توانى تلفزيون البحرين عن نشاطه المعهود وقت الأزمة، وتلاشت كل البرامج السياسية الصريحة التي قد تغيض فئة ولكنها بالمقابل كانت توعي فئة أخرى بحاجة لمن يثقفها، ويؤكد لها الأخبار الصحيحة ويكذب الإشاعات المغرضة.لا أحد ينكر الدور الفعال الذي لعبه التلفزيون المحلي في وقت الأزمة، وكيف التفت حوله قلوبنا المتعطشة لكل ما يهم البلد وأمنه واستقراره. لكن بعد ذلك، غابت عنا تلك الأداة الفعالة وعاد الشعب إلى حيرته مرة أخرى، وخصوصاً أن القنوات الإيرانية في المقابل كانت ولازالت تبث سمومها وتحرض على زعزعة أمن البلد، والمواطن الشريف غاب صوته مرةً أخرى في وسط هذه الضوضاء.غير أن بصيص الأمل عاد مرة أخرى بعد إعلان هيئة الإذاعة والتلفزيون عن توقف بث قنواتها على قمر عربسات وانتقالها من يونيو المقبل إلى باقة النايلسات، في تصريح من رئيس الهيئة على تويتر، الذي أرجع السبب إلى استياء الهيئة من سياسة إدارة القمر حيث وجهت الهيئة لها خطابات عديدة لوقف تجاوزات القنوات الإيرانية لما تبثه من إساءات ضد البحرين والمملكة العربية السعودية، وتشويه للدور الحيوي لقوات درع الجزيرة. وخص بالذكر قناة العالم الإيرانية التي لاتزال تبث سمومها الطائفية والتحريضية ضد مملكة البحرين ودول الخليج. حيث تهربت إدارة عربسات من مسؤوليتها بذريعة أنها متعاقدة بشكل غير مباشر أو ضمن الباقة المستأجرة من إيران لتغطية البحرين وأجزاء من الخليج.إن خطوة كهذه لها انعكاسات إيجابية على أبعاد عدة، فموقف احتجاجي بهذه الطريقة القانونية الحضارية يعد نقطة تحسب لصالح الهيئة، خصوصاً وأنها لم تقابل الإساءة بالإساءة، بل فضلت اللجوء إلى القانون والطرق الحضارية في الاحتجاج والرفض والتعبير عن الرأي. كما إن المواطن البحريني ضاق ذرعاً وهو يرى القنوات الإيرانية تتمادى في معاداة البحرين ودول الخليج وبث الإشاعات وعدم احترام رموز البلد وتحريض الشباب على زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، بدون أي موقف صريح وواضح من الهيئة. والآن نرى ثمار الصبر جُنيت، ونتمنى أن تعقب هذه الخطوة خطوات أخرى في مجالات عديدة تحد من الخطر الصفوي على مملكة البحرين وتجعل من صوتنا مسموعاً واحتجاجنا أمراً معتبراً.نسيبة عصام الشروقيطالبة إعلام بجامعة البحرين