وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع اليوم الجمعة على مد مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا 30 يوما في حفاظ على قسم رئيسي من خطة للسلام وضعها المبعوث الدولي كوفي عنان للسلام ترمي إلى إنهاء 16 شهرا من الصراع. ووافق مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة على مشروع قرار قدمته بريطانيا لمد التفويض الممنوح للمراقبين الذين ينقضي أجل بعثتهم منتصف الليل اليوم الجمعة.وكانت روسيا - التي سبق أن استخدمت حق النقض مع الصين لإحباط قرار كان من الممكن أن يفتح الباب أمام فرض عقوبات على حكومة الأسد - قد أسقطت اعتراضاتها على المقترح البريطاني بعد توسعته ليطالب القوات الحكومية وقوات المعارضة على السواء باتخاذ خطوات لوقف العنف.وينص القرار الجديد على أن المجلس لن يدرس مد فترة عمل المراقبين مرة أخرى "ما لم تؤكد تقارير الأمين العام (للامم المتحدة) ومجلس الأمن التخلي عن استخدام الأسلحة الثقيلة والتراجع بشكل كاف في مستوى العنف من كل الاطراف" لتمكين بعثة المراقبين في سوريا من القيام بمهمتهم.وقال السفير البريطاني إلى الامم المتحد مارك ليال جرانت للصحفيين "اذا حدث على مدار الثلاثين يوما القادمة تغير في هذا الوضع وتحققت هذه الشروط فبالتأكيد سيقوم مجلس الامن بناء على توصية الامين العام بالنظر مرة أخرى في مستقبل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا."وقال "لكن اذا لم يتغير الموقف فمن الواضح ان بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا ستسحب بعد 30 يوما."ونشرت بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا نحو 300 مراقب عسكري غير مسلحين يقومون بمراقبة وقف اطلاق النار الذي اعلن في 12 من ابريل نيسان ولم ينفذ في سوريا. وتوقف معظم مهام المراقبة التي يقوم بها المراقبون في 16 من يونيو حزيران بسبب تزايد الخطر عليهم نتيجة لتصاعد اعمال العنف.ويوجد ايضا نحو 100 موظف مدني يعملون على التوصل إلى حل سياسي وفي مراقبة شؤون مثل حقوق الانسان.وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس للصحفيين ان واشنطن وافقت على القرار الجديد على مضض لكنها وصفته بأنه خطة خروج لفرق المراقبين.وقالت رايس "قرار اليوم بمد عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا لفترة نهائية مدتها 30 يوما لم يكن القرار الذي كانت الولايات المتحدة ترغب في تبنيه في البداية. كان ما نفضله بشدة هو القرار الذي تم الاعتراض عليه بحق النقض أمس."واضافت رايس ان مد عمل البعثة "سيسمح لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا بالانسحاب بأمان وبشكل منظم."وقالت رايس انها تشك في ان السلطات السورية ستتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة او ان العنف سيتراجع بما يكفي لنظر مجلس الامن في مسألة تجديد مهمة البعثة لما بعد الثلاثين يوما المقررة.وانهى قرار مجلس الامن عدة ايام عصيبة من الانشطة الدبلوماسية في الامم المتحدة حيث وقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مواجهة روسيا والصين بشأن كيفية التعامل مع الموقف في سوريا مع تصاعد العنف.وتقاتل القوات الحكومية السورية اليوم الجمعة من اجل استعادة مواقع حدودية واجزاء من العاصمة دمشق سيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة في محاولة لاستعادة زمام المبادرة بعد هجوم تفجيري هذا الاسبوع اسفر عن مقتل اربعة من كبار قادة الاسد الامنيين.واقترح الامين العام للامم المتحدة بان جي مون تغيير التركيز في عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا من مراقبة وقف لاطلاق النار لا وجود له إلى البحث عن حل سلمي للازمة.ويقول دبلوماسيون انه لن تكون هناك حاجة لأكثر من نصف المراقبين غير المسلحين لتنفيذ المقترح الذي طرحه بان. ويعود بقية المراقبين إلى بلادهم على أن يكونوا على الأهبة للعودة في أي وقت.