تتملك عائلة العميد المنشق عن الجيش السوري مناف طلاس حالة من الغضب الشديد لما فعله بشار الأسد في مدينتهم الرستن، في حين يبدو أن مناف طلاس انشق هربا من عدة تهديدات بقتله، بعد أن تم تهميشه ووضعه تحت ما يشبه الإقامة الجبرية، بينما من المرجح ألا ينضم طلاس إلى الجيش السوري الحر ليخوض حربا ضد صديقه القديم بشار الأسد. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية اليوم الثلاثاء عن مصدر وثيق الصلة بعائلة طلاس إن انشقاق مناف طلاس عن الجيش السوري كان أمرا متوقعا، مضيفا «لا أعتقد أنه خرج ليخوض أو يقود حربا ضد بشار الأسد». وأشار إلى أن مناف ذاهب ليحمي حياته لأنه صار مهددا، «مرجحا ألا ينضم طلاس إلى الجيش الحر أو المجلس الوطني».ويضيف المصدر أن مناف طلاس رفض الحل الأمني منذ بدايته، خاصة بعد أن تم استهداف مدينته ومسقط رأسه الرستن، لافتا إلى أنه - بقربه من الرئيس ونفوذه في الجيش - «استطاع أن يقول إن الحل العسكري خطأ.. وكان يظن أنه سيؤثر على الأسد بذلك، ولكن ثبت أن الفريق الذاهب إلى العنف كان أقوى، ووجد نفسه معزولا، وطلبوا منه أن يجلس في المنزل».وعن الطريقة التي تمكن من خلالها ضابط بحجم مناف طلاس من مغادرة سوريا قال المصدر «مناف كعسكري لا يستطيع أن يخرج من سوريا إلا بإذن من قيادته العسكرية المباشرة، وأنا شخصيا لا أعلم كيف تمكن من الخروج». وأوضح المصدر أن «أسرة طلاس كلها تشعر بالغضب من تصرف النظام مع الرستن.. الرستن بلد مصطفى طلاس، وفيها 1700 ضابط، معظمهم انشقوا عن الجيش.. فلا يمكن لإنسان أن يرى بلده تدمر بهذه الطريقة ويجلس يتفرج عليها أو يشارك في تدميرها.. لا أعتقد أن مناف سينضم إلى الجيش الحر، لكنه أصبح خارج عباءة الأسد».وقال المصدر إن مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا لم تحقق نجاحا، كاشفا أن العميد تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر، وبات يتنقل بملابس مدنية.. وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره.وتتحدث تقارير إعلامية عن أن الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في فبراير ومارس ، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته، ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.