حذر المجلس الوطني السوري، الذي يمثل التجمع الأكبر للمعارضة، من استعداد النظام لارتكاب مذبحة كبيرة في مدينة حمص التي تتعرض لقصف متواصل منذ أيام، مشيراً إلى أنها تخضع للحصار من 30 ألفاً من الجيش والمليشيات الموالية "الشبيحة،" في حين أشار الناشطون إلى ارتفاع حصيلة قتلى الأحد إلى 60.وذكر المجلس الوطني في بيان أن القوات التي تحاصر مدينة حمص "مدعومة بالأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية ثقيلة ومدافع الهاون وطائرات الهليكوبتر الهجومية."وأضاف أن قوات النظم "تصّعد قصف المدينة بشكل غير مسبوق، وتتوارد الأنباء عن استعدادها لشن هجوم وحشي قد يتسبب بمجزرة كبيرة بحق ما تبقى من سكان حمص الذين لم ينج من سياسة التهجير الطائفي إلا القليل منهم، مستفيداً من انقسام دولي يحقق له الحماية ويمنحه الوقت الذي يريد، يسعى نظام بشار للإجهاز على قلب الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة."وحذر المجلس الوطني السوري الأمم المتحدة، والدول الأعضاء في مجلس الأمن من "مخاطر الاستمرار في الصمت واتخاذ المواقف غير الرادعة تجاه ارتكاب جرائم إبادة وجرائم بحق الإنسان أمام أعين العالم أجمع،" مشيراً إلى قيامه باتصالات مكثفة مع الدول الصديقة للشعب السوري "طالباً منها وقف هذه المذبحة المدبرة، ومطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن حماية حمص والمناطق الأخرى المستهدفة في سوريا."من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة تقوم برصد ومتابعة التحركات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، إن أعداد القتلى ارتفعت إلى ستين، بينهم 40 قتيلاً في ريف دمشق، توزعوا على دوما وعربين والتل والزبداني وحران العواميد وكفربطنا وسقبا وحرستا، بالإضافة إلى 11 قتيلاً في حمص وثلاثة في إدلب، إلى جانب قتيلين في كل من درعا واللاذقية وحماه.يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه بعثة المراقبين الدوليين عن تعليق عملها بسبب الوضع الأمني المتدهور.وكان ناشطون قد اعتبروا أن بعثة المراقبين الدوليين، غير ذات جدوى، ولم تساعد في وقف أعمال القتل اليومية، التي يرتكبها النظام، بحق المدنيين في سوريا.وعبر ناشطون في المعارضة السورية عن "إحباطهم" بشأن فشل المجتمع الدولي في وقف آلة القتل الدائرة في سوريا منذ نحو 15 شهراً، بتوجيه رسالة إلى بعثة المراقبين، التي أرسلت بها الأمم المتحدة إلى الدولة العربية، منذ أواخر أبريل/ نيسان الماضي، جاء فيها: إما أن تفرضوا خطة السلام لوقف حمام الدم، أو عودوا إلى بلادكم.وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في بيان له من مقره بالعاصمة البريطانية لندن الجمعة، إن "المراقبين لم يلعبوا أي دور إيجابي لوقف العنف المتزايد"، فيما أكد رئيس فريق المراقبين، الجنرال روبرت مود، أن العنف المتزايد في البلاد، يعيق عمل فريقه، داعياً "جميع الأطراف"، إلى منح فرصة لبعثة المراقبين.ومنذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، تتحدث جماعات المعارضة عن وقوع أعمال قصف، شبه يومية، على الأحياء السكنية في مختلف المدن السورية، بينما تقول حكومة دمشق إن قواتها تخوض معارك ضد "جماعات إرهابية مسلحة"، في إشارة إلى مسلحي "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.وكان مجلس الأمن الدولي قد حدد مهلة 90 يوماً، كمرحلة أولى، لتقييم نتائج عمل بعثة المراقبين الدوليين، التي وافق المجلس على إرسالها إلى سوريا، والتي بدأت مهمتها بالفعل في 12 أبريل/ نيسان الماضي، لمراقبة التزام كل من نظام الأسد ومسلحي المعارضة، بخطة "النقاط الست"، المقدمة من المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان.
International
سوريا: 60 قتيلاً والمعارضة تحذر من مجزرة بحمص
17 يونيو 2012