توصلت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده غداً الاثنين في القاهرة، إلى مشروع يدعو إلى تنحية النظام السوري بكافة رموزه، والبدء بمرحلة انتقالية في سوريا بشكل تفصيلي. وينظم المؤتمر بدعوة من الجامعة العربية، التي وجهت دعوات للمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية والإخوان المسلمين وشخصيات معارضة مستقلة ونشطاء الحراك الثوري لحضور المؤتمر. وذكرت مسودة المشروع التي صدرت عن اللجنة التحضيرية عقب انتهاء مشاوراتها أمس، أنها توصلت إلى مشروع وثيقة عهد وطني جامع، يشكّل أساساً لتسوية تاريخية شاملة ولدستورٍ جديد، كما اقترحت مشروعاً على المؤتمر الذي سينعقد في الثاني والثالث من شهر يوليو/تموز الجاري، يهدف إلى "تنحية الأسد عن السلطة ورسم معالم المرحلة الانتقالية، بطريقة تضمن انتصار الثورة". وتحدث المشروع عن حل سياسي في سوريا يبدأ بتنحية بشار الأسد ورموز السلطة، وضمان محاسبة المتورّطين منهم في قتل السوريين، وذلك من خلال الاستمرار في الثورة بأيدي السوريين، ومن خلال غطاء عربيّ ودوليّ يحمي وحدة وسيادة واستقرار سوريا، تحت رعاية الأمم المتّحدة والجامعة العربيّة وقرارات مجلس الأمن، "مع إعطاء الفرصة لخطّة المبعوث المشترك"، وضمان وضع آليّة إلزاميّة لتنفيذها الفوري. وطالب المشروع الذي حصلت "العربية.نت" على نسخة منه، بضرورة توحيد جهود المعارضة على كافّة الأصعدة من أجل تحقيق رحيل النظام الحاكم بأسرع وقتٍ ممكن والدعوة إلى دعم الحراك الثوري بكافّة أشكاله، وإلى توحيد قواه وقياداته، مع دعوة كافّة الأطراف للعمل بأشدّ الحرص على حماية السلم الأهلي والوطني. وبعد تنحية النظام، فإن المشروع الذي أعدته اللجنة، يدعو إلى إقالة الحكومة وحلّ مجلس الشعب الحالي وتشكيل حكومة تسيير أعمال، بالتوافق بين قوى المعارضة السياسيّة والثوريّة، وسلطة الأمر الواقع الوطنيّة ومن لم "تتلطّخ أيديه بدماء السوريين أو بنهب المال العام"، وذلك على أسس تتوافق مع وثائق ومقرّرات مؤتمر القاهرة، لحين تشكيل حكومة انتقالية. كما اقترحت اللجنة تشكيل هيئة عامّة للمحاسبة والمصالحة الوطنيّة، خلال المرحلة الانتقالية، وتحدثت للمرة الأولى عن وضع الجيش والأمن، حيث اقترحت توقيع وثيقة تفاهم بين من وصفتهم بـ"العناصر الشريفة" الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء من الجيش النظامي، وبين الجيش السوري الحر والمقاومة المسلحة، تنظّم عمليّات وقف إطلاق النار وسحب الجيش إلى ثكناته وضبط الأمن وحفظ السلم الأهلي والوطني برعاية وإشراف مجلس الأمن إذا اقتضى الأمر. كما تقترح اللجنة التحضيرية تشكيل لجنة متابعة تنسّق بين كل أطراف المعارضة وتلتزم بتنفيذ كلّ ما ورد في وثيقتي ومقرّرات المؤتمر، الهادفة لتوحيد الرؤية السياسية تجاه جميع المستجدّات. ولكي تكون الخطوة الأولى على طريق عمليّة التوحيد الضروريّة لجهود المعارضة على جميع الأصعدة. الحل السياسي يبدأ بتنحية الأسد من جهتها اعتبرت بهية مارديني، عضو تيار التغيير الوطني، أن موضوع تنحية الأسد ورموز النظام الحاكم له أولوية بالنسبة للشعب السوري والمعارضة السورية بغض النظر عن تجاذبات المجتمع الدولي ومؤتمراته وتناقضات تصريحاته. واعتبرت أن الحل السياسي يجب أن يبدأ بتنحية بشار الأسد ورموز السلطة ومحاسبة القتلة والبناء من جديد. وأشارت إلى أن مجازر النظام وتدميره لسوريا وقصفه المستمر للمحافظات السورية دون استثناء، يجعل سوريا القادمة أمام مهمة جديدة ذات شق اجتماعي واقتصادي في البناء والعدالة وتعويض المتضررين وأسر "الشهداء" والجرحى والمعتقلين والمعاقين على نحو منصف وعادل ويضع الجميع أمام تحديات لا بد من تجاوزها سريعا.
International
المعارضة السورية تبحث بالقاهرة المرحلة الانتقالية
01 يوليو 2012