توسعت دائرة الاشتباكات في العاصمة السورية مساء الاثنين بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر لتطال جزءا كبيرا من أحياء العاصمة، في تطور اعتبره المرصد السوري لحقوق الإنسان "نقلة نوعية في المعارك".واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الاشتباكات في دمشق تحمل "تهديدا واضحا للنظام".وأضاف: "إنها المرة الأولى التي تتواجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان" القريب جدا من وسط العاصمة.وتمددت الاشتباكات مساء لتصل إلى حي العسالي وشارع خالد بن الوليد وأحياء جوبر والقابون وبرزة وكفرسوسة.ولفت المرصد إلى ورود معلومات عن "استخدام دبابة في قصف حي التضامن، بالإضافة إلى وجود دبابة أمام مخفر الميدان أطلقت قذيفة"، مضيفا أن الاشتباكات امتدت إلى بلدة زملكا في ريف دمشق شرقا. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة دمشق أحمد الخطيب إن "حيي الميدان والتضامن خرجا عن سيطرة القوات النظامية"، مضيفا أن "الجيش يقصف هذين الحيين من الخارج".وشرح الخطيب أن المنطقتين تتألفان من أزقة ضيقة، ويصعب بالتالي على الجيش دخولهما، مؤكدا أن النظام "بات في موقع دفاعي".وقال ناشط من حي التضامن قدم نفسه باسم جاكوب حسين "إنها بداية النهاية"، مضيفا أن "النظام حاول أن يضع حدا للثورة في دمشق عبر الهجوم على حي التضامن، لكن عوض ذلك، امتدت المعارك إلى أحياء عدة في العاصمة".واحتجاجا على العملية العسكرية، أفادت لجان التنسيق المحلية في بيان مساء الاثنين أن "تظاهرة حاشدة خرجت من مسجد الدرويشية خلف القصر العدلي وسط العاصمة تهتف لإحياء التضامن والمخيم ونهر عيشة وتطالب برحيل الأسد".كما أغلق "متظاهرون غاضبون" طريق دمشق درعا الدولي في منطقة نهر عيشة،احتجاجا على العملية العسكرية.وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن قوات الأمن أغلقت جميع الطرق المؤدية من الغوطة الشرقية في ريف دمشق الى العاصمة.ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف مارس 2011، تعتبر دمشق المنطقة الأكثر تحصينا من الناحية الأمنية، ولم تحصل فيها إلا مناوشات محدودة، في وقت اتخذ النزاع العسكري طابعا تصعيديا ودمويا في مناطق أخرى كثيرة في البلاد.وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين أن أعمال العنف في سوريا باتت تنطبق عليها تسمية الحرب الأهلية. وقالت "في كل مرة، تحصل فيها أعمال عدائية، يمكن تبين ظروف ينطبق عليها تحديد النزاع المسلح غير الدولي"، وهي تسمية دبلوماسية للإشارة إلى حرب أهلية.وحصدت أعمال العنف في سوريا الاثنين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، 67 قتيلا بينهم ما لا يقل عن 21 من القوات النظامية إثر اشتباكات في محافظات حلب وحماة ودمشق ودرعا وادلب، بينما قتل أربعة منشقين في اشتباكات في ريف درعا ودير الزور وريف حلب وحمص.إلى ذلك قتل 42 شخصا هم 32 مدنيا و10 من المقاتلين المعارضين، توزعوا بين سبعة في دمشق بينهم ثلاثة في حي الميدان احدهم مقاتل معارض، وقتيلان في حي نهر عيشة، وقتيلان في حي التضامن.وفي محافظة حمص (وسط) لفت المرصد إلى مقتل 11 شخصا بينهم خمسة منهم ثلاثة أطفال إثر القصف الذي تعرضت له مدينة الرستن والقرى المحيطة بها، ومدنيان في تلبيسة، وأربعة في مدينة حمص هم مدني وثلاثة مقاتلين معارضين.وفي محافظة حماة (وسط) قتل 11 مدنيا بينهم عائلة مؤلفة من سيدة وثلاثة أطفال إثر سقوط قذيفة على منزلهم في حي الحميدية.وفي محافظة حلب (شمال)، قتل مدني على طريق الباب، وخمسة مقاتلين معارضين خلال اشتباكات في مدينة جرابلس.وفي محافظة ادلب (شمال شرق) قت مدنيان، بالإضافة إلى مقاتل خلال اشتباكات على أطراف بلدة سلقين.وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطن إثر اصابته برصاص قناص في حي القصور في مدينة دير الزور.