يحاول مقاتلوا الجيش السوري الحر تهريب المدنيين المحاصرين في بلدة الحفة التي تشهد قتالا عنيفا يوشك أن يتحول إلى مجزرة مروعة للمدنيين بسبب احتجاجات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد.وقال ثلاثة من مقاتلي المعارضة السورية في بلدة الحفة الواقعة بغرب البلاد بحسب وكالة رويترز للأنباء يوم الثلاثاء أن مئات المسلحين الذين انضموا إلى الثورة، المستمرة منذ مارس 2011، يتصدون لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر على بلدتهم الواقعة وسط سلسلة جبال قرب السواحل السورية المطلة على البحر المتوسط.وقال مقاتلون إنهم أبعدوا المدنيين إلى مشارف الحفة مع بدء الحصار المستمر منذ ثمانية أيام لكن هذه المناطق أصبحت الآن في مرمى النيران. وذكروا أن قوات الجيش والميليشيا الموالية للأسد تحاصر المنطقة.وقال مقاتل عرف نفسه باسم أبو الودود: "كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لإخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الأسر الهروب أمس. نحاول إخراج كل الأسر حتى يتمكنوا من الهرب إلى تركيا" على بعد 25 كيلومترا.وبدأت الاشتباكات يوم الثلاثاء الماضي بين مقاتلي المعارضة وقوات الأمن التي تقيم نقاط تفتيش لتشديد قبضتها على البلدة ذات الموقع الاستراتيجي لقربها من ميناء اللاذقية السوري وأيضا من الحدود التركية والتي يستخدمها منشقون لتهريب المواطنين والإمدادات.وتقع بلدة الحفة التي تقطنها غالبية سنية عند سفح جبال ساحلية تتركز فيها الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد.وتحولت الاشتباكات سريعا إلى هجوم من جانب قوات الأمن. وطلب عنان دخول مراقبي الأمم المتحدة إلى الحفة. ويوجد في سوريا فريق من المراقبين لمرافبة اتفاق لوقف إطلاق النار أعلن منذ شهرين لكنه لم يطبق.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له وله شبكة من النشطين في أنحاء سوريا إن 29 مدنيا و23 من مقاتلي المعارضة و68 جنديا قتلوا منذ بدء القتال في الخامس من يونيو الجاري.وأضاف أن عشرات أصيبوا. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن من بين المصابين اثنين من قناة الإخبارية التلفزيونية الموالية للحكومة.وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القوات السورية عازمة على استعادة السيطرة على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وتساءل قائلا "المسألة هي بأي ثمن؟"وقال نشطون إن الجيش السوري تكبد خسائر كبيرة بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة التي يصعب تحريك الدبابات والأسلحة الثقيلة فيها وهو ما يعرض الجنود لهجمات مقاتلي المعارضة.وقال عبد الودود إنه على الرغم من هذه المكاسب تقف وحدات المعارضة معزولة وتعاني من سوء التنظيم نظرا لقطع خطوط الاتصال بشكل متكرر.وقال قائد من الجيش السوري الحر متمركز قرب الحدود التركية إن هناك حاجة عاجلة للمساعدات. وأضاف: "الموقف رهيب. فلتنس الأسلحة الناس محتاجون إلى الدواء والغذاء. كما تعرف نحن في حالة حرب في سوريا. الجيش يمكنه دخول الحفة في دقائق إذا أراد لكنه يريد أن يدمرها بدلا من ذلك".ويتخوف السوريون وأهالي الحفة من مذبحة جديدة قد تحدث في بلدتهم بعد أن نفذ الجيش السوري في الأسابيع القليلة الماضية مذبحتين قتل فيها عشرات المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.