لم تمر سنة دراسية على الطلاب الموريتانيين منذ تأسيس أول اتحاد لهم سنة 2000 أقسى وأمرّ من هذه السنة، حيث اتخذ المجلس التأديبي للجامعة في حقهم إجراءات وصفت بالقاسية عقابا على الخروج في مظاهرات تطالب بتحقيق مطالب يعتبرونها ملحة للاستمرار في التحصيل العلمي.وذكرت قناة العربية في تقرير لها السبت أنه وفي وقت سابق، تظاهر المئات من أنصار ائتلاف النقابات الطلابية أمام مقر الأمم المتحدة، بموريتانيا، مطالبين المجلس التأديبي بالعدول عن قراره بطرد الطلاب، ووجهوا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لطرح ملف طرد الطلاب بالمحافل الدولية والدفاع عن حقوقهم بكل الطرق المشروعة. وأبرز العقوبات التي احتج عليها الطلبة هي حرمان البعض من إجراء الامتحانات، وهذا يعني خسارة سنة من العمر والدارسة، كما طرد آخرون نهائيا ليحرموا من متابعة دراستهم في وطنهم، ما قد يضطرهم إلى متابعة الدراسة في جامعات خارج الوطن، إن سمحت لهم ظروفهم المادية بذلك، بينما سيضيع مستقبل أعظمهم إذا لم يتراجع المعنيون عن قرار فصلهم.احتجاجات الطلاب هذا العام في موريتانيا، تعد حسب ناشطين طلابيين الأعنف منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث ووجه الطلاب من قبل الشرطة بقساوة وضراوة لم يعهدوها طيلة مسيرة الحركة الطلابية، مما أدى إلى إصابات بالغة أدت ببعض الطلاب إلى اللجوء للعلاج خارج البلاد، ومنهم من لم يشف حتى الساعة.ويقول ناشطون طلاب إنه تم اقتحام الجامعة خلال هذا العام الدراسي أكثر من 25 مرة، ورابطت قوات من الشرطة بشكل دائم على مشارف كل الكليات محاولة منهم لمنع الطلاب من الاحتجاج.وطال القمع الطالبات الحوامل، حيث تعرضت إحدى الناشطات إلى الإجهاض إثر المعاملة القاسية من قبل الشرطة، حسب هؤلاء الناشطين.