في الدول العربية بعد كل خسارة كروية ورياضية المسؤول الأول بالتأكيد هو المدرب.. هذا لا نقاش ولا جدال فيه.. وما يحدث في المغرب الان مع غيرتس وفي السعودية مع "ريكارد" وفي مصر مع "برادلي" وحدث من قبل في الجزائر مع "سعدان"..الخ دليل على ذلك. فالمدرب في المنتخبات يسمى في فرنسا sélectionneur"" أي المنقب، ويبقى دوره الأساسي هو التنقيب عن اللاعبين المميزين في كل مكان وجلبهم إلى المنتخب لتدعيمه.. لكن ما ذنب المدرب إذا تعطل اللاعب؟! ولم يعد يقدم شيئاً. فبيني وبينكم هل يحتاج لاعب في أرسنال الإنجليزي مثل "الشماخ" إلى تكتيك مدربه لكي ينتصر أمام لاعب يلعب في الدوري الغامبي؟! هل هذا منطق لإلصاق التهمة في غيريتس أو غيره. هل ريكارد مسؤول إذا لم يستطيع لاعب سعودي يأخذ ملايين الدولارات كل موسم من أن يتخطى لاعب تايلاندي يتدرب في الصباح ويشتغل بالليل لأن أموال كرة القدم قد لا تكفيه للعيش؟! وهل الامريكي "برادلي" مسؤولاً على فشل عصام الحضري في صد ركلات ضعيفة من أقدام لاعبي إفريقيا الوسطى؟! وما ذنبه كذلك إذا عجز محمد زيدان لاعب دورتموند الألماني في هز شباك إفريقيا الوسطى؟! وهل "سعدان" كان مسؤولاً عندما لم يستطيع لاعب في الدوري الإيطالي هز مرمى حارس يلعب في نادي الهجوم الفضي المالاوي؟! إذن هل هناك من لايزال مقتنع ان المشكلة في المدرب؟ فلو كانت المنتخبات العربية تخسر فقط من اليابان وساحل العاج وكوريا وغانا لقلنا أن السبب قد يكون تكتيكي أو تنقيبي، لكن أن تخسر وتقصى المنتخبات العربية كالمغرب والجزائر والسعودية ومصر..إلخ من إفريقيا الوسطى، وتايلاند، ومالاوي، والنيجر، فما بالله عليكم ذنب جيريتس الذي فاز كمدرب بالدوري الهولندي والتركي في ذلك؟ وما ذنب ريكارد الذي حقق رابطة الأبطال مع برشلونة؟ وما ذنب "برادلي" الذي حول الولايات المتحدة من فريق وديع إلى منتخب مرعب؟ وما ذنب سعدان الذي حقق الكثير من الإنجازات؟..الخ راح يطلعلي واحد ويقولي ويجاوبني أن إنتصارات جيريتس وريكارد وبرادلي وسعدان..الخ كانت ترجع إلى نوعية اللاعبين الذين كانوا يملكوناهم في إيندهوفن (جيريتس) أوبرشلونة (ريكارد) وأمريكا (برادلي) والجزائر في الثمانينات (سعدان). أنا أقول لكم صحيح فأنتم إذن تؤكدون بذلك نظريتي ونظرتي ألا وهي أن المسؤول الأول والأخير في الإنتصار والخسارة هم اللاعبين وليس المدرب.* ماهر عدنان قنديل: كاتب (سوري/ جزائري)
المدرب والعقلية العربية ... غيرتس - ريكارد - برادلي - سعدان نموذجاً
09 يوليو 2012