يؤكد أحد السوريين الذين نزحوا إلى المخيمات التركية بعد خسارته اثنين من أولاده ومنزله وعمله جراء انخراطه في الثورة ضد نظام بلاده، أن قصته أصبحت عادية، مقارنة بعشرات القصص الأليمة التي دفعت الكثير من مواطنيه إلى اللجوء للعمل المسلح بسبب مشاهد القتل التي عاشوها.ويفتح أبو محمد الذي ينحدر من منطقة تل رفعت بريف حلب شمال سوريا، هاتفه النقال لعرض صورة اثنين من أولاده، اللذين قال إنهما تعرضا للقتل، فيما يشير إلى صورة آخر قال إنه يرابط في الجبال ضمن صفوف الجيش السوري الحر حاليا، لافتا إلى أن هذا الأخير تعرض للإصابة من مروحية عسكرية تابعة للنظام السوري قبيل فترة.كما خسر أبو محمد بدوره منزله وعمله بعد أن تحولت منطقته إلى ساحة حرب أدت إلى نزوح معظم الأهالي عن المدينة وفرارهم إلى مناطق آمنة داخل سوريا أو خارجها.معاناة يتناساها بالسجائرويروي أبو محمد الذي يقضي وقتا طويلا في التفكير والتدخين، كيف تطورت معاناة عائلته بشكل دراماتيكي، بدأت حين خرج في مظاهرة مناوئة للنظام السوري بشهر يوليو العام الماضي، حيث تم اعتقاله بعد اشتباكات بالحجارة مع قوات الأمن، وفقد حينها جميع أسنانه جراء تعرضه للضرب المبرح.ويقول عن تلك الحادثة، إن منطقته بدأت بالتظاهر بشكل مكثف مع بداية رمضان الماضي، ما دفع قوات الأمن في الثامن من شهر رمضان إلى الهجوم عليها بالغازات المسيلة للدموع، ومن ثم الرصاص الحي بعد اشتباكات بالحجارة مع المتظاهرين لساعات، جرى على إثرها اعتقاله وضربه بشدة ما أدى إلى تعرضه لسبعة كسور في أضلعه وفقدانه جميع أسنانه التي اضطر الأطباء إلى استئصالها جميعا بعد تعرضها جميعا للكسر. وبعد خروجه من السجن، الذي قضى فيه نحو شهرين قضاها بين فرع الأمن الجنائي والسجن المركزي، تم طرده من وظيفته في مؤسسة العمران بمدينة حلب، ثم حرق منزله بالكامل خلال اقتحام قوات الأمن والجيش السوري للمنطقة، معتبرا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن معها إصلاحه هي هدمه بالكامل وإعادة بنائه بسبب الضرر الشديد الذي تعرض له المنزل.وعن طريقة مقتل ولديه قال إن أحدهما قتل أثناء اشتباك مع قوات الأمن، في حين أن الآخر البالغ من العمر 15 عاما، قضى في منزله بتفجير حدث بطريقة غريبة.ويقضي الرجل معظم وقته في مخيم كلّس للاجئين السوريين، والتنقل عبر الحدود لتهريب المعدات العسكرية إلى عناصر الجيش الحر في منطقته، مبررا ذلك بأن سياسة النظام السوري في القمع، هي التي دفعتهم إلى العمل المسلح.ويعتبر أن قصته أصبحت عادية مقارنة بعشرات القصص الأليمة في المخيم الذي نزحت إليه آلاف العائلات السورية من المناطق الشمالية للبلاد.