قال قائد عسكري سابق في الحرس الثوري الإيراني إن يد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ملطخة بالدم بسبب حملته ضد المعارضة وإن ادعاءات الحكومة الإيرانية بأن برنامجها النووي برنامج سلمي "أكذوبة خالصة".وكشف الجنرال السابق في الحرس الثوري الإيراني أمس الجمعة في رسالة الى القيادي في المعارضة الإيرانية محمد نوري زاد معلومات تؤكد وجود معارضة في صفوف التشكيل النخبوي المكلف بحماية البرنامج النووي وأمن خامنئي شخصيا.وقال الجنرال الذي لم يُعرَّف إلا بالحروف الأولى من اسمه الكامل انه وعددا من رفاقه تعرضوا الى التهديد بالاعدام بتهمة عدم الولاء ولكن بعد سلسة من المحاكمات العسكرية السرية سُرحوا "لأننا رفضنا المشاركة في الخيانات والجرائم التي يرتكبها مسؤولونا".وجاء في رسالة الجنرال الإيراني "أكتب هذه السطور اليكم من اجل ان اقول لشعبنا انه ما زال هناك قادة عسكريون وكوادر في الحرس الثوري يعارضون هذه الجرائم وينتظرون الانضمام الى الشعب".وقال المعارض نوري زاد الذي نشر الرسالة على موقعه الالكتروني في اتصال هاتفي مع صحيفة الغارديان من طهران انه على اقتناع بصحة الرسالة لأن الجنرال السابق سملها بنفسه اليه.واضاف نوري زاد ان الرسالة واحدة من رسائل كثيرة كتبها مسؤولون كبار في الحرس الثوري الإيراني وسُلمت اليه ، وانه امتنع عن نشر العديد منها لخشيته من المشاكل الأمنية التي قد يسببها نشرها.والمعروف ان الحرس الثوري الإيراني قوة نخبوية منفصلة عن الجيش الإيراني وتخضع لقيادة المرشد الأعلى مباشرة. وأُنشئ الحرس الثوري لحماية قيم الثورة ولكنه اصبح منخرطا بصورة متزايدة في السياسة والتجارة.وفي اعقاب الانتخابات الرئاسية المطعون بشرعيتها عام 2009 عُزل عشرات من قادة الحرس الثوري والمسؤولين الكبار في ميليشيا الباسيج غير النظامية لرفضهم استخدام العنف ضد المحتجين العزل.وقال الجنرال السابق ان أمر اطلاق النار على المحتجين صدر من القمة. وكشف في رسالته "ان المرشد الأعلى سأل رحيم صفوي القائد السابق للحرس الثوري إن كان مستعدا لسحق المواطنين بالدبابات إذا نزلوا الى الشوارع ثائرين فقال نعم واصدر المرشد الاعلى له الأمر".وتابع الجنرال قائلا "انهم كمموا افواهنا طيلة سنوات بالقول ان المرشد الأعلى يريد هذا أو ذاك.... ولكننا لم نعد قادرين على ابقاء افواهنا مغلقة بعد سفك الدماء في اعقاب الانتخابات. وحينذاك جاهر كثيرون برأيهم أو رفضوا بكل بساطة الامتثال".وبحسب ما يقوله الجنرال الإيراني فان خامنئي كان ضالعا شخصيا في القيود التي فُرضت على زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي ما زال تحت الاقامة الجبرية. ويسال الجنرال "كيف يمكن لمرشد أعلى يده ملطخة بالدم ان يكون قريبا من الله؟". كما اتهم الجنرال خامنئي بالكذب عن برنامج إيران النووي وشكك في ادعاء المسؤولين الإيرانيين بأنه برنامج سلمي واصفا انشطة إيران النووية بأنها "مقامرة نووية".وكتب الجنرال في رسالته "ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يخدعون أنفسهم إذا ظنوا ان المنشآت النووية على الأرض وتحتها هي للأغراض السلمية فقط" مشيرا الى ان المرشد الأعلى "افتى بأنه ليس لدى إيران إلا نيات سلمية من أنشطتها النووية. وهذه كذبة خالصة".واضاف الجنرال ان الإيرانيين اقدموا على "هذه المقامرة النووية بعلم المرشد الأعلى ولهذا السبب نودع مليارات الدولارات في حسابات مصرفية صينية وروسية لدعمنا في المفاوضات الدولية ولنتمكن من ايجاد مخرج من هذا الطريق المسدود".وتهدد إيران بين حين وآخر بغلق مضيق هرمز تحت وطأة العقوبات الاقتصادية والتوتر المتزايد في منطقة الخليج. ولكن الجنرال الإيراني السابق قال ان القوات الإيرانية في الخليج لن تتمكن من المقاومة أكثر من يوم في حال اندلاع عمليات قتالية.واتهم الجنرال الحرس الثوري بالفساد وممارسة التهريب وتحويل العملات الأجنبية بصورة غير قانونية. وتساءل الجنرال الإيراني في الرسالة "أليس ذلك مثيرا للسخرية؟ فان مكتب الرئاسة استحدث وحدة لمكافحة التهريب ولكن قادة الحرس الثوري كانوا يمارسون الشيء نفسه على وجه التحديد في جزر قشم وهرمز وابو موسى الجنوبية". وتابع "اننا سكتنا على أنشطة الحرس الاقتصادية وضلوعه في التهريب بذريعة جمع اموال لأفكاره الثورية".