت وحتى والدي في البداية رفض ولم يشجعني، لكن مع الوقت تقبل الفكرة لأنه أدرك أن الأجيال القادمة من الأحفاد لن تذهبه لقبره لإحياء ذكراه، وطلب أن يحول رماد جثته إلى قطعة ألماس ثمينة، تقسم بيني وبين أخواتي الأربع، وقد توفي منذ أربع أسابيع وسأفعل بالتأكيد ما طلبه."