كتب ـ عبدالله الهامي:أكدت كتلة الأصالة أن لديها تحفظات كثيرة على زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل مايكل بوسنر وأنها تعدها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للمملكة.وقال أعضاء في الكتلة لـ«الوطن” إن بوسنر يعد المسؤول الأول في الخارجية الأمريكية عن دعم مؤسسات المجتمع المدني الأمريكية وأنشطتها في بلدان الشرق الأوسط لتأليب الشعوب على حكوماتها، ومن بينها الوفاق في البحرين، لذلك فإن جميع تلك المؤسسات في المملكة تديرها الوفاق، كمركز حقوق الإنسان الذي يشرف عليه نبيل رجب.وأضافوا أن أحداً لم يوجه الدعوة إليهم لحضور الاجتماع مما يبين أن الإدارة الأمريكية تقتصر رؤيتها وقراراتها على مؤسسات المجتمع المدني التي خلقتها في المملكة لإحداث الفوضى كما حدث في أزمة فبراير العام الماضي. شق الصف البحرينيووصف النائب علي الزايد زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان بأنها "مرفوضة تماماً”، وعدّها "تدخلاً في الشؤون الداخلية وخرقاً لسيادة البحرين التي يحكمها القانون”، وقال إن تلك الشخصيات الخارجية تأتي لفرض رأيها على النظام البحريني، لذلك نطالب وزارة الخارجية بإيقاف هذه المهزلة التي تتبعها السياسة الأمريكية، التي تظن أنها قادرة على انتهاك سيادة الأعضاء في مجلس الأمن.ولفت إلى أن زيارات بعض الشخصيات إلى السفارة الأمريكية كالسفير الحالي أو السابق، تمثل عدم احترام لخصوصية المملكة في التعامل مع قضاياها، على الرغم من أنها غنيّة عن تلك الأفكار الخارجية، التي تتستر بحقوق الإنسان، إذ إن تلك الحقوق كفلها الإسلام قبل 1400 سنة، ولا تقوى أية أجندة خارجية على إيهام المجتمع البحريني بأنها حريصة على تعزيز ذلك، وليس هناك داعٍ لقدومهم للمملكة للتدخل في شأنها الداخلي.وأضاف الزايد أن مؤسسات المجتمع المدني لها يد في شق الصف البحريني منذ أزمة فبراير العام الماضي، مؤكداً ضــــــــــــــــــــــرورة استغلال الإعلام الخارجي والداخلي من خلال تحريكه بصفة صحيحة لفضح ممولي تلك المؤسسات سواء من الجانب الأمريكي أم الإيراني، لتعزيز الأمن والحفاظ على الوحدة الوطنية من أية تدخلات أجنبية، مشـــــــــــيراً إلى أن من تآمـــــــــــــــــــــروا علـــــــــــى وطنهم ألقوا بأنفسهـــــــــــــــــــــم في أحضان تلك المؤسســــــــــــــات لإثــــــــــــــارة الفتنة في البحرين.وأوضح الزايد أن بوسنر يعد المسؤول الأول في وزارة الخارجية الأمريكية عن دعم مؤسسات المجتمع المدني التي تسعى إلى تأليب الشعوب على حكوماتها وإحداث ما يسمى بالفوضى الخلاقة، مؤكداً أن التفاف الشعب حول القيادة سيفوّت الفرصة على تلك الجهات كما فوتها عليهم من قبل.وأشار إلى أن يد أمريكا ملطخة بانتهاكات حقوق الإنسان منذ تأسيسها على أنقاض السكان الأصليين "الهنود الحمر”، علاوة على احتلالها العراق وتعاملها السيئ مع الشعب العراقي. إقصاء مكونات الشعبمن جهته قال النائب خالد المالود إن الأصالة لديها تحفظ كبير على الخطوات التي اتخذها بوسنر كاجتماعه مع المعارضة فقط واعتراضه أيضاً على أحكام القضاء البحريني، مما يظهر رغبة أكيدة للإدارة الأمريكية بالتدخل في الشؤون البحرينية ووقوفها جنباً إلى جنب مع كل من يثير الفتنة في الشرق الأوسط، وبالأخص الوفاق في البحرين.وأوضح أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لم يجتمع مع مكونات المجتمع البحريني كافة، وإنما اجتمع مع مكون واحد، لذلك لا يحق له أن يبني على ذلك رغبة أو رؤى تتمثل بإقامة حوار شامل يمثل جميع الأطراف.وشدد على أن الأصالة مازالت تؤكد رغبتها كجمعية سياسية أن يكون الحوار المأمول لإنهاء الأزمة محلي الصنع وشاملاً لجميع المكونات من دون إقصاء أي طرف.ولفت المالود إلى أن الإدارة الأمريكية كثيراً ما تعتني بمؤسسات المجتمع المدني كونها الداعم لها في المملكة، إذ إن مركز حقوق الإنسان يرأسه نبيل رجب وباقي المؤسسات ترعاها الوفاق، متسائلاً: أليست الجمعيات السياسية والأهلية منضوية تحت مؤسسات المجتمع المدني؟ فلماذا لا يتم التوافق معها حول القرار السياسي لمملكة البحرين؟وقال: إن أمريكا تنظر إلى تلك المؤسسات من خلال المنظار الأمريكي الذي تريد أن ترى منه ما يوافق هواها، لذلك فإنها تتعاون مع الأطراف التي تسهم في نشر الفوضى.وأضاف المالود: إن اهتمام بوسنر بمؤسسات المجتمع المدني يعكس تصريحات الوفاق حول ما يسمى بالحوار، إذ إن كثيراً من المبادئ التي قام عليها حوار الوفاق ينطلق من منطلقات أمريكية، بأن يقتصر على الحكومة ولا يضم بقية المكونات من الذين تصفهم بأنهم "عملاء النظام”، وهذا ما نرفضه بنحو قاطع.ونوّه إلى أن الأصالة لم تصل إليها أية دعوة للاجتماع مع بوسنر، مؤكداً أن المملكة لديها كفاءات قادرة على إيجاد حل سلمي لأي أزمة، لذلك فالبحرينيون لا يفضلون الحلول المستوردة من الخارج للخروج من هذه الأزمة، وخصوصاً من بعض المحسوبين على الإدارة الأمريكية الذين لا يُطمئن إلى نواياهم. إثارة الفتنة في المملكةووصف النائب عدنان المالكي اجتماع بوسنر مع المعارضة بأنه "مخالف قانوناً”، وقال: إن من الملاحظ أن أمريكا تدعم هؤلاء بتصريحاتها ولقاءاتها وتظهر ميلها الزائد لهم، متسائلاً لماذا يقتصر تركيزها على البحرين دون بعض الدول الأخرى التي تعمّها الفوضى؟وأضاف أن المملكة تواجه خطراً كبيراً تمثله هذه التدخلات المتزايدة، وأن على وزارة الخارجية البحث وراء ذلك وعدم السماح لأي مسؤول من دولة أجنبية أن يلتقي مكونات الشعب من دون وجه حق، مؤكداً أن مجلس النواب كجهة تشريعية والأصالة كجمعية سياسية يرفضان ذلك. وأضاف أن بوسنر يهدف إلى إثارة الفتنة في البحرين من خلال اجتماعه بفئة دون الأخرى وتلك خطة واضحة ومرسومة من الإدارة الأمريكية التي أشعلت الفتنة في اليمن والعراق بالادعاءات نفسها، منوهاً إلى أن أمريكا تهدف إلى استخدام البحرين كبوابة رئيسة للوصول إلى دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وأن من واجب وزارة الخارجية وضع حد لذلك.