قرر ميلانو العام الماضي أنه يستطيع العمل بدون أندريا بيرلو وتخلى عن خدماته لكن صانع اللعب المخضرم أعاد اكتشاف ذاته في يوفنتوس هذا الموسم وهو في 32 من العمر ويبقى من العناصر المؤثرة في تشكيلة منتخب إيطاليا لكرة القدم. ويفضل بيرلو اللعب في مركز صانع اللعب المتأخر في وسط الملعب وهو المركز الذي أصبح نادراً في كرة القدم الحديثة. ويرى العديد من المدربين أن دور لاعبي الوسط المتأخرين يكون مشابها لأدوار المدافعين فيما يتعلق بالحد من خطورة المنافسين وإيقاف هجماتهم وهو ما ينطبق مثلا على الهولندي مارك فان بومل لاعب فريق ميلانو. لكن لا شك في أن التأثير الإيجابي لبيرلو ظهر بوضوح على فريق يوفنتوس إذ قاد الفريق لإحراز لقب الدوري الإيطالي بعد منافسة مع ميلانو ليحقق نتيجة أفضل كثيراً من المركز السابع الذي احتله في آخر موسمين. ووصف مارسيلو ليبي مدرب إيطاليا السابق لاعبه بيرلو بأنه «قائد صامت» ويمتاز هذا اللاعب بقدرته على التمرير بدقة لمسافة تصل إلى 40 متراً نحو دفاع المنافسين، كما إنه يكون خطيراً في تنفيذ الكرات الثابتة رغم أن بعض المنتقدين يرون أنه لم يعد مؤثراً بالشكل المطلوب. وافتقدت إيطاليا بوضوح لخدماته في كأس العالم 2010 حيث تسببت إصابته في ربلة الساق في غيابه عن أول مباراتين في دور المجموعات لكن المدرب شيزاري برانديلي يشعر بالسعادة لمستوى بيرلو الحالي. ونشأ بيرلو في بريشيا وانضم كناشئ لانترناسيونالي لكنه اخفق في دخول تشكيلة الفريق الأول لينضم إلى ريجينا على سبيل الإعارة ثم انتقل إلى بريشيا. وبدأ بيرلو كلاعب وسط مهاجم وشغل مركزاً أكثر عمقاً في وسط الملعب في بريشيا عندما كان روبرتو باجيو يتكفل بالأدوار الهجومية للفريق. وبعد الانضمام لميلانو في 2001 تأقلم بيرلو في مركز صانع اللعب المتأخر تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي. وتطور مستوى بيرلو وأصبح لاعباً بارزاً وفاز بدوري أبطال أوروبا مرتين ولقب الدوري الإيطالي مرتين وكان ضمن المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم في 2007 قبل أن يذهب اللقب لزميله كاكا. كما كان بيرلو من العناصر المؤثرة في فوز إيطاليا بكأس العالم 2006. ولا يسجل بيرلو الكثير من الأهداف لكنه أحرز تسعة أهداف في 82 مباراة ليصبح من كبار هدافي التشكيلة الحالية التي تفتقر للاعبين يملكون سجلاً مميزاً في هز شباك المنافسين. ولا يتحدث بيرلو خارج الملعب كثيراً ونادراً ما يجري مقابلات أو تظهر ابتسامته وقال اللاعب صاحب الشعر الطويل «قيدت نفسي بين غرفة الملابس والملعب وهذه حدودي.» ويتجنب بيرلو الظهور التلفزيوني وليس لديه صفحة رسمية على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ولا يملك موقعاً إلكترونياً أو حساباً على موقع تويتر ليعطي معنى جديدا للاعب البعيد عن الأضواء.
بيرلومايسترو الكرة الإيطالية
05 يونيو 2012