اعتبر الداعية الدكتور سلمان العودة أن مسلسل " الفاروق عمر" لو ظهر من دون شخصيات سيكون هزيلاً، منتقداً ما يوجد على الساحة من "كتب طائفية مشحونة ضد الخليفة عمر بن الخطاب وغيره، ممن يستهدفون تاريخنا الإسلامي، فلو تحول ذلك الهراء لعمل فني سيكون مشكلة كبيرة".وقال إن العلماء المشاركين في اللجنة المشرفة على مسلسل الفاروق، رأوا أن القصة ليست قصة امتناع، فالرافضون يرون ذلك لحماية صورة الصحابة، لكن الآن الأسواق مفتوحة والتيارات الأخرى في كل العالم يمكن أن تقوم بذلك بصورة مشوهة. وأشار العودة في حديث بثته قناة "الرسالة" الأحد إلى أن دور العلماء المراقبين لمسلسل "عمر" كان لحماية سيرة الفاروق من العبث والطرح المشوه أو بطريقة لا تليق.اشتراطات لجنة العلماءيذكر أن لجنة العلماء المشرفة على العمل اشترطت أن يجسد شخصية "الفاروق" ممثل ليس له تاريخ في الدراما، وغير معروف في هذا المجال.وكان من ضمن اشتراطات اللجنة الدينية أيضاً، أن يوقع الممثل الشاب على إقرار بعدم أداء أي دور في أي عمل درامي أو مسرحي، لعدة سنوات، تبدأ من يوم الاتفاق على العمل.وتتكون لجنة العلماء المشرفة على مراجعة النص التاريخي لمسلسل "الفاروق" من عدد من شيوخ الدين المعروفين، وهم عبدالوهاب الطريري، وعلي الصلابي، وسعد مطر العتيبي، وسلمان العودة، والشيخ يوسف القرضاوي، وأكرم ضياء العمري.جعلوا الفتوى عائقاًوأضاف أن "هناك الآن ميداناً صارخاً، وإذا لم تقم أنت بهذا العمل قام به غيرك، والمجتهد تبرأ ذمته، هذه الأعمال الأصل فيها الجواز"، مبيناً أنه في الغرب تشوه صورة المسلم ويلصق به كل شيء سيئ.وقال العودة إن هناك من يريد أن يظهر هذه الأعمال والشخصيات دون أن يكون لهم دور في ذلك، جاعلين الفتوى عائقاً وهي ليست كذلك.وأبان الدكتور العودة أن الشرط الأساس في هذه الأعمال "أن تحمل القيم، وأن تكون الرقابة للمجتمع لرفض ما هو غير هادف".التمثيل ليس كذباًوحول ما يقال عن كون التمثيل كذباً قال العودة "الكذب يكون في الأخبار وليس في التمثيل، فالممثل في السير مثلاً يبرز وضع حالة معينة مثل الأبرص والمنقطع، وهذه الأشياء والمسألة فيها اختلاف يجب أن يحترم، ويجب أن يبقى خلافاً فلا أحد يفرض رأيه، ومن اجتهد فيه شرعياً أعذرهم".وأكد العودة احترام النقد، وأنه حق مشروع، مذكراً بأنه "تم تشويه الصورة الإسلامية في الغرب من خلال الدراما، الدراما تعدل وتشحن بالمصطلحات الغريبة وتؤثر في المفاهيم الموجودة عند الناس".