شهدت الدراما التلفزيونية المحلية في نهاية التسعينات وبداية الألفية تطوراً ملحوظاً، حتى خلنا أنها صارت منافساً للدراما الخليجية -الكويتية تحديداً- وأثبتت نفسها على المستوى الخليجي والعربي، من خلال حصدها ثلاثين جائزة وشهادة عربية وخليجية، إلا أنها عادت لتشهد تراجعاً في إنتاج المسلسلات، على الرغم من أنها وضعت رجلها على السلالم الأولى وارتقتها بخطى ثابتة، فما هي الأسباب التي أدت لذلك ولماذا؟؟ لقد أثبتت المسلسلات البحرينية نفسها وصارت تستقطب ليس الجمهور المحلي فقط بل الخليجي والعربي، وحُفِرَتْ أسماء تلك المسلسلات في ذاكرة المشاهد، على الخصوص مسلسل سعدون ونيران الذين استطاعا أنْ يجذبا الكبار والصغار ليتسمروا أمام الشاشة، ويستمتعوا بتلك الدراما الجملية، التي أجاد الكتّاب في صياغتها والممثّلون في تجسيدها، وأصبحوا يطمعون في تقديم أعمال توازيها أو تتفوق عليها، إلا أن آمال المشاهدين خابت، فبدلاً من أنْ نرى وجوه فنانينا وإبداعهم ومخرجينا وتميّزهم في أعمالنا المحلية صرنا نراهم في أعمال خليجية، وهذا ليس نقصاً أو عيباً، ولكنه عتب من جمهور محب يريد لها الانطلاق من المحلية إلى الخليجية ومن ثمَّ إلى العربية.مازلنا نترقب الجديد ونشتاق للأعمال التراثية التي تعكس واقعنا البحريني وبيئتنا، وتناقش قضاينا المحلية وتطرحها برقي وتميّز ورؤية جديدة، وتحفر في ذاكرة الجيل الجديد اسمها، كما استطاعت أنْ تحفرها في ذاكرتنا. نريد من كتّابنا وفنانينا إعادة الروح للدراما المحلية ، فقد اشتقنا لرؤية وجوه بحرينية جديدة، ومواهب تثبت نفسها وتشق طريقها لتنافس وتتفوق وتصنع علامة فارقة في تاريخ الأعمال المحلية، لتنطلق بعدها إلى النجومية الخليجية والعربية، فلهذا نقول: أعيدوا عصرنا الذهبي.معصومة سيد سعيد طالبة في قسم الإعلام بجامعة البحرين