أوردت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الاثنين، معلومات عن وجود خطط لتحويل المقر السابق للعقيد معمر القذافي الذي يطلق عليه اسم "باب العزيزية"، والذي هو حالياً كومة من الأنقاض، إلى مقر للمجلس الوطني (البرلمان). وكتبت الصحيفة أن مقر باب العزيزية الذي كان حصناً حصيناً لعقود من الزمن لدى العقيد القذافي، هو محور خطة حكومية لتحويله إلى مقر للبرلمان، حيث تعتزم الحكومةنصب المقر الجديد في "قلب" باب العزيزية، واقترح المسؤولون أن يضم المجمع مبنى الهيئة التشريعية الوطنية الجديدة، إضافة إلى متحف ومكتبة.وكان مجمع باب العزيزية في وسط طرابلس مدينة داخل مدينة، يشتمل على شبكة من الأنفاق الأرضية والثكنات والبيوت المموهة.وقال عثمان بن ساسي، الأمين العام للمؤتمر الوطني الانتقالي، لصحيفة "ذي غارديان" مساء السبت، قبل إغلاق أبواب مراكز الاقتراع في أول انتخابات تجرى منذ ما يقرب من 50 عاماً "سأطرح هذا الموضوع على بساط البحث، فهو ملح للغاية".وسيحل المجلس الوطني الذي يضم 200 عضو، ليس لهم مقر في الوقت الحاضر، محل المجلس الوطني الانتقالي الشهر المقبل.وسيكتب المجلس دستوراً جديداً، ويقرر ما إذا كانت الدولة الوليدة لما بعد القذافي في ليبيا ستتبنى النظام البرلماني أو الرئاسي.وينتظر أن يلتقي النواب المنتخبون في الوقت الحالي في مركز مؤتمرات واسع على مقربة من فندق "ريكسوس" في طرابلس.وسجل بن ساسي أنه يود لو أن العمل في إنشاء مبنى البرلمان الجديد في أواخر العام 2013، عندما يحين موعد الانتخابات الجديدة.وإذا تحققت وجهة نظر بن ساسي فإنه لا بد من تنظيف المكان، إذ يمكن مشاهدة الدخان الأسود ينبعث من إحدى الزوايا من النفايات المحترقة عبر طريق على جانبيها أشجار نخيل."البيت الأبيض" الليبيوقال عثمان بن ساسي إن " باب العزيزية يقع في وسط طرابلس، وبإمكان الناس أن يتنقلوا بداخله على خلاف ما كان عليه الوضع أيام القذافي عندما لم يكن ممكناً التوجه إلى ذلك المكان. سيكون بيتنا الأبيض".والمجمع المخرب الآن، الذي تبلغ مساحته 2.3 ميل مربع، يستخدمه سكان طرابلس لطرح النفايات فيه.ويتجول المتطفلون بين المباني العديدة التي كانت تأوي النخبة من قوات القذافي، وقامت ميليشيات مصراتة بهدمه وكتابة الشعارات على جدرانه الخارجية الزيتية اللون، كما أن المكان الذي كان يحظر فيه التوقف في الماضي صار اليوم سوقاً للسلع العتيقة يقام يوم الجمعة.والموقع المقترح لمبنى البرلمان الجديد كان في الماضي قاعة استقبال فاخرة يستخدمها القذافي، أما اليوم فتضم أكواماً من مواد البناء المبعثرة، وقد دمر الطابق العلوي وتبعثرت أنقاضه بين النفايات بما فيها آلة مهجورة لغسيل الملابس. واختفى العام الماضي صاروخ "كروز" الأمريكي الذي كان أول ما يلقاه زوار القذافي ومعه اختفى الأثاث والتجهيزات والهدايا التذكارية التي أخذها الثوار المنتصرون معهم.ويقوم عبد الله بن سعود بالعمل كدليل في القصر الخفي سابقاً للقذافي، وسعود يعمل أستاذاً للهندسة في جامعة طرابلس، وقال إن لديه شكوكاً في ما يتعلق بخطة تحويل باب العزيزية إلى مقر للنواب الليبيين الجدد.وقال "يجب أن يتحول هذا المكان إلى حديقة عامة، فقد استولى النظام السابق على كل الأراضي الخضراء في طرابلس لإقامة مساكن لهم عليها، ونحن بحاجة إليها، وأمام الحكومة أمور كثيرة قبل أن تهتم ببناء مجلس تشريعي لها".غرفة نوم وحوض سباحة الديكتاتوروقد صحب سعود أقاربه الذين قدموا في زيارة من الولايات المتحدة، إلى غرفة نوم القذافي التي كانت مدمرة، وعلى مقربة منها كان هناك حوض سباحة للدكتاتور.ويؤدي ممر في حديقة مملوءة بشجيرات البوغانفيليا (المجنونة) إلى عيادة خاصة، تعرضت للنهب منذ فترة طويلة، وحوض سباحة خاص لعائلة القذافي، وليس بعيداً عن المكان مدخل سري يؤدي إلى باب معدني أخضر اللون مقاوم للتفجيرات ونفق أرضي.وفي الجانب الآخر من الموقع، انتقل عدد من العائلات للسكن فيه، وقال الحاج الشنوش إنه وزوجته خديجة ظلا يتنقلان في المجمع في مارس وإنهما ادخرا 500 دينار (280 جنيه إسترليني) كإيجار كل شهر.وعندما سئل عن شعوره بالعيش قرب البرلمان، رد قائلاً "وماذا في ذلك؟ هذه مساحة واسعة يمكن استخدامها، وهي ملك للحكومة".وأشار الشنوش إلى مبنى من غرفتين وصفه بأنه منزله – وكان المكان في السابق مركزاً ترفيهياً يستخدمه ضباط القذافي، وقام بتمديد سلك كهربائي بطول 150 متراً للحصول على الطاقة الكهربائية، وكان هناك مطبخ وحمام – رغم أن السكين والمطرقة عند الباب الأمامي تشير إلى أن هناك قضية تتعلق بالأمن في باب العزيزية". واشتكت خديجة قائلة إن "مشكلتنا الرئيسة هي أن الناس يواصلون رمي النفايات هنا".وقال أحد سكان طرابلس إن من الأفضل أن يقام مبنى المجلس في مكان آخر، بسبب ارتباط المجمع بذكرى الطغيان والدكتاتورية.وقال عبد القادر بيت العافية، وهو بائع بيض عند مدخل المجمع، إن بالإمكان إقامة مبان إسمنتية فوقه تصلح للمكاتب. وقال وهو يناول أحد المارة على دراجة طبقاً مقابل أربعة دنانير "طرابلس هي مركز ليبيا التجاري، ونحن بحاجة إلى الأعمال التجارية".