تتواصل الاشتباكات بين القوات السورية ومنشقين عن الجيش في العاصمة السورية دمشق لليوم الثالث على التوالي فيما وصف بأنه أعنف اشتباكات تشهدها العاصمة منذ بدء الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 17 شهرا. وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن "الجهات المختصة في بساتين منطقة الميدان تواصل ملاحقة فلول مجموعة إرهابية مسلحة كانت تمركزت في نهر عيشة بعد ظهر الاثنين". ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي قوله إن "عملية الملاحقة أسفرت عن إلحاق خسائر بصفوف المجموعة الإرهابية التي قامت الأحد بتفجير عبوات ناسفة في حي التضامن". كما عثرت الجهات المختصة الاثنين على سيارة مسروقة تركتها مجموعة إرهابية مسلحة على طريق الفصول الأربعة بداريا وذلك وفقا للوكالة. وفي المقابل، أفاد نشطاء معارضون باتساع نطاق المعارك في العاصمة دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن الاشتباكات في دمشق تحمل "تهديدا واضحا للنظام". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله "إنها المرة الاولى التي تتواجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان القريب جدا من وسط العاصمة". وامتدت الاشتباكات لتصل إلى حي العسالي وشارع خالد بن الوليد واحياء جوبر والقابون وبرزة وكفرسوسة. وأشار المرصد إلى ورود معلومات عن " استخدام دبابة في قصف حي التضامن بالإضافة إلى وجود دبابة امام مخفر الميدان اطلقت قذيفة". في غضون ذلك، ذكر متحدث باسم الجيش السوري الحر المعارض في محافظة دمشق أن "حيي الميدان والتضامن خرجا عن سيطرة القوات النظامية" مضيفا ان "الجيش يقصف هذين الحيين من الخارج". أما الهيئة العامة للثورة السورية فذكرت في بيان أن قوات الأمن أغلقت جميع الطرق المؤدية من الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى العاصمة. ولا يمكن التأكد من حصيلة أعمال العنف في سوريا أو تطورات المعارك من مصدر مستقل بسبب تدهور الوضع الأمني والقيود المفروضة على وسائل الإعلام الأجنبية. من ناحية أخرى، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن المعارك الشرسة التي تشهدها العاصمة السورية دمشق وانشقاقات مسؤولين كبار دليل على أن النظام السوري يتعرض لضغوط كبيرة ولن يمكنه الاستمرار. وأصرت كلينتون في تصريحات لبي بي سي على أنه لا يزال هناك مساحة زمنية لانتقال السلطة في سوريا. وقالت كلينتون إنه إذا مارست الصين وروسيا ضغوطا على الرئيس السوري بشار الأسد فسيأتي ذلك بنتائج مباشرة. وكانت موسكو وبكين عارضتا مشروعات قرارات سابقة طرحت في مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد، بينما أيدت دول غربية وعربية فرض مثل تلك العقوبات. روسيا وعلى الصعيد الدبلوماسي، صرح دبلوماسيون في الأمم المتحدة الاثنين ان روسيا تعرقل منذ الجمعة الماضي مشروع بيان لمجلس الامن الدولي يدين استخدام القوات السورية أسلحة ثقيلة في التريمسة. وأوضح الدبلوماسيون مشروع البيان يؤكد أن "استخدام الجيش السوري للمدفعية والمصفحات والمروحيات يشكل انتهاكا لالتزامات وتعهدات دمشق بتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان" وفي موسكو، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الرئيس السوري بشار الأسد "لن يرحل ليس لاننا ندعمه بل بكل بساطة لان قسما كبيرا من الشعب السوري يدعمه". وقال لافروف " نسمع تعليقات مفادها ان مفتاح الازمة في سوريا موجود في موسكو وعندما نطلب توضيحات يقال لنا ان ذلك معناه انه علينا اقناع الاسد بمغادرة الحكم بنفسه" مضيفا أن "هذا غير واقعي اطلاقا". وجاءت تصريحات لافروف في الوقت الذي بدأ المبعوث الدولي كوفي عنان زيارة إلى موسكو تستغرق يومين من المقرر أن يلتقي خلاها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف خلال يومين من المحادثات في موسكو، كما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي. طرد سفراء من ناحية أخرى، تبادل المغرب وسوريا الاثنين طرد السفراء، في أحدث تطور دبلوماسي تشهده الأزمة السياسية المستمرة. وطلب المغرب، في بيان لوزارة الخارجية، من نبيه اسماعيل السفير السوري المعتمد لديه مغادرة المملكة بـ"اعتباره شخصا غير مرغوب فيه".
International
سوريا: اشتباكات عنيفة في العاصمة دمشق لليوم الثالث على التوالي
17 يوليو 2012