تتعرض بلدات وقرى ريف دمشق لأعنف حملة عسكرية من قبل قوات النظام السوري منذ مطلع الأسبوع الماضي، أسفر عنها مقتل وجرح المئات، وتخللها ارتكاب مجازر جديدة في مناطق الغوطة الشرقية. وقال نشطاء وشهود عيان ومصادر في الجيش السوري الحر إن معظم مناطق ريف دمشق تشهد قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة وسط حملات اعتقال وإعدامات ميدانية، لاسيما في المناطق الشرقية من ريف دمشق التي تتمركز فيها جماعات الجيش الحر، وتعيش مواجهات يومية هي الأعنف بين عناصر الحر وقوات النظام. وبحسب لجان التنسيق المحلية، فإن القصف الذي وصف بـ"الأعنف" تركز على معظم أحياء الغوطة الشرقية التي يتمركز فيها الجيش الحر مثل دوما وحرستا وسقبا وحمورية وحران العواميد ودير العصافير والمليحة، وترافق مع إعدامات ميدانية ومجازر جماعية وحملات اعتقال.
مجازر جديدة
وتحدث ناطق إعلامي باسم اللجان عن سقوط 17 قتيلاً بينهم أطفال في سقبا السبت، جراء ذبحهم بالسكاكين، لافتاً إلى سقوط ضحايا آخرين من شبان حمورية قبيل أيام بنفس طريقة الذبح. ومن جهته ذكر مصدر في الجيش السوري الحر بدمشق وريفها أن الحملة بدأت بعد تزايد وتيرة الاشتباكات التي امتدت إلى العاصمة خلال الأسابيع الأخيرة. وأوضح أبومعاذ (اسم حركي) الناطق باسم كتائب الصحابة التابعة للجيش السوري الحر، أن عدة أحياء في دمشق وريفها شهدت اشتباكات شبه يومية خلال الأسابيع الأخيرة ومُني فيها النظام بخسائر فادحة، ما دفعه لشن تلك الحملة التي امتدت إلى أحياء المزة وكفرسوسة في العاصمة باستعمال المدرعات والآليات العسكرية والمصفحات ومئات الجنود، حيث جرى مداهمة معظم منازل بساتين المزة وكفرسوسة وشن حملة اعتقالات واسعة. وأكد المصدر أن مناطق الغوطة الشرقية لازالت تشهد اشتباكات عنيفة يومياً، أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف جيش النظام. إلى ذلك أكد شهود عيان أن مدن قدسيا والزبداني وبعض المناطق الأخرى في المنطقة الغربية بريف دمشق تعرضت لقصف بقذائف الهاون على الأحياء السكنية ما أدى إلى وقوع العديد من الجرحى بعضهم بحالة خطرة. وذكر الشهود أن 6 قذائف سقطت وسط الأحياء السكنية في قدسيا المكتظة بالسكان خلال أمس السبت، ما أدى إلى سقوط جرحى، وتعرض بعض المنازل والسيارات لأضرار جزئية. وسط ترجيحات بسقوط قتيل واحد على الأقل جراء القصف. كما أكدوا حصار المدينة من عدة محاور، معبرين عن تخوفهم لاقتحامها في أب لحظة. وفي الزبداني يعاني الأهالي من سقوط متقطع لقذائف الهاون والدبابات يومياً ما أدى إلى مقتل العديد من أبنائها وجرح المئات، وتهدم عدد كبير من المنازل في المدينة. ووفق لجان التنسيق فإن عدد المعتقلين الحاليين بالأفرع الأمنية والسجون في ريف دمشق يتجاوز 6386 معتقلاً، كما وثقت مقتل 1280 قتيلاً بينهم 123 طفلاً و37 امرأة، وأكثر من 58 شخصاً أعدموا ميدانياً، إضافة إلى أكثر من 50 قتيلاً آخرين سقطوا في أقبية مخابرات ريف دمشق تحت التعذيب منذ بدء الثورة.