كتب ـ حذيفة يوسف - المثنى لوري:دعا سياسيون إلى ملاحقة دعاة الفتنة ومحرضي الأطفال على العنف والإرهاب، وقالوا إن "ملاحقة هؤلاء وإنزال أشد العقوبات بحقهم حماية لجيل كامل من الشباب”.وطالب السياسيون بسن قوانين تحمي الناشئة، ودراسة دوافع ارتكابهم الأفعال الجرمية، وإنشاء مراكز تحتضن الشباب المغرر بهم وتوجه طاقاتهم نحو خدمة المصلحة الوطنية العليا.ونبّهوا إلى ضرورة تضمين المناهج الدراسية مقررات تناهض العنف، وإشراك الأطفال بأعمال خدمة المجتمع، داعين إلى إعداد برامج تأهيلية لبلورة فكر الناشئة وتحذيرهم من أمور تندرج تحت ثقافة التأجيج والحض على العنف.وقال السياسيون إن إنكار "الوفاق” تمويلها الأطفال مقابل تنفيذ العمليات الإرهابية تدحضه الأدلة والبراهين المثبتة، مشيرين إلى أن تشديد العقوبة بحق المحرضين ضمانة حماية المجتمع وشبابه من التعصب الطائفي.ودعوا الدولة إلى التضييق على رعاة الفكر المتطرف حماية لأمن البلد وصوناً لاستقراره ودرءاً للفتنة المذهبية بين أبنائه، مؤكدين ضرورة إغلاق البؤر الإعلامية المحرضة على العنف ونشر ثقافة الإرهاب بصفوف الشباب. قنوات التحريض والفتنةودعا المحلل السياسي د.رائد الجودر إلى ضرورة تشديد القوانين حول استغلال الأطفال بأعمال عنيفة، سواء بإغرائهم بمبالغ مالية أو بوازع ديني والزج بهم في أعمال إرهاب وتخريب، مضيفاً أنه ينبغي وضع صياغات قانونية تسمح للجهاز القضائي بإنزال أشد العقوبة على الهيئات أو الأفراد المتورطين بالتحريض، وإنزال عقوبة لا تقل عن 10 سنوات بحقهم، باعتبار وجود هؤلاء نخراً في أساسات المجتمع.وأوضح أنه ينبغي تشديد الرقابة على التجمعات الشبابية والأندية والمنابر، وكافة القنوات التي يتلقى منها الشباب الوعي والتثقيف السلبي وخاصة الإعلامية منها، مطالباً بإغلاق تلك البؤر حتى لا يسمح لها بنشر ثقافة الإرهاب وتدمير البلد.وأشار الجودر إلى ضرورة الاستعانة بخبراء لدراسة دوافع ممارسة الناشئة لأعمال عنيفة، ومعالجتها عبر برامج تأهيلية تعيد بلورة فكرهم وتطرح مفاهيم جديدة لتبصيرهم بأمور تندرج تحت ثقافة التأجيج والعنف، وإشراكهم في أعمال خدمة المجتمع كالأعمال الخيرية وتقديم الخدمات لدور الرعاية، وتفعيل دورهم الإيجابي في بناء المجتمع، وتضمين المناهج الدراسية سلوكيات تغيّر من عقليات الأطفال والشباب. وقال "من شب على شيء شاب عليه، فمن ينشأ على ثقافة التدمير والإرهاب من خلال تحقيق رغباته بالقوة، ستكبر معه هذه السلوكيات وينقلها إلى الأجيال المقبلة، ما يدخل المجتمع في دوامة تشوه الجانب الديني وتطعّمه بالإرهاب، ولابد من عدم الاستجابة للإرهابيين، ومحاربة الفكر المتطرف بالفكر الصحيح الوسطي المعتدل، وتقديم صورة مشرقة للإسلام بتوفير الجو الملائم”.«الوفاق» والابتزاز السياسيمن جانبه قال رئيس جمعية الصف الإسلامي عبدالله بوغمار، إن الزج بالأطفال في أعمال الإرهاب يظهر فشل الطرف الآخر في تحقيق مآربه، لذلك مارست "الوفاق” وأعوانها سلعة رخيصة بزج الأطفال والنساء ما دون الـ18 سنة في تلك الأعمال، موضحاً أن هذه التصرفات تضر بمكونات المجتمع كافة، ويُلام هنا أولياء الأمور ممن تركوا أبناءهم لمن يتاجر بمستقبلهم خدمة لأجندتهم.وأوضح أن أسلوب "الوفاق” في الزج بالأطفال بأعمال العنف والإرهاب ابتزاز سياسي، داعياً إلى تطبيق عقوبات رادعة بحق مرتكبيها تتراوح بين المؤبد والإعدام. ولفت إلى أن وسائل الإعلام أظهرت استغلال "الوفاق” للناشئة مقابل دنانير بسيطة من أجل حرق بلد بأكملها، مطالباً الدولة بالتضييق على كل الجمعيات راعية الفكر المتطرف، للحيلولة دون جر المجتمع إلى متاهات صراع طائفي، وضرورة الإسراع في سن قانون يحمي الأطفال ويعاقب من يستخدمهم سلعة سياسية رخيصة.ونبّه إلى ضرورة تسليط الإعلام البحريني الضوء على هذه الآفة، وإفساح المجال أمام الأطفال للإفصاح عما يدور خلف الكواليس بتحريض من بعض القيادات السياسية، داعياً العالم إلى إدراك كيفية تستغل "الوفاق” للأطفال والمتاجرة بمستقبلهم ودمائهم مقابل مكاسب رخيصة.مراكز إعادة التأهيلمن جهته قال عضو جمعية الأصالة إبراهيم بوصندل، إن هذه الوسيلة انحراف خطير وبداية تأسيس جيل بمنتهى الخطورة، باعتبار الشخصية الناشئة على العنف المفرط وحرق الإطارات والكتابة على الجدران والصدام مع الجهات الأمنية وتخريب الممتلكات، لا بد أن تصبح راعية للإرهاب مستقبلاً، ورافضة لمبدأ التعايش السلمي وقبول الآخر. وأضاف بوصندل أن الأفعال الجرمية تؤصل لدى الناشئة طريقة عيش منافية لفئاتهم العمرية، حيث يعتقد الشاب أن مطالبه لا بد أن تتحقق بنهج التخريب والإرهاب. ونبّه إلى أن الأمن لا يتقصر حالياً على توفير الحماية، بل أصبح علماً قائماً بذاته، وعلى الجهات المعنية دراسة هذه الظاهرة السلبية، ودعوة المختصين لحل المشكلة من جذورها وعدم التعامل معها كرد فعل معاكس، ووقاية المجتمع من أضرارها والحيلولة دون ترسيخها ثقافة عامة. ودعا إلى إنشاء مراكز وأندية تحتضن فئة الشباب المغرر بهم، والسعي لحل مشاكلهم والاستفادة من طاقاتهم وتوجيهها فيما يخدم مصلحة الشباب والوطن.إنكار «الوفاق» ليس بمحلهمن جانبه أوضح النائب السابق سعدي عبدالله، أن إنكار "الوفاق” دفعها الأطفال وتمويلهم مقابل تنفيذ العمليات الإرهابية غير مقبول وتدحضه الأدلة.وأضاف أن الأفعال الإجرامية تسبب خراباً للبلد، مبيناً أن استغلال الأطفال ودفعهم لتدمير البحرين وارتكاب أعمال إرهابية جريمة كبرى وانتهاك لحقوق الطفل بالمواثيق الدولية كافة.وطالب عبدالله أهالي الأطفال بالخروج إلى وسائل الإعلام وفضح المخططات الإجرامية لدعاة الإرهاب، ممن يستغلون فلذات أكبادهم مقابل بضعة دنانير. وبين أن دفع الأطفال لنهج العنف وترسيخ ثقافة كراهية الآخر مساق سيء، حيث يستقبل الأطفال المعلومات في صغرهم ويعتمدونها منهجاً مدى الحياة إيجابية كانت أم سلبية، داعياً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية مشددة بحق المخربين والمحرضين.وقال إن ترسيخ النزعة الإجرامية لدى الطفل، ونهجه العنف منذ صغره بدلاً من جلوسه على مقاعد الدراسة انتهاك فاضح لحقوقه، وخروج على مبادئ التربية الصحيحة وقواعدها، مؤكداً أن ممارسات "الوفاق” وأتباعها من المعارضة الراديكالية لم تشهد له دول العالم مثيلاً. وأوضح أن الدول المتقدمة تنحو في هذا المجال منحىً مختلفاً، وعندما يشذ الطفل نتيجة سوء تربية من قبل الأهل أو ارتكابه جرماً، فإن القانون يضعه في دار للإصلاح بعيداً عن ذويه.
Bahrain
سياسيون يطالبون بملاحقة المتورطين بتحريض الأطفال على العنف حماية للجيل
05 يونيو 2012