يشهد المسجد النبوي منذ سنوات محاولات جادة وذات تكاليف مالية بالمليارات، تهدفُ إلى السيطرة على الظل، فالظلُ في طيبة الطيبة سلعة غالية الثمن، خاصة في ساحات المسجد النبوي. وقد كان الحل الأكثر قبولاً، هو اللجوء إلى خيار المظلات عبر مائتين وخمسين عموداً، تعتلي كلاً منها مظلة يتمّ مدّ أجنحتها أو لملمتُها بكبسةِ زر، بينما تحجبُ كلّ مظلةٍ المطرَ أيضاً والشمس عن مساحة تكفي لثمانـِمائةِ مصلّ ومعتكف. وتتولى مراوحُ التلطيف المعلقةُ بأعمدة هذه المظلات دوراً مهماً في عملية التخفيف الحراري عبرَ الرذاذ، الذي تنفثه في أرجاءِ الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. ويحيط بالمسجد النبوي طقسٌ، كانَ ولا يزالُ عاملَ ترجيح قوي لخيار المظلات، فالساحاتُ تتمسّكُ بالانفتاحِ المسائيِ على السماء من دونِ سقف، وتتوارى أرضُها عن شمس قاسية نهاراً، فيما تنطلقُ أشعةُ ضوءٍ قوية عبر فوانيسها المضيئةِ من على تلكَ الأعمدةِ، لذلكَ فإنّ ساحةَ الحرم النبوي ستكونُ الأشهرَ عالمياً لمصلحة عدد المظلات.وتبدو ساحاتُ المسجد النبوي كبحيرةٍ مائيةٍ تغادرُها أسراب طيور، عندما تبدأ كلّ مظلة بفردِ أربعِمئةِ مترٍ مربّعٍ من الأجنحةِ على علوّ خمسة عشر متراً، بينما العمودُ يكادُ يكونُ ساقَ طائر في منظر هندسيّ بديع.