أعلن الباجي قائد السبسي رئيس وزراء الئيس التونسي الفار زين العابدين بن علي أمس السبت إطلاق حزب سياسي جديد يستند لمبادئ العلمانية ويسمح لعناصر النظام السابق بالمشاركة فيه.وقال السبسي إن الحزب الجديد سيسعى للتصدي لهيمنة حركة النهضة الإسلامية التي تتولى الحكومة، وفي محاولة لإعادة انتاج النظام التونسي السابق.وتولى السبسي رئاسة الوزراء قبل انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت في أكتوبر الماضي، وذلك بتعيين من الحاكم المؤقت محمد فؤاد المبزع الذي كان أحد رجال الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.أما حركة النهضة فكانت محظورة في عهد الرئيس المخلوع، وقد فازت بأكبر عدد من مقاعد الجمعية التأسيسية إلا أنها لم تسع للاستئثار بالسلطة بل تحالفت مع حركتين وطنيتين أخريتين لتوزيع المناصب الثلاثة؛ الرئاسة ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان.وقال السبسي في اجتماع حضره حوالي 2000 من أنصاره "المشهد السياسي غير متوازن والأحزاب للأسف لم تقدر على لم شملها بشكل كاف لذلك نعلن إنشاء حركة نداء تونس". وتوحدت كثير من الأحزاب العلمانية فيما بينها لكن لم تتمكن حتى الآن من الانتشار بشكل واسع في الأوساط الشعبية والشارع التونسي، نظرا لتصادم خطابها مع المشاعر الدينية للشعب التونسي.وذكر رئيس الورزاء السابق المخضرم (85 عاما) أن حزبه الجديد سيكون مفتوحا للجميع بمن فيهم "الدساترة" و"التجمعيون" في إشارة إلي المنتمين للنظام السابق.ويقول معارضو السبسي إن مبادرته ستمكن أتباع وقيادات حزب التجمع الدستوري المنحل من العودة إلى الساحة السياسية من باب واسع رغم مطالب شعبية لإبعادهم من الحياة السياسية بسبب دورهم في إفساد البلاد ومساندة نظام بن علي الفاسد.وأمام مقر قصر المؤتمرات بالعاصمة حيث عقد الاجتماع رفع عشرات المحتجين الإسلاميين شعارات مناوئة للسبسي تصفه بأنه من فلول النظام السابق وأنه يسعى لإعادته.وردد المتظاهرون هتافات: "لا رجوع.. لا رجوع لعصابة المخلوع" و"عار.. عار يا سبسي رجعت أنت والتجمع" قبل أن تفرقهم قوات الأمن.وتسببت المواجهات الأخيرة بين المتشددين والعلمانيين في استياء في الشارع التونسي، بينما حاولت الحكومة الحد من المواجهات وإرساء الأمن وامتصاص أسباب الغضب. لكن العلمانييين وأنصار الحريات المطلقة دأبوا على التعدي على الدين الإسلامي بشكل استفز الشعب التونسي خاصة المتدينين وذوي التوجه السلفي، وهو ما تسبب في صدامات عنيفة من جانب بعض المتشددين.وقال السبسي الذي قاطعه أنصاره عدة مرات بترديد النشيد الوطني إن أحوال البلاد حرجة للغاية بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وتزايد العنف الديني وتعهد بأن يعيد حزبه إطلاق "الحلم التونسي" من جديد.وأضاف قائلا: "هي حركة ستجمع كل الطاقات والكفاءات التي تحملت مسؤوليات وتلك التي كانت مقصية.. وهي حركة قائمة على برنامج يهدف إلى إطلاق الحلم التونسي من جديد".ويضم حزب السبسي الجديد الطيب بكوش ورضا بلحاج ولزهر القروي الشابي وهم وزراء سابقون في حكومته إضافة إلى عدد من المستقلين الآخرين.وشن السبسي هجوما قويا على الحكومة الحالية قائلا إن الأوضاع ساءت بشكل حاد وأن الحريات تقلصت منذ أن بدأت فترة حكمها بعد فوزها في الانتخابات داعيا إلى إشراك الجميع في "إطفاء الحريق الذي يلتهم البلاد"، على حد زعمه.ورغم أن نظام بن علي دعم العلمانيين واضطهد الإسلاميين، إلا أن العلمانيين يزعمون أن سيطرة الإسلاميين على مفاصل الحكم في تونس يهدد بإعادة الدكتاتورية والتضييق على الحريات. ودأبت حركة النهضة على نفي هذه الاتهامات مؤكدة أنها تضمن كل الحريات وأن هناك تهويلا لما يجري في البلاد بغاية إرباك أول حكومة منتخبة بشكل حر في تاريخ البلاد.وحذر السبسي الحكومة من "الاغترار" بشرعية فوزها الانتخابي مضيفا أن الظرف الحالي لم يعد يحتمل سوى شرعية التوافق بين جميع الأطراف السياسية في تونس للخروج من "النفق المظلم وإعادة الحلم".
حزب علماني جديد بتونس لإعادة إنتاج نظام بن علي و"للتصدي" للإسلاميين
International
حزب علماني جديد بتونس لإعادة إنتاج نظام بن علي وللتصدي للإسلاميين
17 يونيو 2012