قالت وزيرة الدولة للشؤون الإعلامية سميرة رجب أن الأزمة في البحرين ستحل عبر الحوار مهما كانت هناك مضايقات او شيء من التطرف، وان كل الدول العربية تشكو من السياسات الإيرانية.وأضافت رجب اليوم الاثنين في حوار مع برنامج "حديث اليوم" على قناة روسيا اليوم رجب ان "ما لدينا من قضية داخلية ليس فيها خاسر ومنتصر، هناك قضية يجب أن تحل، وستحل عبر الحوار، مهما كانت هناك مضايقات او شيء من التطرف في التعامل مع هذه القضية، لا بد أن تنتهي بالحوار، وبالجلوس على مائدة الحوار، واعتقد سيكسب الطرفان، لن يكون هناك خاسر".وأوضحت سميرة رجب أن البحرين اكتشفت فجأة اثناء الأحداث، أن هناك إعلام خارجي ممنهج ومنظم للقيام بدور قوي في تشويه صورة البحرين والإساءة للبحرين، وإدخال البحرين في معترك خطير، بينما الدولة لم تكن تملك إعلاماً للمواجهة".ندعو كل المنظمات الحقوقية أن تأتي إلى البحرينوحول ما يثار عن منع السلطات السماح لبعض المؤسسات من العمل داخل البحرين، بينت سميرة رجب أن هناك منظمات حقوقية وهناك إعلام، في فترة محددة رأينا هناك توجه سلبي قوي ضد البحرين كنظام وكشعب أيضاً، لأن أكبر فئة من الشعب كانت ترفض توجه هذه المنظمات، وكانت تريد أن توصل صوتها إلى هذه المنظمات وتشكو من أداء المعارضة وما كان يصل لهذه المجموعات من أذى حقيقي وأذى جسدي، وانتهاك لحقوق الانسان. لم تكن هذه المنظمات تسمع، او تقبل أن تسمعهم، فهذه المنظمات لم تكن محايدة، جاءت لدعم طرف واحد وللتشهير بالبحرين لدعم هذا الطرف. فكان الحل في ظل عدم وجود ما يواجه هذا الخطر، المنع".وأضافت سميرة رجب أن " المنع تم لفترة قصيرة، واليوم نحن بدأنا ندعوا الجميع، وأنا شخصياً على تلفزيون الـ "بي بي سي" الأشهر في العالم، وجهت دعواتي على الهواء مباشرة على منبر الـ "بي بي سي" وكررت هذه الدعوات عدة مرات. ندعوا كل المنظمات الحقوقية أن تأتي إلى البحرين، ولكن بشرط أن تسمع الجميع، أن تقبل أن تسمع كل الأطراف، فقط ولا نريد شيئاً آخر. كانوا يرفضون الاستماع لآخرين وصلهم الانتهاك مباشرة، انتهكت حقوقهم كانت ترفض هذه المنظمات أن تسمعهم، كانت تأتي هذه المنظمات إلى بيوت قيادات المعارضة وأتباعها وتجلس وتسمعهم، وتسمع ما يريدون ويخرجون، فقط، كنا بحاجة لتنظيم هذا الشأن أن نرتب أمورنا، فالدعوة موجهة لهم جميعاً اليوم، وأوجهها عبر "روسيا اليوم".وأكدت رجب أن "المنظمات الحقوقية مدعوة أن تأتي البحرين، وتستمع للحقيقة كاملة وليس نصفها، هذا من جهة، أما وسائل الإعلام أيضاً نحن بدأنا نتصل بهم بكل الأجهزة طرفاً طرفاً، واجتماعات خاصة وجهاً لوجه، عندنا في البحرين أو لديهم في مكاتبهم نتواصل معهم بشكل مستمر لإعادة ترتيب الأوراق، وكل ما نطلبه من هذه المنظمات أن تنشر الحقيقة كما هي لا تأخذ برؤية واحدة، بطرف واحد، وتقتصر بهذا الرأي. البحرين فيها تعدد طائفي فيها تعدد إثني، فيها ثقافات، فيها مثقفون، فيها أطراف كثيرة يجب ان تسمع وجهات نظرهم أن تحترم آراؤهم أيضاً، لا أن يؤخذ طرف المعارضة كحقيقة واحدة.لن يكون هناك حبس لأي صحفيوعن حرية الصحافة في البحرين وهل سيتم إغلاق صحف، قالت سميرة رجب "لا، إغلاق الصحف سيكون عقوبة من العقوبات المهنية، نستطيع أن نقول لن يكون هناك حبس للصحافي مثلاً على رأي تقدم به، أو على عمل إعلامي مهني قام به، غير جنائي، ولكن لا بد ان يكون للعمل المهني ضوابط. الاعلام خطير إن لم يكن بضوابط، يكون أحياناً خطيراً على استقرار البلد نفسه، فمن الضوابط المهنية لربما إغلاق صحيفة أو وقف ترخيص، وهذا موجود في كل دول العالم وليس فقط في البحرين".وبخصوص ما تدعيه المعارضه حول أستعانت البحرين بشركات عالمية لتحسين صورتها قالت سميرة رجب :" هذا طبعاً من ضمن افتراءات وفبركات المعارضة، التي تستهدف تشويه صورة البحرين. البحرين أولاً لا تملك الامكانيات المادية التي تحتاجها هذه الشركات، ولم تعمل مع هذه الشركات في يوم من الأيام. قد تكون تستعين بشركة لتطوير الاعلام، وهذا موجود، فكل دول العالم تستعين ببعضها وبالخبرات".وأضافت سميرة رجب :"قد نكون استعنا ببعض الخبرات الاعلامية، لنتعلم منهم، هذا شيء موجود. لكن ليس هناك في البحرين أي اتفاقية واحدة مع أي شركة اجنبية لإبراز صورة البحرين. نحن كفيلون بتعديل هذه الصورة كما كانت قبل تشويهها من خلال الأحداث الأخيرة، والبحرين كانت صورتها جميلة على مدار تاريخها في كل الظروف، تميزت البحرين في محيطها العربي، والشرق أوسطي بشكل كامل، وستبقى مميزة ولن يحك جلدك إلا ظفرك في النهاية، ليس هناك شركات أجنبية قادرة على أن تقوم بدور، أنت ابن البلد يجب أن تقوم به".كل الدول العربية تشكو من السياسات الإيرانيةوأكدت سميرة رجب أن "الدول العربية كلها اليوم تشكو من السياسات الإيرانية، وأن إيران تجد نفسها في مرحلة تاريخية يجب أن تستغلها، وفرصة للامتداد والتوسع، توسعها في العراق لا يستطيع أن ينكره أحد. الدور الاستعماري أو الاحتلالي لإيران في العراق دور خطير، يجب أن يحكى فيه".وأضافت سميرة رجب :"نحن نشكو من إيران كجارة بحاجة إلى أن تحترم الجيرة فقط، تحترم الجيرة الجغرافية والتاريخية والاسلامية العقائدية على الأقل، نحن في منطقة واحدة ولا يمكن لهذه المنطقة أن تنعزل جغرافياً، إذا من الأجدى أن نتفق. إيران تمارس الضغط على البحرين إعلامياً بشكل قوي لتحقيق أهداف أخرى، ليس في السعودية فقط وإنما في المنطقة بأكملها، ونحن نشاهد اليوم حرباً إعلامية بين إيران و مصر بعد انتخاب الرئيس الجديد. إذاً هذه الرسالة التي أستطيع ان أتكلم بها، نحن نتمنى علاقات جيدة مع إيران، وإيران لمصلحتها وللمصلحة العربية والاسلامية كلها، يجب أن تتبنى هذا السلوك مهما يقال، وتقول إيران عن النوايا الحسنة، هذه النوايا تنمحي في تصريح واحد عندما يتكلم مسؤول إيراني ويطالب ويقول بأن البحرين جزء من إيران، ينتهي هذا كله".وحول الحلم الإيراني في التوسع، أكدت سميرة رجب أن "إيران لم تتقدم خطوة في المنطقة العربية منذ سقوط الامبراطورية الساسانية إلا بدعم خارجي، وأستطيع أن آتي بمئات الأمثلة على مدار التاريخ الإيراني، على الأقل من الفترة الصفوية إلى هذا اليوم، حتى دخول إيران والقوى الإيرانية إلى داخل العراق لم يكن جهداً إيرانياً بقدر ما كان جهداً آخر دعم هذا الدخول. إذاً لا تستطيع إيران أن تتقدم خطوة أو تدخل بهذه المخاطرة بدون دعم قوي أجنبي وخارجي لهم يتفقون معاً في المصالح، فوق كل هذا يمكن أن أقول أن إيران لن تجازف هذه المجازفة، لأنها تعرف أن هذه المجازفات ستكون نهائية، لن تكون في مصلحتها".وقالت رجب أن سبب وجود الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين يندرج ضمن اتفاقية مع البحرين، وما تنص عليه هذه الاتفاقية لحماية ناقلات النفط وإمداداته في المنطقة فقط، هذا نص الاتفاقية مع هذا الاسطول ولربما لم تذكر هذه الحقيقة في الإعلام عادة، إنما أنا أذكر هذه الحقيقة، النص الموجود، سبب وجود هذا الاسطول هو لحماية ناقلات النفط في المنطقة، وليس لحماية البحرين أو أي دولة عربية أخرى، ونحن نبقى نقول "نحن نحك جلدنا بأظافرنا".وعن لقائها بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف قالت سميرة رجب أن "اللقاء كان فوق الرائع حقيقة، أنا استمعت للكثير من الآراء الروسية من خلال هذا الرجل، واستمع لنا بشكل كامل، كان لي لقاء آخر مع مفوض حقوق الإنسان الروسي، وكان لنا مع الجريدة الروسية الأولى "روسيسكايا غازيتا" لقاءات جيدة جداً تدعم العلاقات البحرينية الروسية، التي تهتم بها البحرين بشكل كامل، ونتمنى أن ترتقي هذه العلاقات إلى مزيد من التعاون، وزيارتي إلى تلفزيون روسيا اليوم تأتي في مجال تبادل الخبرات و التعاون، لما نحتاج له في البحرين من تطوير إعلامي حقيقي نستفيد من هذا التلفزيون، هذا الجهاز يجب أيضاً أن نذكره في الإعلام، لربما كان تلفزيون روسيا اليوم من أهم التلفزيونات التي وقفت بشكل معتدل، وعادل مع البحرين أثناء أزمتها، ويتمتع هذا التلفزيون بمصادقية عالية، وأصبح لها شعبية في البحرين وفي منطقة الخليج، وأتمنى أن تستمر هذه النجاحات لتلفزيون روسيا اليوم ويستمر تعاوننا معهم ونستفيد من خبراتهم في مجال تطويرنا للإعلام البحريني".