عواصم - (وكالات): قتل 37 شخصاً في أعمال عنف في سوريا أمس، في وقت استمر القصف والحصار المفروض من قوات النظام على أحياء في مدينة حمص في وسط البلاد.وأوضح ناشطون أن القصف على عدد من أحياء حمص تواصل أمس. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنياً قتل في حي الخالدية صباحاً نتيجة القصف، كما قتل مدني آخر في أحد أحياء حمص القديمة برصاص قناص، وقتل معارض مسلح في حي كرم شمشم في المدينة إثر اشتباكات مع القوات النظامية. وأظهر شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت سحباً كثيفة من الدخان ترتفع من حي جورة الشياح في حمص، فيما يؤكد صوت مسجل على الشريط أنها "منازل تحترق جراء القصف”، بينما يمكن في شريط فيديو آخر سماع أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الخالدية. وبدت الشوارع مقفرة في الحيين، وسط ركام ودمار كبير في الأبنية التي تحمل آثار فجوات كبيرة، إلى جانب سيارات محترقة أو محطمة في الطريق.كما قتل، بحسب المرصد، ستة مواطنين في قصف وإطلاق نار من القوات النظامية على مدينتي تلبيسة والرستن في ريف حمص. وقال الناشط نضال الحاكم من مدينة الرستن رداً على سؤال لفرانس برس عبر سكايب أن معظم سكان الرستن "هربوا منها” إلى قرى مجاورة، وأن "الكهرباء والماء مقطوعتان” عن المدينة.وأشار إلى أن بعض القتلى الذين سقطوا في القصف "لم يتم دفنهم، لأن المدافن مستهدفة بالقصف أيضاً”. وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان عن تعرض مدينة القصير في محافظة حمص والقرى المجاورة لها للقصف أيضاً أمس.في محافظة حلب (شمال)، قتل ثلاثة مواطنين جراء القصف من القوات النظامية على بلدتي أبين وعندان "التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها”، وتواجه بمقاومة من الجيش السوري الحر.في ريف دمشق، قتل مواطنان في مدينة دوما إثر إصابتهما بإطلاق رصاص. وتعرضت دوما لقصف مركز خلال الأيام الماضية، وأطلق أهلها نداءات استغاثة للحصول على أدوية وعلاجات ومواد غذائية. كما قتل شخص في بلدة مسرابا في ريف العاصمة في إطلاق نار، وآخر في كفربطنا.وذكر المرصد، نقلاً عن ناشطين، أن "قوات الأمن قامت برمي فتى يبلغ من العمر 17 عاماً من الطابق الخامس بعد مداهمة منزله في مدينة داريا، ما أدى إلى مقتله”.وكانت وقعت اشتباكات عنيفة فجراً بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في بلدة المليحة في ريف دمشق. وقتل شاب في إطلاق نار في حي نهر عيشة في دمشق بعد منتصف ليل السبت الأحد.في محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل مواطن إثر إصابته برصاص قناص صباحاً قرب قرية التمانعة.وفي محافظة اللاذقية (غرب)، تعرضت قرى عدة في جبل الأكراد للقصف من القوات النظامية السورية، بحسب المرصد.وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل خمسة أشخاص، أحدهم قائد كتيبة مقاتلة معارضة في اشتباكات، وأربعة آخرون جراء استهداف قوات النظام لموكب تشييع في بلدة البوليل، بحسب المرصد.وأفادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في محيط بلدة بقرص في دير الزور.وقتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من القوات النظامية إثر اشتباكات في ريف دمشق وسهل الغاب في ريف حماة وريف دير الزور وتفجير عبوة ناسفة في ريف إدلب.ومن جهته، دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود الأطراف المتنازعة إلى السماح بإخراج النساء والأطفال والمسنين والجرحى من أماكن النزاع، مشيراً إلى فشل المساعي لإخراج المدنيين من حمص خلال الأسبوع الماضي.وقال مود إن "على أطراف النزاع أن تعيد التفكير في موقفها وتسمح للنساء والأطفال والمسنين والجرحى مغادرة أماكن النزاع دون أية شروط مسبقة وأن تضمن كذلك سلامتهم”، وأضاف أن ذلك يتطلب "إرادة من الطرفين لاحترام وحماية حياة السوريين”. وفي لندن أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن قرار تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا "يعيد النظر جدياً” في قدرة هذه البعثة على الاستمرار في عملها.وقال الوزير في بيان "آسف لاضطرار بعثة الأمم المتحدة إلى تعليق دورياتها وتقييد حركة أعضائها بسبب تفاقم العنف في سوريا”. وأضاف "هذا يدل على اتساع تدهور الوضع الأمني وزعزعة الاستقرار في سوريا، ويعيد النظر جدياً في قدرة بعثة الأمم المتحدة على الاستمرار” في عملها.واعتبر هيغ أن "تدهور الوضع تسببت به ممارسات نظام الأسد”. وأضاف البيان "كما قال المبعوث الدولي كوفي عنان، فإن النظام السوري هو الوحيد المسؤول عن وضع حد للعنف، وأدين بأشد التعابير فشله الكامل في هذا الصدد”.وبدوره، دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا "مجموعة أصدقاء سوريا” إلى التحرك بمفردها لإنقاذ المدنيين في حال عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار بسبب الفيتو.وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول "نطالب بقوة مجلس الأمن بأن يتخذ قراراً حاسماً عن طريق الشرعية الدولية، لكن في حال جوبهنا بفيتو كما لا نتمنى ولا نرغب، فحينئذ سنتوجه إلى مجموعة أصدقاء سوريا لكي تتحرك عاجلاً” معتبراً أن "المسألة لا تنتظر موعد الاجتماع المقبل في باريس” للمجموعة المذكورة.
International
37 قتيلاً بأعمال عنف في سوريا واستمرار القصف على حمص
18 يونيو 2012