في مدرسة الصوم ينبغي أن نتعلم إحسان العمل وإتقان الصوم فلا يداخلنا رياء ولا سمعة ولا يفسد صومَنا شهوة خفية من الثناء أو من الانشغال بلذات الدنيا عن طلب الآخرة..سئل الحسن عن الإخلاص والرياء فقال: من الإخلاص أن تحب أن تكتم حسناتك كما تحب أن تكتم سيئاتك. فإن أظهر الله عليك حسناتك تقول هذا من فضل الله وإحسانه، وليس هذا من فعلي ولا من صنيعي، وتذكر قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف: 110]. (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون). [المؤمنون: 60] . ثم قال : يؤتون الإخلاص وهم يخافون ألا يقبل منهم؛ وأما الرياء فطلب حظ النفس من عملها في الدنيا؛ قيل له: كيف يكون هذا ؟ قال : من طلب بعمل بينه وبين الله تعالى سوى وجه الله تعالى والدار الآخرة فهو رياء. وقال بعض السلف : وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به؛ كما يحكى أن طاهر بن الحسين قال لرجل: منذ كم صرت إلى العراق يا أبا فلان؟ قال: دخلت العراق منذ عشرين سنة وأنا منذ ثلاثين سنة صائم؛ فقال يا أبا فلان سألناك عن مسألة فأجبتنا عن مسألتين؟!!.وحكى الأصمعي أن أعرابياً صلى فأطال وإلى جانبه قوم، فقالوا: ما أحسن صلاتك!! فقال: وأنا مع ذلك صائم. أين هذا من قول الأشعث بن قيس وقد صلى فخفف، فقيل له : إنك خففت، فقال: إنه لم يخالطها رياء؛ فخلص من تنقصهم بنفي الرياء عن نفسه، والتصنع في صلاته.روى الترمذي الحكيم عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال أبو بكر رضي الله عنه وشهد به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك، فقال: (هو فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم) صححه السيوطي والألباني.