دعا حزب تونسي، رئيس أركان الجيوش التونسية، الجنرال رشيد عمار، إلى التدخل لإنقاذ البلاد من الصوملة، وذلك في دعوة هي الأولى من نوعها تأتي في ظل ما تعيشه البلاد من أعمال عنف ومواجهات أعادت الوضع الأمني في تونس إلى المربع الأول. وقال رئيس الحزب الدستوري الجديد أحمد منصور، في بيان صحافي، إنه ينادي بأن "يتولى الجنرال رشيد عمار مع عدد من شيوخ السياسة النزهاء تكوين هيئة إنقاذ وطني، تُعيّن وزيراً أولاً من الكفاءات يتولى بدوره تشكيل حكومة مصغرة". واقترح في بيانه شخصيات سياسية منها أحمد المستيري، وأحمد بن صالح، والشاذلي القليبي ورشيد صفر، أعضاءً في هيئة الإنقاذ الوطني، فيما اقترح أسماء الشاذلي العياري ومصطفى كمال النابلي لتولي منصب الوزير الأول. وقال إن الحكومة المصغرة التي يدعو إلى تشكيلها "تكون مهمتها تصريف الأعمال، فيما تقوم هيئة الإنقاذ الوطني أيضا بتكليف مجموعة من علماء القانون الدستوري بتطهير دستور 1959 مما شابه من الأحكام اللاديمقراطية، وعرضه على الاستفتاء الشعبي في أجل أقصاه ثلاثة أشهر". واعتبر منصور أنه بالنظر إلى ما آلت إليه الأمور في البلاد، بعد أن "توصلت بعض الأطياف السياسية إلى فرض مسار مختلف خدمة لمصالحها الذاتية، فإن هذا المقترح يؤكد ما يتعين القيام به الآن حفاظا على قيم الجمهورية". النهضة تتراجع أعلن حزب النهضة التونسي وتنظيم سلفي مساء الخميس إلغاء التظاهرات التي دعوا إلى تنظيمها الجمعة تحت شعار "الدفاع عن المقدسات". وأبلغ قيادي في حركة النهضة وكالة "فرانس برس" أن الحركة قررت إلغاء تظاهرة يوم الجمعة "احتراماً للقانون ومراعاة للمصلحة العامة". وفي سياق متصل أعلن تنظيم "ملتقى أنصار الشريعة" السلفي التونسي المتشدد إلغاء تظاهرات لأنصاره كانت مقررة إثر صلاة الجمعة في جميع أنحاء تونس. جاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الخميس، أنها "لم ترخّص لأي مسيرة أو تظاهرة الجمعة، بما في ذلك التظاهرة التي دعت إليها حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس". وقال خالد طروش، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية لوكالة فرانس برس، إن الوزارة "لم ترخص لخروج أي مسيرة أو تظاهرة يوم غد". ويأتي ذلك، بعيد قيام جماعة سلفية متشددة مع حركة النهضة بدعوة التونسيين إلى الخروج في تظاهرات ومسيرات في جميع أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة، للتنديد بما تضمنته لوحات فنية عرضت الأحد الماضي في معرض للفن التشكيلي بمدينة المرسى من "إساءة للمقدسات الإسلامية"، وفقاً لما اعتبرته بعض المجموعات المحافظة. معرض "ربيع الفنون" وكانت أعمال عنف ومواجهات اندلعت بين متظاهرين وقوات الأمن احتجاجاً على عرض لوحات فنية "مسيئة للإسلام" الأحد الماضي في اختتام مهرجان "ربيع الفنون" السنوي بمدينة المرسى، شمالي العاصمة. ومن بين اللوحات التي أثارت حفيظة سلفيين متشددين لوحة كتبت عليها عبارات "سبحان الله" بالنمل، وأخرى تجسم رحلة "الإسراء والمعراج" للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على ظهر "البراق". وقتل شاب سلفي برصاص الأمن وأصيب أكثر من 100 شخص أغلبهم من رجال الشرطة في مواجهات جرت الاثنين والثلاثاء بين الشرطة وسلفيين مدعومين ببلطجية قادوا أعمال عنف وتخريب في مدن تونسية عدة. وفرضت السلطات منذ الثلاثاء حظر تجوال ليلي في 8 محافظات شهدت أعمال عنف وتخريب، واعتقلت حوالي 200 شخص بينهم سلفيون "جهاديون" تورطوا في أعمال العنف والتخريب. ووصفت وزارة العدل "الجرائم" التي ارتكبها هؤلاء بأنها "إرهابية" وقالت إنهم سيحاكمون بموجب قانون مكافة الإرهاب الصادر سنة 2003 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
International
حزب تونسي يدعو الجيش للتدخل لمنع صوملة البلاد
15 يونيو 2012