كتب ـ حسين عيسى: قال النائب جاسم السعيدي إن رجال الأمن تعاملوا مع أحداث البحرين بسياسة ضبط النفس، ووفقاً للضوابط والقوانين المحددة والمعايير والاتفاقات الدولية ذات الصلة، في مواجهة فئة حاولت اختطاف البلاد لمصلحة أجندة إيرانية لم تعد خافية. وأضاف لدى تكريمه عدداً من مصابي قوة دفاع البحرين ورجال الأمن الشرطة، أن هؤلاء حفظوا أمن البلاد واستقرارها، وذادوا عن تراب الوطن ضد طهران ونظام الولي الفقيه. ونبّه السعيدي إلى أن رجال الأمن كانوا قلعة صامدة بوجه كل من حاول المساس بأمن الوطن وسيادته على أرضه، ومنعوا جر البلاد لأتون حرب طائفية بين كافة مكوناته ومذاهبه وأطيافه. وأوضح أن قوات درع الجزيرة دخلت البحرين في مرحلة حساسة من عمر مخطط الإرهاب والتآمر، مشيراً إلى أن أضلع مثلث التآمر شكلتها إيران وأمريكا وإسرائيل، وسعت لتطبيقه على مدار 30 عاماً. وأضاف أن استهداف رجال الأمن إبّان أحداث البحرين الأخيرة، واستمرار عيسى قاسم بدعواته التحريضية ضد عناصر الأمن والمواطنين الآمنين، وإصداره فتوى “اسحقوهم”، محاولة يائسة لجر البلاد للاحتراب الطائفي والفتنة المذهبية، لافتاً إلى أن فتوى قاسم دفعت أطرافاً بالمعارضة إلى سلوكيات عنيفة من استهداف الشرطة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وغلق الطرقات وتهديد حياة المواطنين والعامة. وقال السعيدي إن تكريم أبناء الوطن يأتي تقديراً لجهودهم وتضحياتهم فداءً لترابه وصوناً لمكتسباته ومنجزاته، لافتاً إلى أن ولائهم للقيادة ووقفهم ضد مخطط التآمر والفتنة هو عين الانتماء الصادق للوطن وأبنائه. ودان السعيدي تصريحات المعارضة المستمرة ضد المجنسين امن أبناء البحرين، متناسين أن زعيمهم وقائد “ثورتهم” المزعومة عيسى قاسم جنّس هو الآخر عام 1962، وتساءل “كيف يطالب قاسم وأتباعه بطرد المجنسين وهو نفسه منهم؟”. ونبّه إلى أن سفير إيران لدى البحرين لعب دوراً لافتاً في دعم الاحتجاجات بكل الوسائل الممكنة، وثبت تورطه والسكرتير الأول في انتهاكات طالت الأبرياء عملاً بمشورة الولي الفقيه، مضيفاً “رغم صغر حجم البحرين وعدد سكانها المحدود، إلا أنها تغلبت على إيران وأتباعها وخلاياها النائمة في المملكة بتضافر جهود المخلصين من أبنائها”. وأكد السعيدي أن البحرين دولة عربية إسلامية مرتبطة بمنظومة مجلس التعاون الخليجي والأمة العربية، مستنكراً ادعاءات إيران أن البحرين المحافظة رقم 14 لجمهورية الولي الفقيه. ونفى أن تكون البحرين تابعة للإمبراطورية الفارسية في يومٍ من الأيام، عاداً محاولات عمائم إيران وأتباع الولي الفقيه لاسترجاعها لأحضان دولتهم الصفوية انتهاكاً للسيادة الوطنية وخرقاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية. وقال السعيدي إن تاريخ البحرين يؤكد تمسكها بعروبتها وارتباطها الكامل بالأمة العربية الإسلامية وخاصة بمنظومة دول التعاون، داعياً إلى سرعة تكامل دول الخليج العربية في كيان جامع موحد، في ظل مشتركات التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والعادات والتقاليد والأحلام والرؤى والتوجهات، درءاً للتدخلات الخارجية ومحاولات النيل من السيادة وطمس الهوية الخليجية. وأضاف السعيدي أن البحرين دولة عربية مسلمة كاملة السيادة على أرضها وحدودها الجغرافية ومياهها الإقليمية، داعياً دول العالم وفي مقدمتها إيرن والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى احترام سيادة البحرين وفقاً لما هو منصوص عليه بالمواثيق والنظم الدولية. وأردف “من يجرؤ على الاعتداء أو التدخل بشؤون البحرين خاصة والخليج العربي عامة، يجد أمامه جنداً بواسل على أهبة الاستعداد لردعه ومجابهته”. وأعرب السعيدي عن اعتقاده أن الاتحاد بين البحرين والسعودية محسوم، وعلى باقي دول مجلس التعاون الالتحاق بالمنظومة الاتحادية، والوقوف وقفة رجل واحد أمام إيران وأطماعها التوسعية في أرضنا ومياهنا وثوراتنا النفطية، لافتاً إلى أن مساعي طهران لضم أراضٍ عربية لجمهوريتها لم تفتر على مر التاريخ والأزمان، وأن دول الخليج قادة وشعوب مدعوون للتكاتف درءاً للمطامع الإيرانية. وقال “مخطئ من يتربص بالبحرين شراً ويحاول اللعب على الوتر الطائفي، في ظل تلاحم مجتمعي وتعايش سلمي ميّز البحرين وشعبها على مر العصور”، مؤكداً “مصيرنا مشترك وعدونا واحد والوحدة سبيلنا لكيان جامع يشكل قوة عسكرية وسياسية واقتصادية يُحسب حسابها إقليمياً وعالمياً، وصولاً إلى أهدافنا المبتغاة في دولة قوية مرهوبة الجانب، تنعم بالأمن والأمان بين مكوناتها على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم وأعراقهم”. وأوضح أن قضية البحرينيين واحدة وهمهم مشترك، ويتمثل بالتدخلات الإيرانية السافرة بشؤون المنطقة، والسعي لردعها بقوة القلوب وتآلفها واتحاد القوات المسلحة الخليجية المشتركة للدفاع والتصدي لملالي إيران وقم وطهران، مؤكداً أن الولي الفقيه مازال على تواصل مع وكيله في البحرين عيسى قاسم، وهو أمره بإصدار فتوى “اسحقوهم”، وتطبيق خادمه الأول علي سلمان المهام الموكلة إليه والسعي لإقصاء كافة فئات المجتمع. وقال إنه بعد إعلان دول مجلس التعاون الخليجي مشروع الاتحاد، رفضت المعارضة البحرينية المبادة، وأدانتها وتظاهرت ضدها بكل ما أوتيت من عزم وقوة، موضحاً أن خير شاهد لترابط “الوفاق” مع الولي الفقيه، تزامن احتجاجاتها مع تظاهرات مماثلة خرجت في طهران ونادت برفض الاتحاد. وأضاف أن “الوفاق” في احتجاجاتها الأخيرة ضد المشروع الوحدوي، رفعت أعلام إيران وصور خامنئي ومعممي طهران وقم والولي الفقيه، وتساءل “أية وطنية هذه وأي مطالب يبغيها هؤلاء؟”. وقال السعيدي “هل تعتقد المعارضة البحرينية أنها بتظاهراتها المستمرة ستصل إلى سدة الحكم، خاصة أن المتضررين هم أنفسهم المتجمهرين والخارجين عن القانون، ممن يُستغلون من قبل الولي الفقيه وعمائم إيران لاستهداف وطنهم وأبنائه”، مبيناً “لن ولم يحصد هؤلاء ثمار تعليمهم وعلاجهم لصالح المملكة، بل سيدخلون السجون جراء ما ارتكبوه من أعمال جرمية يعاقب عليها القانون البحريني والدولي”. وأضاف “علينا كشعب بحريني أن نضع رجال الأمن في قلوبنا لما قدموه للوطن، ومن يعمل ليل نهار هم رجال العسكر الشرفاء، ومن يسعى لإقصائهم هم “الوفاق” وعيسى قاسم وخادمه المقرب علي سلمان، الذين يعملون على هدي أجندات خارجية لا تريد الخير للبحرين وأهلها، وإنما يريدون الشر لإقصاء الطائفة السنية الكريمة”. واجب التكريم من جانبه أكد كمال النجدي رفضه للتدخلات الإيرانية بشؤون المنطقة، مشيداً بجهود رجال الأمن الشرفاء لما قدموه لأبناء الوطن ووقوفهم ضد محاولات اختطاف المملكة، معلنين تجديدهم الولاء الكامل للقيادة وتراب الوطن. ودعا النجدي القيادة الحكيمة وفي مقدمتها جلالة الملك المفدى والقائد العام لقوة دفاع البحرين ووزير الداخلية إلى تكريم رجال الأمن تقديراً لتضحياتهم الجسيمة خدمة للوطن وأبنائه، موضحاً أن إقصاء طائفة لأخرى لن يكون في صالح الوطن، إنما يصب في مصلحة دول طامعة بثروات المملكة. وقال إن على عيسى قاسم أن يتقي الله بأبناء الطائفة الشيعية والمكونات الأخرى في المجتمع، وألا يدخلهم في نفق مظلم ويكون هو محور التخطيط لما يُرتكب من جرائم جنائية. وأضاف أن تكريم السعيدي لرجال الأمن يعطيهم دفعة معنوية كبيرة للتحديات المستقبلية، خاصة في ظل استمرر إيران بمحاولاتها للدخول مع البحرين في حرب إعلامية، وتمسك طهران بموقفها باعتبار البحرين محافظة من محافظاتها. البحرين عربية إسلامية بدوره أوضح رائد العسكري أن حماية قوة دفاع البحرين لمنشآت البحرين الحيوية وممتلكاتها، يذكره بدخوله حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران مقاتلاً بصفوف القوات المسلحة العراقية، لافتاً إلى أن ما قدمه أبناء البحرين لوطنهم وفي مقدمتهم القوات المسلحة البحرينية كان مفخرة للنجاح العربي المشترك، وإعلان رفضهم لتداعيات الثورة الخمينية خير دليل على تمسك البحرين بعروبتها وقوميتها ودينها الإسلامي. وأضاف أن تكريم العسكر في مجلس السعيدي لن ينسى، باعتباره شعار فخر لما قدمه رجال الأمن للوطن، خاصة أن البحرين تعتبر البوابة الشرقية للأمة العربية، داعياً الجهات المعنية للحفاظ على الوطن ورفض التدخلات الإيرانية بشؤونه السيادية. من جهته أشار د.موفق الدليمي إلى أن تكريم رجال الأمن واجب وطني نعتز به لما قدموه من تضحية لتراب البلد، وأنه يجب أن يكرم أهل الواجب على واجبهم، وهذا ما يفتخر به المواطن المسلم حين يؤدي واجبه المنوط به، والواجب هو الدفاع عن الدين والوطن. وقال “بعد إعلان الاتحاد لن تكون لدولة جرأة التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة، نظراً للقوة العسكرية التي تتمتع بها دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، وقوتها الاقتصادية العملاقة، والعلاقات الاجتماعية الرابطة بين الخليج ودول العالم. ولفت عبدالله عبدالرحيم إن “الفخر برجال الأمن غايتنا وعزيمتنا لما قدموه للوطن”، مضيفاً “من ضحى بنفسه فداءً للوطن، فالأولى تمييزه عمّن خان الوطن، وتكريمه ووضعه بالمكانة التي يستحقها”. وأكد أن القوات المسلحة صاحبة ولاء مطلق للوطن وقيادته الحكيمة وأبناء شعبه، ويعدون الخروج عن القائد أو ولي الأمر معصية لدين الله عز وجل. ودعا أبناء إيران المقيمين في البحرين أمثال عيسى قاسم وزمرته الخارجة عن القانون، إلى مراجعة أنفسهم والذهاب من حيث أتوا، بعد انكشاف مخططهم التآمري وفشله. من جهته، قال خالد عبدالله إن الاتحاد الخليجي تدعيم لقوة دفاع البحرين، وصمام أمان لثروات الخليج العربي، داعياً الجهات الأمنية إلى أخذ تدابير الحيطة والحذر لدى توظيف العساكر والملتحقين بالسلك الأمني، والتأكد أن يكون ولاؤه للوطن أولاً والقيادة ثانياً، موضحاً أن المخطط المشترك بين إيران وأمريكا وبريطانيا لإيصال المعممين لسدة الحكم حبطت بقوة وعزيمة دول الخليج العربي، وسعي القوات الغربية للضغط على البحرين إعلامياً لن تصل لمبتغاه، في ظل توحد الأمة العربية عامة ودول الخليج خاصة لردع هذه الضغوطات والتصدي لها.