متي نفهم كعرب الفارق بين الحرية و الجريمة ؟ و متي نرى الخيط الهلامي بين الحر الطليق و بين المجرم الصفيق ؟و متي يصبح الحق كل ساعة و ليس ساعة وساعة ؟ ومتي ؟ ومتي ؟ أسئلة كثيرة تقافزت أمامي وأنا اقرأ خبر عن حكم المحكمة العليا في بريطانيا بتسليم جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس للسويد بسبب جريمة أخلاقية .. حكم المحكمة جاء بأغلبية 5 من 7 قضاة برفض طلب استئناف أسانج حكمًا سابقًا بتسليمه .. وأكدت المحكمة إن طلب المحقق السويدي تسليم أسانج قانوني وسليم .. ويتفق مع معاهدة تسليم المطلوبين بين بريطانيا والسويد .. فبالرغم من أن القضية من بدايتها قد تم تصنيفها علي انها قضية سياسية .. في إطار الحرب الأبتزازية التي تشنها عليه المخابرات الأمريكية بسبب كشف أسرارها المسربة و الموجهه عبر موقع ويكيليكس الذى يديره و يموله أسانج .. إلا أن هذا التفسير شبه الأكيد لم يكن له أى تأثير علي هيئة المحكمة عند إصدارها لهذا الحكم .. كما أننا لم ولن نرى تظاهرات أو إعتصامات معطلة للحياة في لندن لمدعي الحرية امام دار القضاء البريطاني تطالب بالحرية لأسانج ... و لن يجروء كائن من كان علي اتهام القاضي بالتزوير او التدليس .. و لو حدث أياً من تلك الخروقات فستقوم الشرطة بإعتقال كل من تسول له وساوسه بالخروج علي القانون .. و ليست أحداث لندن ببعيد فقد إعتقلت السلطات الإنجليزية ما يزيد علي 70ألف من مثيرى الشغب بإسم الحرية .. الفارق بيننا وبينهم أنهم يدركون الفارق الشاسع بين سعيك لنيل حقك و بين سلب حق الأخرين أثناء سعيك هذا .. أنهم يدركون حق الآخر في التعبير عن نفسه بنفس المقدار و نفس المساحة و نفس الإطار الذى يعبرون فيه عن أنفسهم .. الفارق بيننا و بينهم أنهم يبصرون الخيط الهلامي بين الحر الطليق الذى يحلق مستمتعاً بحريته دون المساس بحرية الأخرين أو خدش حيائها .. وبين المجرم الصفيق الذى يسلب حقوق مخالفيه بدعوى إمتلاكه للحق و الحقيقة .. إنهم يؤمنون أن الحق و الحرية لا ينفصلان فحق بلا حرية تحمله للجميع ظًلمٌ بيَن .. و حرية بلا حق يقومها و يحميها إنحلاااااال .. إنهم يرون الحق و الحرية كل ساعة .. أما نحن فنراهما ساعتين فقط .. ساعة تروح و ساعة تيجي .. ساعة تروح و ساعة تيجي .. هاااا .. نهاية القول لست من المنبهرين بالحضارة الغربية .. ولكن تعلمت ألا يمنعني خلاف علي الإستفادة من خبرات من أخالف ما لم تتعارض مع ثوابتي الدينية
جريمة الحرية أم حرية الجريمة .. سلامة الياس
٠٥ يونيو ٢٠١٢