أكد تقرير اقتصادي أن حكومات الدول الخليجية خصصت أكثر من 100 مليار دولار لمشاريع المياه في الفترة ما بين 2011 و2016 بهدف تحسين وتعزيز تقنيات التحلية العاملة على الطاقة الشمسية، والتركيز على معالجة المياه المهدرة وإعادة تدويرها.وبحسب تقرير صدر مؤخرا عن "فنتشرز الشرق الأوسط"، فقد حث الارتفاع الكبير في أعداد السكان وانخفاض جودة المياه, حكومات الدول الخليجية على اتخاذ خطوات فعالة وسريعة لمواجهة النقص في المياه وضمان مصادر مستدامة في المستقبل.ومن المقرر أن تقام الدورة المقبلة من معرض الشرق الأوسط للطاقة والمياه، في الفترة ما بين 8-10 أكتوبر المقبل على أرض مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويعتبر المعرض الذي يقام بالشراكة مع هيئة ماء وكهرباء أبوظبي وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، الشريك الاستراتيجي، من أبرز الفعاليات المتخصصة بخدمات ومنتجات الطاقة والمياه في المنطقة.وتعليقا على المشاركة، صرح رولف ريتشارد، نائب المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في "توراي ميمبراين يوروب"، إحدى الشركات القليلة ذات الخبرة في مختلف أطياف ومجالات معالجة المياه العالية الأداء: "نركز بشكل أساسي في تقنياتنا المختصة على معالجة المياه المهدرة وتوفير الطاقة، وفعالية الزراعة والأداء العالي".ووفقا لدراسة حديثة فإن العالم العربي على مشارف أزمة مياه حادة بحلول عام 2025 ما لم يتم اتخاذ وإقرار ميكانيكية توجيه فورية لإدارة المياه المستدامة ووضع معايير خاصة لخفض استهلاك الري للمياه.وتتطلع قطر لتعزيز طاقتها في قطاعي المياه المهدرة والمياه, وهي الآن تشرع في تطبيق طرق وتقنيات جديدة من خلال مشاريع الطاقة والمياه المستقلة التي تشرع في بنائها، على رأسها مشروع راس قرطاس، والذي يجري العمل فيه في مجمع راس لفان الصناعي.من جانبها خططت دولة الإمارات العربية المتحدة عددا من مشاريع معالجة المياه المهدرة وإعادة تدويرها لتعزيز ممارسات إدارة المياه بهدف مقابلة الطلب المتزايد على هذا المصدر المحدود ومصادره المكلفة. وستضيف أبوظبي أكثر من 30 مليون جالون من المياه التي تمت تحليتها إلى شبكة مياهها بعد أن أعطيت الضوء الأخضر لتوسيع مصنع الطاقة والمياه في المرفأ.أما الهيئة العامة للكهرباء والمياه في عمان فتخطط لبناء خزانات مياه استراتيجية في مسقط بهدف تخطي الأزمات التي قد تحصل إذا ما تعطلت مصانع التحلية, في حين تقوم وزارة المياه والطاقة الكويتية بإنشاء محطتين لتحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي في منطقة الدوحة, ستنتجان 50 مليون جالون من المياه يوميا.وقالت "إنيتا ماثيوز"، مديرة معرض الشرق الأوسط للطاقة والمياه: "يعتبر قطاع الماء من القطاعات التي تشهد تحديات صعبة في منطقة الخليج والشرق الأوسط عامة, ذلك أنها تعتبر من أفقر دول العالم في مصادر المياه. ويتم في الوقت الحالي مناقشة المشاكل المتسببة في نقص المياه, والعوامل المؤثرة في مصادر المياه".من جانبه قال عبدالله سيف النعيمي، مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي: "من المعروف لدى الجميع أن الماء مورد نادر جدا في منطقة الشرق الأوسط وأن دول الخليج تعتبر من بين أكبر عشر دول منتجة للمياه المحلاة في العالم. لذلك فمن الطبيعي جدا أن تحظى استثمارات تحلية المياه بأولوية عالية من قبل دول المنطقة".وأضاف: "إن تحلية مياه البحر تغطي ثلثي متطلبات منطقة الشرق الأوسط من المياه، والتركيز الكبير على الاستثمارات في هذا القطاع جنبا إلى جنب مع توعية المستهلكين حول عدم الإسراف في استخدام المياه, ما سيمكن المنطقة من تجنب أزمة المياه, وتخطيها على المدى الطويل".