عواصم - (وكالات): شهدت العاصمة السورية فجر أمس أعنف اشتباكات بين القوات السورية ومنشقين أوقعت عدداً من القتلى والجرحى، في حين دعت موسكو سوريا إلى الموافقة “فوراً” على هدنة يومية إنسانية، بينما يجتمع مجلس الأمن اليوم في محاولة للاتفاق على بيان رئاسي يكتفي بدعم مهمة الموفد الدولي إلى سوريا كوفي عنان. وفي موقف لافت دعت روسيا سوريا للموافقة “فوراً” على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إعلان هدنة إنسانية يومية، كما أعلن رئيس اللجنة جاكوب كيلنبرغر إثر لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “دعا الطرفان الحكومة السورية والمجموعات المسلحة إلى الموافقة فوراً على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم”. من ناحية أخرى، أعلن طاقم الأسطول الروسي في البحر الأسود عن وصول سفينة روسية تحمل وحدة من مشاة البحرية الروسية لمكافحة الإرهاب إلى ميناء طرطوس السوري. على الصعيد الدبلوماسي تحركت الاتصالات مجدداً داخل مجلس الأمن ولكن دون الكلام عن قرار بل عن بيان رئاسي. فقد قدمت فرنسا مشروع بيان ليعرض على مجلس الأمن لإقراره يكتفي بطلب دعم مبادرة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار ارنو “نأمل حصول تصويت على مشروع البيان، مضيفاً أن الهدف من البيان “محدد جداً” وهو “دعم كوفي عنان”. وأضاف السفير الفرنسي أن هذا “الإعلان الرئاسي هو الأقل خلافية الذي يمكننا تقديمه”. والإعلان أو البيان الرئاسي لابد أن يصدر بموافقة جميع الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن. وكان الفيتو المزدوج الروسي الصيني حال مرتين دون صدور قرار عن مجلس الأمن يدين النظام السوري على قمعه للحركة الاحتجاجية المناهضة له. ويجتمع مجلس الأمن لمناقشة نص البيان الرئاسي، حسبما قال السفير البريطاني مارك ليال غرانت الذي تترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الجاري. وذكر بأن عنان طلب بإلحاح من مجلس الأمن دعم مهمته بصوت واحد. وقال الدبلوماسي البريطاني “الهدف هو إيجاد أرضية مشتركة لتوجيه رسالة قوية إلى النظام السوري”. يأتي ذلك فيما أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم عنان أن بعثة الخبراء الدوليين الخمسة الذين أوفدهم عنان إلى دمشق “وصلت بالفعل” في محاولة لوقف أعمال العنف الدامية. وأضاف فوزي أن “زيارة عنان المقبلة إلى سوريا ستكون رهناً إلى حد كبير بالتقدم الذي يحرز” خلال المحادثات بين خبراء الأمم المتحدة والسوريين. وناشدت منظمة التعاون الإسلامي “الشعب وسلطات الدولة في سوريا احترام حياد ونزاهة” العاملين معها والموظفين في الأمم المتحدة الذين يتشاركون في مهمة إنسانية في سوريا. ومدد الرئيس السوري بشار الأسد بموجب مرسوم “فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 لمدة أسبوع بدءاً من 22 مارس”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. وستُجرى انتخابات مجلس الشعب في7 مايو المقبل. من جهة ثانية عبر أكثر من 500 سوري الحدود التركية في الساعات الـ24 الأخيرة هرباً من أعمال العنف في بلادهم، ما يرفع إلى 16446 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان إلى صفوف المنشقين عن الجيش السوري، على ما أفادت مصادر تركية. وبذلك يرتفع إلى 9 عدد الضباط الذين فروا إلى تركيا مع عشرات العسكريين الآخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الأسد. ميدانياً، سجلت مواجهات في العديد من المناطق السورية أدت إلى مقتل 30 شخصاً بينهم 13 مدنياً و11 عنصراً من قوات الأمن و4 منشقين. وكان البارز وقوع اشتباكات بين القوات السورية النظامية ومنشقين في منطقة المزة في دمشق أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية والمنشقين، بحسب مصادر عدة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “العملية التي شنتها مجموعة منشقة يتراوح عددها بين 6 أشخاص و10 في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16”، مضيفاً أن “4 منشقين قتلوا فيما جرح الباقون أو اعتقلوا”. وبحسب مصادر المرصد، فإن “المنشقين استهدفوا بيت ضابط برتبة عميد بقذيفة آر بي جي، قبل أن يتحصنوا داخل مبنى ويشتبكوا مع عناصر الأمن على مدى 3 ساعات”. من جهة أخرى، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن اشتباكات جرت بين قوات حفظ النظام و«عصابة إرهابية مسلحة” في حي المزة في دمشق أسفرت عن مقتل 3 من “الإرهابيين” وعنصر من قوات حفظ النظام. وتكتسب الاشتباكات في حي المزة أهمية إذ يقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، إضافة إلى وجود مراكز أمنية عدة فيه. وفي محافظة درعا أعلن المرصد أن “8 من عناصر الأمن قتلوا وجرح 27 آخرون إثر تفجير مجموعة مسلحة منشقة عبوات ناسفة بحافلتي أمن في قرية كفر شمس”. وفي محافظة إدلب قتل ضابط وأصيب اثنان آخران بجروح خطرة برصاص مسلحين غير معروفين أطلقوا النار على سيارتهم، فيما سقط أمس 13 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية، كما ذكر المرصد. من ناحية أخرى، أفاد الناشط نور الدين العبدو من محافظة إدلب أن القوات النظامية شنت هجوماً على قرية عبديتا التي يتحدر منها العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر الذي لجأ إلى تركيا بعد انشقاقه عن الجيش النظامي. كذلك شنت القوات السورية هجوماً على كفر شمس في محافظة درعا التي تحاصرها بآليات نقل الجند وإقامة الحواجز.