ليس هناك دين احتفى بروح الانسان وجسده وكرامته والمحافظة عليهم مثل الإسلام. دون تفرقه أو تميز أين كان هذا الانسان فجميعهم سواسية العبد والسيد ،الغني والفقير كما جاى في الحديث الصحيح ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ..)) أذن من هنا نبتدي فمنذ أكثر من خمسة عشر قرنا أرسى الإسلام قواعد تحرم أذيت الجسد أو أذيت أي إنسان وقد حداد علاقة الإنسان بل انسان ، سابقا بذلك كل المفاهيم الحقوقية المعاصرة التي تتحدث عن المحافظة على حقوق الانسان وتحقيق العدل والمساواة . وهي في الحقيقة مجرد شعارات براقة أكثر منها مفاهيم يلتزم البشر بتطبيقها.والإنسان وكرامته في نظر الإسلام صنوان، وهما وجهان لعملة واحدة تتحقق بهما حياة الإنسان وكيانه المادي في كل مظاهر الحياة. ولهذا كان من الضروري – من وجهة النظر الإسلامية – أن يتحمل كل فرد من بني آدم أمانة المسئولية في خلافته الشرعية؛ ليسهم في عمارة الأرض ويسعى فيها بالإصلاح والخير، ويحافظ على التوازن الطبيعي في الكون.ومن المعروف أن قواعد الدين الإسلامي وأحكامه تسعى لإسعاد الإنسان والمحافظة على صحته وسلامته وحماية ، وتحقيق التوازن بين متطلباته واحتياجاته فعلية واجبات وله احتياجات ليستطيع العطاء والتغلب على كل ما يواجهه من مشكلات في الحاضر والمستقبل. ولهذا فإن علينا كمجتمعات خليجية الاستفادة من الإرث الروحي والقيم التي أقرها الإسلام في التعامل مع الانسان ،. وأن لا نجعل من حقوق الانسان والعمال التي يتشدق بها الغرب « ويفتل عضلاتة نحونا » عند كل حادث هنا أو هناك ليعلموا أن ديننا سباق في المحافظه على حقوق الانسان وأن نعمل على شرح التعاليم الإسلامية لتحقيق المحافظة على حقوقه التي جعلها الغرب شماعة يكيد بها للدول العربية خاصة والإسلامية عامه وتكون رسالة للعالم ومعتنقي الأديان الأخرى. فالمسلم يعبد الله عن طريق الإحسان إلى مخلوقاتة وعدم الإفساد في الأرض. وقد دخلت امرأة النار في هرة لم تحسن إليها بل حبستها ومنعتها أن تأكل من خشاش الأرض، ودخلت الجنة بغيا من بغايا بني إسرائيل لأنها أحسنت إلى كلب سقته الماء في موقها... أن موضوع العمالة الوافدة من أكثر المواضيع تعقيد في منطقة الخليج العربي بأكملها. وبلا خص الاسيوية وتحديدا العمالة التي تعمل تحت أشعة الشمس الحارقة سوف أتناول هذا الموضوع من عدة جهات الاول وهو الحكومي وبالتحديد «حكومة البحرين »فقد كان لها قرار صارم« وأنساني » بخصوص منع عمل هذه العمالة في ساعات الظهيرة في شهري ؛يونيو و أغسطس ؛ ومن يخالف هذا القرار سوف يلاقي اشد الجزاء...وهذه خطوة متقدمة و جد أنسانية ولكن لا باس بمزيد من التشديد على من يستقدم هذه العماله في توفير لها السكن الملائم وتحسين ظروف عملها ..؛ ومن جهه ثانية وسوف أو اكد هنا أنه« البعض» وليس الجميع من من يقوم بستقدام هذه العمالة باعداد كبيرة قد تصل للعشرات حيث يخصصون لهم أردا المساكن ويكدسونهم في غرف ضيقة وكم سمعنا عن حرائق شبت في غرف نومهم ذهب ضحيتها العشرات ولعل آخرها ( الحريق الذي ذهب ضحيته عشرة عمال في الرفاع ) وليس هذا فقط فلا يمر يوم دون أن نسمع أن عامل سقط هنا وعامل أختنق هناك الى أخر هذه الاحداث ....... فالى أرباب هاولا العمال ؛ خافو ربكم في ضعفا لا حول لهم ولا قوة فقد تحملوا كل هذه المشاق لاجلنا فلولاهم لما عمرنا أبراجنا ومهدنا طرقاتنا وبنينا جسورنا ؛ فها هي أجسادهم تحترق تحت أشعة شمس خليجنا الحارقة وبازهد الرواتب ؛ وأدنا الحقوق. الصورة الثالثة التي ودادت الإشارة اليها وهي الأجمل والاروع حيث أشاهدها بأم عيناي كل يوم.. ففي المنطقة التي أسكنها هناك عمال يقومون بحفر الشوارع لاستكمال مشروع مجاري الحي؛ وفي لفتة تستحق التوقف عندها ، حيث يقوم رجل قد يتجاوز عمره ( السبعون عاما ) كل يوم في ساعات الظهيرة وبرفقته أحفادة الذي لم تتجاوز أعمارهم السادسة بحمل ما تيسر لهاولا العمال من مشروبات باردة وفاكهة لعل السان يعجز في وصف تلك اللحظات التي يمدون أيديهم لهاولا العمال ...... ولكن تظل هذه هي روح البحريني العربي المسلم الأصيلة ففي هذه الا جسد المؤمنة الملتزمة بتعاليم ديننا الحنيف تسكن أرق الارواح وأنبلها فلسنا بحاجة لمنظمات حقوق إنسان أو قوانين دولية لتعلمنا معنا الرحمة و الرأفة فديننا الحنيف هوا الرحمة بذاته ؛ فتحية لكل عامل يعمل في هذا الصيف تحت أشعة الشمس من عمال حفريات ؛ بلدية ؛ عمال محطات الوقود ؛ عمال بناء ؛ و من يقومون بحفظ النظام .. الى أخر القائمة من من يعملون بعيد عن المكاتب المكيفة لكم كل تحية وتقدير وندعو الله أن يجعل كل قطرة عرق تسقط من أجسادكم ( برد وسلام ) عليكم في الدنيا والآخرة..